منذ سنوات طويلة يعرض برنامج "أنت لست الأب" على إحدى القنوات التلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد هذا البرنامج من أنجح البرامج التلفزيونية وأكثرها مشاهدة في العالم الغربي.
ما يحصل في هذا البرنامج هو ان تقوم امرأة بدعوة عدد من الرجال الذين اقامت معهم العلاقة غير الشرعية لتعرف نسب أطفالها وتتأكد من هو الأب الحقيقي لأولادها من خلال اختبار الحمض الوراثي (dna) بصورة حية ومباشرة أمام الناس في العالم.
"ومن أغرب الحالات في البرنامج حالة امرأة اسمها (روزاليندا) والتي دعت أكثر من 18 رجل للبرنامج، وخضعوا جميعاً للتحليل حتى تتعرّف على والد طفلها (بيكاروا)؟ لكن نتيجة التحليل ظهرت سلبيّة ولم يكن أيّاً منهم والد طفلها. حيث تسبب ذلك بانهيار الطفل (بيكاروا) ذو ال 11 سنة ودخوله في موجة بكاء. البرنامج قدَّم أيضاً أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكد من نَسَبٍ أطفالهم إليهم، وكانت النتيجة سلبية أيضاً! وبذلك ظهرت خيانة بعض الزوجات. البرنامج يُعرض منذ العام 1991 ومُكوّن من 19 موسم و3500 حلقة، في كل حلقة يتم عرض 3 حالات على الأقل."[1]
هل يستطيع الإنسان أن يتصور مدى انحلال المجتمع الغربي الذي بات يصدّره إلى العالم بصورة حية ومباشرة على الهواء؟
هل يعي الإنسان مدى الضياع الأسري الذي تعيشه العوائل الغربية ومشاعر الأطفال مجهولي الهوية بلا حسب ولا نسب ودون معرفة الآباء الحقيقيين لهم!
هذا البرنامج يبين مدى الاهانة والاحتقار الذي تعيشه المرأة الغربية وهي تقف أمام الناس والملايين يتفرجون من خلف الشاشة وهي تنتظر جواب التحليل لتعرف والد طفلها البيولوجي وتبحث عن هوية لطفلها الذي عاش ضياع النسب لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من أنهم أولاد غير شرعيين أنهم أيضا مجهولي النسب ومع هذا الذي يحصل معهم من الخزي والعار تشاهدهم بكل صلافة يحاربون نظام الأسرة في المجتمعات الإسلامية من خلال المنظمات النسوية المتمردة على الدين والأعراف والتقاليد ويحاولون أن يبينوا بأن الإسلام ظلم المرأة وقيد حرياتها!.
الإسلام الذي أعز المرأة وجعل لها مكانة كبيرة في المجتمع وحماها من أشباه الرجال برجل واحد يقدم لها الحماية التامة لها ولأولادها في بيت دافئ مليء بالاستقرار والطمأنينة.
فالمجتمع يتكون من أسر وليس من أفراد مثلما يدعي الغرب، فكل أسرة تمثل ركيزة مهمة في المجتمع لهذا السبب يعمل العدو جاهدا على هدم الكيان الأسري وتشتيت مفهوم العائلة من خلال المرأة وتوهيمها بأنها تعاني من الظلم والاضطهاد، ولكن كل شيء اليوم بات يحصل على مرأى الجميع والنساء اليوم تشاهد بكل وضوح فضائح الجانب الآخر من الغرب ومدى الانحطاط الذي وصلوا إليه والإهانة والتحقير الذي تتعرض إليه المرأة وما تؤول إليه الحكومات من أهداف وخطط لضرب المجتمع الإسلامي وهدم الأًصول.
لذا يجب أن نركز أكثر على الحملات التي تقيمها الجهات في التشجيع:
١-العزوف عن الزواج والتشجيع على الاستقلالية
٢-الامتناع عن الانجاب
٣-الاستقلال الفردي للشباب والفتيات من العائلة
٤-الدعوة الى المساواة مع الرجل.
جميع هذه النقاط يكمن خلفها الكثير من المصائب التي رسمها العدو بفرشة دقيقة، فعزوف الشباب والفتيات عن الزواج يعني انخراطهم في العلاقات المحرمة مثلما يحصل اليوم في الغرب والذي يؤدي بالنهاية إلى تضعيف المجتمع الإسلامي من خلال نقص الحلقات الأسرية في المجتمع.
وأما الامتناع عن الانجاب أيضا يؤدي إلى ضعف الكيان الأسري، وتقليل النسل الإسلامي الطاهر بدلا من النسل الذي يولد بالحرام والذي يكون له تبعات خطيرة على المجتمع.
وأما الاستقلال المبكر فهو كارثة أكبر، فكيف لشاب أو فتاة في مقتبل العمر أن تترك أهلها وتستقل بحياتها وحدها؟
في حين أن الإسلام يرى بأن بداية الشباب من أهم المراحل التي تتطلب رعاية الأهل والمتابعة المستمرة وابداء النصح ومصاحبة الأولاد من قبل الوالدين، لحمايتهم من الوقوع في الأخطاء وعدم انخراطهم مع أصدقاء السوء!، وهذا بالطبع على عكس ما يريده العدو..
وأما المحور الأخير الذي يتمثل بأبواق الحرية والمساواة فقد اهلكوا بها مسامعنا والنساء الواعيات يعرفن جيدا بأن المساواة ليست من مصلحتهن، فالمساواة التي يدعي بها الغرب يعني أن تعمل المرأة سائقة تكسي وتصلح السيارات في الكراجات مثلها مثل الرجل، وتمارس أعمال لا تتلاءم مع رقتها فيتم التعامل معها على مبدأ المساواة في الوظائف أيضا، أي أن لا تمنح أي إجازة فيما تخص الأمومة وغيرها من المميزات التي نالتها المرأة بسبب اختلاف طبيعتها البشرية.
لهذا السبب أقولها بمليء الفم الغرب يريد تحقير المرأة من خلال هذه الهتافات الزائفة، وسلب أنوثتها والمكانة الراقية التي منحها الإسلام لها، فالمرأة في الإسلام "ريحانة وليست بقهرمانة" وعند الغرب "المرأة الحديدية" لذا يجب التدقيق أكثر في كل مصطلح يطرحه الغرب أو حركة أو جهة تدخل إلى مجتمعنا باسم المرأة أو الأسرة وتنادي بالحرية والمساواة، فالمجتمع الذي أطفاله بلا هوية وتبحث فيه المرأة عن والد طفلها أمام شاشات التلفزيون لن تصدر إلينا إلاّ الفجر والفسوق.
اضافةتعليق
التعليقات