ما إن تصل الفتاة إلى مرحلة المتوسطة حتى تبدأ بالاهتمام بنفسها وملابسها وتحاول الظهور بمظهر لائق وجذاب يثير كل من رآها علهم يعجبوا بها وتكون في قائمة المرشحات للزواج، تحاول ادراك مايدور حولها، تثيرها تلك المواضيع، تحاول الخروج مع والدتها لمعرفة زميلاتها أن ابنتها قد استعدت للزواج، وتفعل كل أمر يجعل من يراها ويقول أنها أصبحت بالغة، في بالمقابل إن أغلب الأمهات هن من يشجعن البنات على أن تتصرف ببلاغة ونباهة كي تثير اعجاب من معهم، هنا الغاية الوحيدة هي الزواج، لايهم العمر والوقت ولا شيئاً آخر.
كل ذلك للهروب من شبح العنوسة الذي يطارد بنات العصر، بالمقابل أصبح الزواج المبكر يتصاعد بنسبة كبيرة جداً، ليكون ناتج تلك المعادلة هو الطلاق الغالب بصورة كبيرة أيضاً.
ففي هذه المرحلة عندما تتزوج الفتاة في عمر صغير جداً فقط من أجل الهروب من العنوسة المهددة لأنوثتها فإن مصيرها يكون مجهول لأنها لم تفكر في الزواج بصورة صحيحة فالبنت تحب أن تصبح عروساً فقط ، أما بعض الأمهات يفرحن أنهن قد أخلن سبيلهن من هم البنات، بالتالي عندما تتزوج البنت وتستفيق ترى ما فعلت بنفسها حينها لا ينفع ندم ولا تراجع عما هي فيه.
هنا خطأ من؟!
من المسؤول عن ذلك؟!
الخطأ من الأهل لأنهم لم يرسموا لابنتهم خارطة الزواج الصحيحة ولم يبينوا أن الزواج مشروع مبارك يتشاركه الزوجان في اطار أسس وقواعد دينية واجتماعية وعلمية.
فإن المتزوجات الصغيرات اليوم يتخذن الحسد وسيلة للتعبير عن ندمهن للزواج في مرحلة متقدمة جداً من العمر دون علم ودراسة للحياة الجديدة لأنهن حرمن من الكثير من الأمور وبالتالي فإن من يكون همها الزواج فقط، هذه بعد الزواج تصبح لاترى غير البيت وما ينقصه متناسية أمراً آخر أو اهتمامها بنفسها.
وعندما ترى الغير متزوجات أتممن التعليم وأصبحن في الجامعات ومتبوئات مناصب مرموقة في العمل يولد شعور الندم والحسد في نفسها، هنا تدرك مدى سطحية تفكيرها ومدى خطأ أهلها حين شجعوها على الانتقال لحياة أخرى دون عدة وأدوات تستطيع أن تديرها بنفسها لتصبح آلة بيد زوجها معتمدة عليه في أمورها ولا تستطيع أن تطلب ما يجوب في نفسها لأنه اعتاد على بساطتها وأفكارها التي لا تتعدى رضاه فقط ، لتصل إلى مرحلة أنها لاتعرف كيفية التعامل ولا تعرف كيفية التفكير فينعدم التفاهم بينهما ولا يستطيعون أن يصلوا إلى حل في أمر ما، سلاحها الوحيد هو البكاء لا تستطيع بغيره أن ترد الأذى عن نفسها أو تعبر عن حزنها.
لا ينفع الندم ولا الحسرات عما سلف وفات، سلحوا بناتكم قبل أن تزجوهم إلى الحياة الزوجية فليس كل من تزوجت وجدت كفؤها ولا أحد أحن عليهن منكم، لا تجعلوهن حبيسات الدموع والندم يأكل بأرواحهن ليلاً والحسد قد ملأ عيونهن، أتموا تعلميهن واجعلوهن قائدات في المجتمع ثم سلمو مفتاح الزواج لهن لنخرج بجيل واعٍ يدرك الخطأ ولا يعيده.
فعن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: (رفقاً بالقوارير).. امتثلوا لقول ساداتكم وارفقوا بهن ليرفق بكم ربكم يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اضافةتعليق
التعليقات