يحكى أن امرأة ضاقت بها الدنيا من سوء معاملة زوجها فذهبت إلى حكيم علها تجد علاجا، طلب منها الحكيم أن تشرح له سبب معاناتها، فأجابت قائلة: إنه سيّء الخلق، لاأطيقه أبدا، عصبيته المفرطة تدفعني للجنون!.
في بعض الأحيان لم أستطع أن أسيطر على نفسي هو يصرخ وانا أصرخ، فيالمقابل كيف أستطيع أن أصمت أمامه؟
فأنا صاحبة شخصية قوية، لا أحد قبل زواجي إستطاع أن ينال مني، كيف هذا يسمح لنفسه أن يصرخ علي ويخاطبني هكذا؟!
قال لها: احتاج الى شيء لا أظن ان باستطاعتك أن تجلبيه، قالت سأحضره مهما كلف الأمر..
قال لها: أحتاج الى شعرة من ذقن الذئب الذي يسكن في جوارنا، قالت سأحضرها لك.. وذهبت لترى كيف تجلب تلك الشعرة.
فكرت مليا وبعد مرور أربعين يوم جائت وكانت حاملة معها شعرة من ذلك الذئب، تعجّب الحكيم من رؤية هذا المنظر، فسألها وهو مندهش كيف استطعتي ان تحصلي عليها؟
قالت: فكرت مليا كيف باستطاعتي ان أجلب تلك الشعرة، بعد ذلك وصلت الى نتيجة، ادركت انه يجب علي أن ابدأ بلطف معه في اليوم الأول، جلبت له لحما أعطيته ورجعت الى البيت، وهكذا مرت الأيام وانا كنت أعمل حتى صادقته، كل يوم كنت اقترب منه اكثر ثم بدأت ألمسه و بعد ما طالت مدة صداقتنا كان ينام جنبي، في إحدى المرات اغتنمت الفرصة وأخذت شعرة منه وها انا الان جلبتها لأعطيكياها وأحصل على العلاج!.
قال لها الحكيم: الذئب حيوان مفترس، وانت استطعتي ان تقتربي منه ووصلت الى مبتغاكِ، فهل زوجك أسوأ من هذا الذئب؟!
إذاً.. فقدرة النساء في التأثيرعلى الآخرين موهبة الهية جعلها الله في نفوسهن لكي يغتنمن هذه الفرصة و يصلن الى قمة السعادة اذا استفدن من هذه النعمة في طاعة الله.
المرأة باستطاعتها أن تخمد نيران مشتعلة في قلب الرجل،
وتسطيع أن تفعل كل شيء اذا وثقت بنفسها.
حواء.. ابحثي عن مشاكله، ربما تتعاملين معه بقسوة، احترمي رجولته، فليس هناك شيء يجعلك متميزة اكثر من احترامك لرجولة زوجك، كيفما كنتي في الماضي يجب أن تودعي ماضيك فأنت الان أصبحتي زوجة يجب أن تغيري بعض عاداتك السيئة، لا تقفي بوجهه أبدا وإصبري لتنالي مكانتك المتميزة في قلبه.
بأخلاقك الرفيعة والمثابرة تستطيعين أن تأسري قلبه فلما العجلة؟
لا تنسي التأثير القوي جدا للكلمة، ربما كلمة واحدة تحرق القلوب وتشعل نيران الحرب وربما تكون بلسما لشفاء الجروح.
حواء.. كل كلمة تطلق إنما تترك أثرا في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام بل يبقى، لذلك أحرصي على أن تتركي الأثر الطيب في دماغ وقلوب الآخرين فلا تدرين قد تكون كلمة تقوليها سببا لدخولك الجنة.
يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار).
اضافةتعليق
التعليقات