ديدن الحياة أن تحتضن في حشاياها المشكلات حتى قال عنها البعض أنها ملح الحياة، ولكن البديهي أن لا أحد يرضى بحياة مالحة غزتها المناوشات؛ كما لا يمكن أن يتعايش شخصان عاشا طريقتين مختلفتين في التربية ولا تحصل بينهما هجاجات بين الفينة والأخرى، المهم هو كيفية السيطرة على الإنفعالات وإدارة الآراء المتباينة ومحاولة التصدي للضربات القاصمة على كيان الأسرة.
حتى ينعم الزوجان بالهدوء والطمأنينة، يجب أن تكون لديهم إلمامة لا بأس بها لمعرفة جوهر الخلاف وإبراز رد فعل متوازن ومنطقي تجاهه.
يعتقد الباحثون بفعالية بعض الطرق والمهارات لمحاصرة الأزمة منها:
1- التنفس بعمق:
من المألوف أن ينثار الفرد أحيانا، وقد يرغب بإنزال مختلف أنواع الشتائم والصراخ المستمر وتقليل الإحترام بشتى الطرق والأساليب.
إن شدة التركيز بما قام به الطرف المقابل من أخطاء تمنعنا من التفكير فيما نقول؛ الضياع في مدن العراك المقفرة والإستعجال في الكلام، ومحاولة الدفاع عن النفس تجعلنا نتكلم بما لا نريد ولا نعتقد به بتاتا، وقد تكون هذه الإتهامات مدمرة وغير قابلة للإصلاح.
أخذ نفس عميق قبل الحديث والتفكير جيدا بما سينساب من طيات لساننا؛ ترمم قليلا بعض الفجوات وتقي من صدع كبير.
2- اللوم العقيم:
استخدام بعض العبارات ك (إنك دوما.....) أو (إنك أصلا.......) إستفزازات حادة تؤثر سلبا في السياق وتجعل الآخر يتخذ حالة دفاعية؛ لذا لا ينصح بفتح الأوراق القديمة والتشعب فيما مضى بل يتناول الأزمة الحالية فقط.
إذا كان الشريك يتأخر دوما عن الرجوع للمنزل، بدل أن تسرد كلمات اللوم والقول ب (أنك دوما هكذا......) نقول (إنني أشعر بالقلق عليك كلما تتأخر).
3- الغضب النبيل:
قد لا يشعر الشريكان أثناء النزاع إلى مدى الأحاسيس الغالبة بين الطرفين.
تذكر الأيام الماضية، والتحليق في الفضاءات الشاعرية والليالي الوردية، وقول أحدهما للآخر إني أحبك مرارا فيما مضى، والتسكع على جداول العشق والمحبة كله لم ينته، هذا الشخص نفسه الذي كنت تغرقه بعباراتك الرومانسية، إلا أنه حدث طارئ يمكن تفاديه بالكلام والتفاهم.
السيطرة على الإنفعال وعدم الإستهزاء والإهانة، كل ما يحتاجه الزوجان في هذه الحالة إضافة للهدوء ومضي شيء من الزمان.
هذا يبين للطرف الآخر بأنك ما زلت تحبه وتحاول إبراز تصرف منطقي في الظروف الحساسة.
٤ - لا تهدد بالرحيل أبدا:
كأن يقول أحد الشريكين (أنا لا أريد هذه الحياة المشتركة) أو (يجب إنهاء هذه العلاقة)....
لا تطلق هذه العبارات إلا إذا كنت متأكدا من رغبتك ١٠٠% وإلا سيفقد الشريك إعتماده وإيمانه بك.
حتى لو قرر أحد الشريكين الإنفصال يجب الإفصاح عنه عند الهدوء وانتهاء الخلاف وإلا قد يضطر لتحمل أثقال الندم في المستقبل.
٥- إحترام الآراء:
عدم محاولة تغيير الآخرين وتقبل الأخلاقيات المتباينة، من المناهج الراقية والإنسانية.
يجب التساؤل هل سيحدث تغيير أساسي إذا ما غير الطرف المقابل رأيه تجاه هذه القضية؟!
إذا كانت الإجابة النفي؛ يجب عندئذ تقبل خيار التعايش.
٦ - كن مستمعا جيدا:
يصعب الإستماع عند الغضب وحالة الهيجان، إذ يرغب الطرفان بقطع الحديث والإستمرار في الدفاع عن النفس، ولكن إذا كنا نرغب بحل لا بد من تخطي هذه الرغبة والإنتظار حتى يكمل الشريك حديثه، في هذه الأثناء يؤخذ نفس عميق ويستعد للإجابة المناسبة.
٧ - العودة لنقطة البداية:
بدل الإصرار على كلام واحد منذ البدء يستحسن الإنتظار والإستماع، وترك زمان بين ذاك حتى تهدأ الأجواء وتتوفر الظروف للتفكير جيدا، ثم البدء من جديد بعد تعيين فترة زمنية ك عشر دقائق مثلا، أو ساعة، أو حتى يوم أو يومان لتكون لدينا فرصة جيدة لإيجاد الحلول المناسبة.
صياغة الحياة الأسرية تحتاج لمهارة حل الخلاف وإيجاد طريقة مهما بلغت حدة المشاكل وهذا أصبح في متناول الجميع مع وجود البواعث الكثيرة التي تدفع بالفرد ليصحو مرغما ويجتاز جسور الحلم ويفتعل واقع الحياة الولود، بعيدا عن تصاريف وعصف الزمان.
اضافةتعليق
التعليقات