أفادت دراسة بأن واحدا من كل خمسة أزواج (18 في المئة) في بريطانيا ينفصلون أو يفكرون في الانفصال.
وأشار تقرير، أعدته مؤسسة "ريلات" الخيرية وشمل 20980 شخصا في علاقات في الفترة بين 2013 إلى 2015، إلى أن 2.87 مليون شخص يعيشون في "إحباط".
وقال ديفيد ميجوريبانكس، من مؤسسة ريلات، إن المشاحنات المستمرة قد تنتج عنها تأثيرات "قوية" على الأطفال.
وأضاف أن هؤلاء الأطفال يكون تحصيلهم العلمي في المدارس سيئا وقد يقعون في براثن الجريمة.
وقال: "ذلك لا يرجع فقط إلى انفصال الزوجين، بل يحدث بسبب الصراع الذي يحيط بذلك".
وأضاف: "إن الصراعات في العلاقات السوية يكون له ضرر مثل ضرر الانفصال".
ويرى أن: "الأطفال الذين ينشأون مع أبوين في علاقات شديدة الصراعات هم أكثر فئة على الأرجح. التقديرات تعاني من مشكلات صحية عقلية وجسمانية، ناهيك عن الأداء الضعيف في المدارس وينتهي الأمر بسلوك إجرامي معاد للمجتمع".
الأسف على الزواج
ودرس باحثون بيانات مسح أجرته جمعية "اندرستاندج سوسيتي" شمل 20980 شخصا طلبت منهم الدراسة الإجابة عن سؤال بشأن طريقة الخلافات المعتادة بين الأطراف، وكيف يفكرون بصفة مستمرة في الطلاق والأسف عن هذه العلاقة والتعبير عن مدى الاستياء بينهم.
وقالوا إن نتائج المسح أشارت إلى أن 2.87 مليون شخص، أي ما يعادل 18 في المئة من الأزواج أو الشركاء بدون زواج، يعيشون علاقات "محبطة".
وأظهرت البيانات أن عدد العلاقات "المحبطة" سجل زيادة في عام 2011 و2012، لكنها لم تصل بعد إلى مستويات ما قبل الركود الاقتصادي.
وقال ميجوريبانكس: "يوجد نمط من إجهاد العلاقة خلال سنوات الركود، حيث يزداد الإجهاد الاقتصادي، فعلى سبيل المثال تراجع الدخل وزيادة البطالة والديون وهو ما يؤدي إلى زيادة إجهاد العلاقة".
وتوصلت الدراسة إلى أن:
-واحد من كل عشرة آباء يأسفون على الأقل من حين لآخر على الزواج أو المعاشرة، في حين قال 9 في المئة إنهم على الأقل يفكرون في الطلاق أو الانفصال من حين لآخر.
-حوالي نصف الآباء (49 في المئة) يتشاجرون، في حين سجل 6.8 في المئة مستويات شديدة.
-الآباء ممن لديهم الأطفال دون سن 16 عاما هو الأكثر عرضة للعلاقات المحبطة (بنسبة 22 في المئة)، أما بالنسبة للآباء الجدد فهم " أقل نسبة من حيث تراجع جودة العلاقة".
وقال ميجوريبانكس إن كثيرا من الأزواج يعانون من الصمت لسنوات، ويلجأون إلى طلب المساعدة في مرحلة متأخرة من علاقاتهما.
فقدان فن الحديث
وتعتقد جان أرتينغستول، من مؤسسة "زيرابي شيشاير"، أن الناس حاليا يقضون كثيرا من الوقت في التواصل عبر الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي ونسوا التحدث مع بعضهم.
وأضافت: "فقد الناس فن الحديث عن مشاعرهم. الأمر كما لو أننا تحولنا إلى أطفال ليست لدينا لغة للتواصل بشأن مشاعرنا".
وقالت إن المشكلة الرئيسية تكمن في انعدام الثقة بين الأزواج والتي تنشأ بسبب الرسائل النصية التي يتبادلها زملاء العمل أو تجسس شركاء الحياة على تواصل شركائهم عبر حسابات التواصل الاجتماعي.
ونصحت الأزواج بالجلوس لمدة عشر دقائق للحديث سويا عن يومهما وتحمل المسؤولية المشتركة عن حالة العلاقة بدلا من اتهام بعضهما بعضا.
وسجلت البيانات 114720 حالة طلاق في انجلترا وويلز في عام 2013، بتراجع 3 في المئة عن أرقام عام 2012، بحسب أحدث أرقام متاحة لدى مكتب الإحصاءات الوطني. كما جاءت نسب الطلاق أعلى بالنسبة للرجال والنساء ممن تتراوح أعمارهم بين 40 و44.
وفي اسكتلندا سجلت 9030 حالة طلاق في عامي 2014 و 2015، بنسبة 9 في المئة أقل من عام سابق، بحسب أرقام الحكومة الاسكتلندية. كما تشهد أيرلندا الشمالية زيادة طفيفة في معدلات الطلاق من 2403 عام 2013 إلى 2455 عام 2014، بحسب وكالة الإحصاء والبحوث في أيرلندا الشمالية.
وقال كريس شيروود، المدير التنفيذي لمؤسسة ريلات، إن نتائج التقرير "تبعث القلق البالغ"، مضيفا أن "الأسر لا يمكن تستمر هكذا".
اضافةتعليق
التعليقات