بطبيعة الانسان يؤثر ويتأثر بمن حوله وذلك حين يكوّن العلاقات ويتعايش مع شخصيات مختلفة عن شخصيته ويختلط بمجتمعات اخرى ويندمج مع اصدقاء، فإنه سيكتسب الخبرات ويتبادل الثقافات مع الاخرين، ولاسيما بالعلاقة الزوجية التي غالبا ما تكون بين رجل وامرأة من عوائل مختلفة، وحتى ان كانت بينهم قرابة فحتما انهما يحملان بعض الطباع والافكار المختلفة وستكون هناك وجهات نظر مختلفة بالنتيجة تسبب بعض الخلافات والمشكلات.
ولكن بعد مرور الوقت سيتخذان احد القرارين اما الانفصال واما سيعم الهدوء والتفاهم في ما بينهما وذلك لاحتمالين؛
1- اما ان احدهم اقنع الاخر بسلوكه وأفكاره...
2-واما ان احدهم لم يقتنع ولكنه اذعن لشريكه تفاديا للمشاكل...
وان كان الاحتمال الاول هو الذي حدث ايهما سيكون صاحب التأثير الاقوى على الاخر المرأة ام الرجل؟
واي اسلوب اتبع ليقنع شريكه؟
وان كان الاحتمال الثاني الذي حصل هل هذا الاسلوب صائب؟
والى اي حد يمكن للشريك ان يضغط على نفسه ويتغاضى عن سلبيات الأخر؟
عن هذا الموضوع كان لموقع (بشرى حياة) جولة استطلع فيها اراء بعض السيدات فوجهت لهن ذات الاسئلة..
فأجابت (عفراء): التأثير يعتمد على شخصية المؤثر.. لا اعتقد ان هناك تمييز بين الرجل والمرأة.. في بعض العوائل لاحظت المرأة هي الاكثر تأثيرا وذلك بسبب شخصيتها وقناعاتها وحكمتها.. وفي البعض الاخر الرجل يؤثر.
فاذا تركزت قناعات شخص ما في عقله وقلبه وسلوكه، يصبح اكثر تأثيرا بالطرف المقابل وهذا هو اهم اسلوب في التأثير.
اما التنازل فهو يرجع لنفس الموضوع، قل من يتنازل عن شيء مقتنع به تماما ويتغاضى عن شيء متيقن من انه خطأ او مضر، الاستمرار بغض النظر عن الاخطاء يسبب أخطاء اكبر، فهو ليس حلا.
اما (ولاء) فكان رأيها كالاتي:
كما ذكرتم بأنه لا يوجد شخصان متشابهان تماما حتى في داخل الاسرة الواحدة لذا كان على الانسان بطبيعته ان يتعايش ويكون اجتماعيا ويتقبل وجهات نظر غيره كي تستمر الحياة بدون نزاعات، وإلا لو استمرت الخلافات لأصبحت الحياة عبارة عن حلبة للمصارعات، وخصوصا بين الزوجين فقد جاء بالروايات الشريفة وماروي عن العترة الطاهرة حقوق كل من الزوجين وكيفية التعامل واهمية التعاون فيما بينهما....
أما بالنسبة للتأثير فهذا يرجع لشخصية كل واحد منهم ومدى تأثيره باﻵخر.
احيانا تتأثر المرأة بزوجها وتأخذ من طباعه واحيانا ولربما اﻷغلب يتأثر الزوج بزوجته إن كانت ذكية بطريقة تعاملها، واحيانا يأخذ كل واحد منهما من اﻵخر شيئا فيكون التأثير متبادل.
واما بالنسبة للتنازل والرضوخ فيعزى الى الظروف فإن كان لابد من التنازل واستيعاب اﻵخر من اجل درء المشاكل واستمرار الحياة خصوصا وإن كان لديهما اطفال فيكون من الافضل المحاولة للحفاظ على سكينة البيت وسلامه.
أما (زينب الاسدي) فكان رأيها: كما اثبت العلم وقبله الاعجاز القرآني الخالد أن لا تطابق بين شخصين من الناحية الخلقية على الإطلاق، ويحتمل على غرار ذلك أن لا تطابق من الناحية السلوكية والنفسية أيضا.
لذا يرد الحل عن الإمام الباقر عليه السلام: (صلاح حال الناس في التعايش).
من الضروري جدا تهيئة الزوجين للحياة المشتركة وجعلهم في صورة الحياة الزوجية حتى لا يتفاجؤوا ولات حين مناص، وذلك بوضع بعض الجلسات الاستشارية والنفسية وإيضاح الفروقات بين كلا الجنسين.
كل ذلك من أجل إعدادهم لحالة التعايش وتقبل الآخر كما هو فليس بالضرورة تغيير الشخصيات الا إذا كانت التصرفات من الطرف المقابل خاطئة بإجماع العقلاء، ليست هناك قاعدة فيصلية في مدى تأثير الزوج أو الزوجة.
فالزوج محترم و كلامه يقدر على أنه يستحق ذلك لما يبذل من مجهود وتفان لدوام الأسرة وكذلك الزوجة تستطيع التأثير البليغ على سلوكيات الرجل ولكن بذكاء وحنكة فلا يجابه الرجل بالقوة بتاتا ومطلقا.
وليس من التعقل التغاضي عن سيئات الآخرين ابدا ولكن المهم في هذا الأمر كيف سنقوّم هذا الاعوجاج هل سنكسره أم نصلحه بليونة؟؟
وكان ل (فهيمة رضا) وجهة نظر فقالت: برأيي وكما ارى في المجتمع، الأكثرية يتبعون سلوك الطرف المقابل وبذلك يشعرون بنجاح حياتهم الزوجية، ولكن هذا في نفسه يهدد الحياة الزوجية، الرجل اكثر تأثيرا على المرأة، ولكن في الآونة الاخيرة تغير الامر تماما المرأة هي من تفرض رأيها وتقوم بتغيير زوجها كما رأيت بين المتزوجات!.
وإذا اختار احدهم النقطة الثانية، فهذا يدل اما على عدم قدرته بالمواجهة او لضعف شخصيته، او تعب من الشجار واختار السكوت، وربما ينجح في البداية ولكن يوما ما سينزف الجرح بلاشك ...
وقالت (مروة حسن): نسمع في مجالس النساء ان فلانة تغيرت كثيراً بعد الزواج، وبين الاقرباء ان فلان تغير كثيرا، سواء كان هذا التغير سلبيا أو إيجابيا، ولا عجب فقد يحصل التغير بحكم العشرة.. احدهما يكون ذا تأثير كبير وملحوظ على الطرف الاخر، كبعض الزوجات يتغيرن وياخذن اطباع ازواجهم، وبعض الازواج يتغيرون حتى على عائلتهم من ام واب واخوات، فتكون الزوجة هي من غيرت زوجها وطبعا سلبا هذا للاسف الشديد على حسب شخصية الزوج ومدى ثقافتة والبيئة التي تحيط به.
اما السيدة (سماح) فقالت: حينما يكون بينهما اعطاء مجال لفهم الآخر ما يريد وطرح كل منهما وجهة نظره سيكون التفاهم والافكار سهلة الحل لأنهما فهما بعضهما، فالثقافة مهمة لكن هناك من تعلمها ولكنه فهمها خطأ ويتباهى بأنه مثقف لكن فكره لايسع مجال لفهم سلوك ووجهات نظر الآخرين، بينما هناك غير مثقفين أو قليلي الثقافة أفضل بكثير من ذلك المتثقف.
اولاً- اذا اقتنع الآخر بسلوكه وأفكاره بمعنى أنه رضي بما طرحه عليه وأقتنع به، أنا أظن الرجل أكثر تأثير على المرأة.
ثانياً- البعض يتبع ويتأثر بشريكه حبا واحتراما له ولقراراته.
بعد الزواج يبدأ كلا الزوجين بتطبيق عاداته التي تعود عليها منذ نشأته في بيت والديه والتي قد يكون اخفاها نوعا ما عن شريكه في فترة الخطوبة، ولكن بعد مرور الايام تحدث بعض التغيرات التي تطرأ على أحد الزوجين.
بحكم العشرة يتأثر الزوج بشريكه شاء ام ابى اما حبا وذلك لأن؛ المحب لمن يحب مطيع...
واما بسلوكه وأسلوبه الذي يجذب الشخص المقابل، وكما بالقول السائد (من عاشر القوم اربعين يوما صار منهم).
فمن الجميل ان يستغل الانسان تأثيره بالأخرين بأصلاح وتقويم ما يلزم مثل استغلال الزوجة حب زوجها لتؤثر عليه وتغيره نحو الاحسن، وكذلك الزوج يؤثر عليها بطيب الكلام وحسن العشرة ليغير الخصال التي لابد من تغيرها ليكونوا اكثر تفاهم وانسجام.
فبعض الازواج والعياذ بالله السكوت عن مساوئهم يجعلهم يتمادون في الخطأ والاساءة والتقصير...
هكذا نوع من الناس لابد ان يوضع لهم حد، اذا كان الشريك على استعداد لتغير شريكه ولديه الشجاعة لذلك.
وبالنهاية هو امام خيارين اما ان يتخذ قرار الأصلاح ويبدأ التغير وحتما سينجح وان كان بعد عناء
واما ان يتقبل شريكه على ماهو عليه ولكن بمرور الوقت سينساق له ويتأثر به فكما يقول الإمام علي(عليه السلام): (قارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم) وذلك خير دليل على تأثر الإنسان بغيره.
اضافةتعليق
التعليقات