إن المرأة تعتبر ذات حظ كبير نظراً للقيمة التي أعطاها لها الإسلام فهي بإدارتها للشؤون المختلفة للحياة تستطيع أن تهدي السرور لزوجها وتجتنب أي عمل يمكن أن يحزنه.
فبالالتزام بالأصول السليمة في التدبير والمحبة والمودة يمكن أن تهيئ الهدوء والاستقرار لزوجها مبدئياً يعتبر حسن التبعل فن كباقي الفنون، المهم للمرأة في محيط الأسرة أن تتعرف على هذا الفن فما أكثر النساء اللواتي لم يتعرفن على هذا الفن طول حياتهن وتراهن يعشن بالبرودة والمرارة بسبب عواقب وعوارض هذا الوضع السيئ وبالتالي يعانين من مشكلات وصعوبات كثيرة في تربية الأبناء وإدارة الحياة الزوجية.
حسن التبعل عمل فني وكل عمل فني يحتاج إلى الذوق والظرافة والذكاء، فإذا كان الزوج من أهل العلم والفضل والتحقيق وتريد المرأة أن تعيش معه بالزينة والاهتمام بالملذات الدنيوية ولم يكن لديها أي عشق للعلم والمعرفة فإنها لا تتوفق في حسن تبعلها وإذا كان الرجل من أهل الكسب والعمل ويتوجه إلى الماديات فإن المرأة لا يمكن أن ترضيه بأعمالها الروحية والمعنوية وأيضاً إذا كان الرجل من أهل الحرب والقتال والجهاد فالمرأة الباحثة عن الرفاهة والراحة والدعة لا يمكنها أن ترضيه ويمكن أن تكون هذه الصعوبات هي التي جعلت علماء الإسلام يؤكدون على هذا العمل حسن التبعل ، ويعتبروه جهاداً لها ولهذا قال الإمام علي (عليه السلام): جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها .
ولكي تنتصر المرأة فى هذا الميدان وهذا الجهاد يجب أن تبذل غاية جهدها وأن تسعى وتحاول لكى تجعل من المنزل محيطاً للهدوء والاستقرار للرجل.
إن القرآن الكريم يعتبر الاستقرار النفسي للرجل في البيت، أحد الأهداف المهمة للزواج.
يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لَّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾
إن الآية والرواية السالفة الذكر تدل على أن مسألة حسن التبعل ليست من المسائل السهلة فهي بحاجة إلى الإيثار والتضحية وبذل الجهد الكبير مع الانتباه إلى دور المرأة في هذه المسألة والذي يحتل الخطوة الصحيحة الأولى، والمرأة التي تخطأ بالخطوة الأولى وتجعل من حياة زوجها صعبة ومرة فهي تجلب غضب الله تعالى.
يروي علي بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم عل السلام أنه سأله: ما حال المرأة التي تُغضب زوجها؟
فقال على السلام : لا تزال عاصية حتى يرضى عنها.
إن حسن تبعل الزوجة لزوجها يعتبر من رضا الله سبحانه وتعالى ورضا رسوله الكريم وقد ذكرت العديد من الروايات، منها: قال الرسول الكريم : إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها و حجت بيت ربها وأطاعت زوجها، فلتدخل من أى أبواب الجنة شاءت .
وقال: "كل امرأة صالحة عبدت ربها وأدت فرضها وأطاعت زوجها دخلت الجنة.
وعنه كذلك: ما من امرأة صلت صلاتها ولزمت بيتها وأطاعت زوجها إلا غفر الله لها ذنوبها ما قدمت وما أخرت ".
وقال: لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها.
إن حسن تبعل الزهراء المرضية لا يعتبر أفضل قدوة لنسائنا المسلمات؛ لأن تلك السيدة العظيمة مع أن سنها لم يبلغ العشرة سنوات حينما دخلت منزل الزوجية، ولكنها استطاعت أن تدرك المسؤولية الملقاة على عاتق الزوجة تجاه زوجها والظروف الصعبة التي كان يعاني منها الإمام علي (عليه السلام).
لقد كانت مطيعة لزوجها لأنها تدرك أن طاعته في رضا الله وأنها تصب في مصلحة الإسلام وعلوه وكانت الزهراء عل السلام تدير الحياة بالمرفقية والنجاح الكامل. كان سلوك الزهراء لا مع زوجها في أفضل مراحل الهدوء والسكينة والمحبة، لم تؤذه في لحظة من حياتها بل كانت له زوجة حنونة وعطوفة شفيقة وكانت معه في الضراء والسراء وفي كل الحوادث المرة والحلوة التي واجهها الإمام خصوصاً بعد وفاة الرسول الأكرم كانت مؤنسة له وشريكة لحياته تفرح لفرحه وتتألم لتألمه.
يصف أمير المؤمنين هذه المودة والسكينة والصفاء الذي كان يعيشه مع بنت رسول الله فيقول:
فو الله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً.
ومن مظاهر هذا الزواج المقدس بين علي والزهراء هو حالة السرور التي كانت يشعر بها أمير المؤمنين حين مشاهدة الزهراء عليها فنراه يقول: ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
إن أفضل نجاح يمكن أن تحققه المرأة هو أن تكون مؤنساً وصديقة جيدة لزوجها، تساعده في كل أموره الدينية والدنيوية فالتعاون على البر والتقوى والأعمال الحسنة من أهم أركان الحياة المشتركة بين علي وفاطمة عل السلام لقد كشفت الزهراء عل السلام عن عظم شخصيتها وهويتها منذ بداية دخولها لبيت الزوجية، فلقد سأل النبي علياً في صبيحة اليوم التالي من الزفاف قائلاً:
كيف وجدت أهلك؟
قال عليه السلام: نعم العون على طاعة الله .
وسأل فاطمة علي فقالت: خير بعل.
فقال له: اللهم أجمع شملهما، وألف في قلوبهما وأجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة واجعلهم أئمة يهدون بأمرك وإلى طاعتك ويأمرون بما يرضيك.
اضافةتعليق
التعليقات