يرى خبراء أن زرع شرائح ذكية بالدماغ يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية على صحة الإنسان، وذلك بعد زرع تلك الشريحة التي أنتجتها شركة نيورالينك في دماغ بشري. لكن التقنية تطرح أيضاً تساؤلات أخلاقية معقدة.
هل سيتوقف الأمر عند مساعدة المرضى فقط؟ أم يمكن للشرائح الذكية في الدماغ المساعدة في الوصول للإنسان "الخارق"؟
هل يمكن أن يكون لزرع شرائح ذكية في الدماغ تأثير على صحة الإنسان؟ وما طبيعة هذا التأثير؟ عاد هذا السؤال ليبرز من جديد بعد قيام شركة نيورالينك بزرع شريحة ذكية في دماغ بشري.
وبعد تجارب على الحيوانات، قامت شركة نيورالينك Neuralink - وهي شركة للتكنولوجيا العصبية تعمل على تطوير واجهات دماغية حاسوبية قابلة للزرع - بزرع أول شريحة ذكية من نوع (BCI) "واجهة بين الدماغ والحاسوب" brain-computer interface" داخل دماغ بشري، وفقًا للملياردير الأمريكي إيلون ماسك المؤسس المشارك في نيورالينك.
وفي 29 يناير، كتب ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي اكس، أن النتائج كانت "واعدة".
ومنذ تأسيسها في عام 2016 عملت الشركة على تطوير شريحة كمبيوتر مصممة ليتم زرعها في الدماغ، بهدف مراقبة نشاط آلاف الخلايا العصبية.
وتتكون الشريحة – التي تسمى تيليباثي Telepathy – من مسبار صغير يحتوي على 1024 قطبًا كهربائيًا، متصلة بخيوط مرنة أرق من شعرة الإنسان. ويسجل كل واحد من هذه الأسلاك الصغيرة النشاط الكهربائي للخلايا العصبية في الدماغ، لكنه لا "يتحكم" في الخلايا العصبية.
وقالت شركة نيورالينك إنها تهدف إلى مساعدة المرضى في التغلب على الحالات العصبية مثل العمى والشلل.
خيال علمي أم حقيقة؟
ولكن هل يمكن بالفعل تنفيذ أي فكرة من أفكار الخيال العلمي التي طرحها ماسك ممكنة؟ الإجابة باختصار: لا.
يقول جياكومو فالي، مهندس الأعصاب في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة، إن كمية المعلومات التي يمكننا فك تشفيرها من الدماغ محدودة للغاية.. "نحن لا نستطيع قراءة أفكار الناس".
ويتفق مع هذا الرأي خوان ألفارو غاليغو، الباحث في واجهة الدماغ والحاسوب BCIs في إمبريال كوليدج لندن، قائلًا إنه من الصعب أن نتخيل أن هذه الأجهزة يمكنها قراءة عقول البشر، وأضاف: "المشكلة الأساسية هي أننا لا نعرف حقًا أين أو كيف يتم تخزين الأفكار في الدماغ. لا يمكننا قراءة الأفكار إذا لم نفهم علم الأعصاب الذي يقف وراءها".
شخص يرتدي قبعة بها أقطاب كهربائية أثناء مسابقة لأفضل واجهة دماغ وحاسوب (BCI)، سان سولبيس بالقرب من لوزان، سويسرا، 06 أكتوبر 2016.شخص يرتدي قبعة بها أقطاب كهربائية أثناء مسابقة لأفضل واجهة دماغ وحاسوب (BCI)، سان سولبيس بالقرب من لوزان، سويسرا، 06 أكتوبر 2016.
تخيل إيلون ماسك أشخاصاً يتصل دماغهم بالحاسوب عبر أجهزة نيورالينك، كما هو الحال في فيلم "ذا ماتريكس".صورة من: Jean-Christophe Bott/dpa/picture alliance
أهداف أخرى
ومع ذلك، تحدث ماسك عن أهداف أخرى لشريحة الدماغ تذكرنا بقصص وأفلام الخيال العلمي. قال ماسك في عام 2020 إن "المستقبل سيكون غريبًا".
بالإضافة إلى معالجة المشكلات الصحية، قال ماسك إنه يريد ربط الدماغ بأجهزة الكمبيوتر للسماح بتنزيل المعلومات والذكريات من أعماق العقل، كما حدث في فيلم الخيال العلمي "The Matrix". وقال ماسك أيضًا إنه يريد تزويد البشر بـ "رؤية خارقة" وتحقيق التخاطر البشري، وهو ما قال إنه سيساعد البشرية على الانتصار في الحرب ضد الذكاء الاصطناعي.
وعرض ماسك تقنية نيورالينك لأول مرة في عام 2019، حيث قدم خنزيرًا بشريحة ذكية أنتجتها الشركة مزروعة في دماغه، كما أظهر مقطع فيديو قرد يتحكم في لعبة الفيديو Pong بعقله. لكن إمكانات BCIs تتجاوز بكثير ممارسة الحيوانات للألعاب. حسب dw عربية
اضافةتعليق
التعليقات