قريباً لن يبقى هناك مجال لم يخترقه الذكاء الاصطناعي، إذ تظهر التكنولوجيا قدرة مذهلة على اكتشاف العلامات الباكرة لسرطان الثدي، على الأقل بالقدر نفسه الذي يقوم به اختصاصيو الأشعة البشريون.
وتعاين "نيويورك تايمز" في تقريرها من المجر كيف تجرى عملية اختبار التكنولوجيا على المرضى الحقيقيين، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي منذ عام 2021 بمساعدة الاختصاصيين في خمسة مستشفيات وعيادات بالتحقق من علامات على وجود أورام سرطانية ربما كان أخصائيو الأشعة أغفلوها.
ويلفت التقرير إلى أن الاستخدام الواسع لتقنية الكشف عن السرطان دونه العديد من العقبات، وهناك حاجة إلى تجارب سريرية إضافية قبل أن يصبح بالإمكان اعتماد الأنظمة على نطاق واسع كقارئ ثان أو ثالث لصور سرطان الثدي.
وبحسب أطباء الأشعة فإن أحد الأهداف هو أن تثبت التكنولوجيا قدرتها على التعرف على الأشكال الأكثر تعقيداً لسرطان الثدي وتقليل التشخيصات الخاطئة.
وقال الدكتور لازلو تابار، أحد المعلمين الرائدين في مجال التصوير الشعاعي للثدي في أوروبا لـ "نيويورك تايمز"، إن هذه التكنولوجيا أبهرته بعدما قام بمراجعة أدائها في فحص سرطان الثدي، مضيفاً أن الجهاز قد يكون منقذاً للحياة، لافتاً "أحلم باليوم الذي تذهب فيه النساء إلى مركز سرطان الثدي ليسألن هل لديك ذكاء اصطناعي أم لا؟".
في عام 2016 جادل جيف هينتون، أحد رواد الذكاء الاصطناعي في العالم، أن التكنولوجيا ستتفوق على مهارات اختصاصي الأشعة في غضون خمس سنوات.
وبنى السيد هينتون واثنان من طلابه في "جامعة تورنتو" نظاماً للتعرف على الصور يمكنه التعرف بدقة على الأشياء الشائعة مثل الزهور والكلاب والسيارات، وتم تصميم التكنولوجيا الموجودة في قلب نظامهم، والتي تسمى الشبكة العصبية، على غرار طريقة معالجة الدماغ البشري للمعلومات من مصادر مختلفة.
ويعتقد عدد من رواد الذكاء الاصطناعي أنه يمكن بسهولة تطبيق مثل هذه التكنولوجيا للكشف عن مرض مثل سرطان الثدي في تصوير الثدي بالأشعة السينية، لكن لم يوافق الجميع على أن استبدال اختصاصي الأشعة سيكون سهلاً كما توقع السيد هينتون.
بيتر كيتشكيميتي، عالم كمبيوتر شارك في تأسيس شركة "خيرون للتكنولوجيا الطبية" Kheiron Medical Technologies، وهي شركة برمجيات تطور الذكاء الاصطناعي لمساعدة أطباء الأشعة في اكتشاف العلامات الباكرة للسرطان، يرى أن الواقع سيكون أكثر تعقيداً.
ولمساعدة الأطباء قامت الشركة بجمع أكثر من 5 ملايين صورة شعاعية من سجلات تاريخية لمرضى سرطان الثدي ممن تم تشخيصهم بالفعل وقدمتها العيادات في المجر والأرجنتين، وكذلك المؤسسات الأكاديمية، مثل "جامعة إيموري".
وبعدما يتعرف النظام على ملايين الحالات التي تعرض عليه تخلُق التكنولوجيا نموذجاً حاسوبياً لصورة بالأشعة السينية لحالة سليمة وأخرى تظهر إصابة بالسرطان، ومع قدرة التكنولوجيا على معاينة كل صورة بطريقة أكثر دقة من العين البشرية، فإنها تقارن بعد ذلك الفروق للعثور على تشوهات في كل صورة شعاعية للثدي.
خلال العام الماضي وبعد اختبار أكثر من 275 ألف حالة سرطان الثدي، أفادت شركة "خيرون" أن فعالية الذكاء الاصطناعي لديها مثل أداء اختصاصي الأشعة في قراءة فحوص التصوير الشعاعي للثدي، كما أسهم في التقليل من أعباء عملهم بنسبة 30 في المئة على الأقل، لأنه خفض عدد الأشعة السينية التي يحتاجون إلى قراءتها.
وفي نتائج أخرى من عيادة مجرية العام الماضي، زادت التكنولوجيا من معدل اكتشاف السرطان بنسبة 13 في المئة لأنه تم تحديد عدد أكبر من الأورام الخبيثة.
وفي عام 2021 قام الدكتور تابار بتجربة البرنامج من خلال عرض عليه بعض أصعب حالات التشخيص التي مرت في حياته المهنية، وفشل اختصاصيو الأشعة في كشف علامات الإصابة بالسرطان، وفي كل حالة من الحالات تمكن الذكاء الاصطناعي من رصد الحالة.
واستخدمت تقنية "خيرون" للمرة الأولى على المرضى عام 2021 في عيادة صغيرة في بودابست تسمى "ماما كلينيكا" MaMMa Klinika، وتم توثيق 22 حالة قام فيها الذكاء الاصطناعي بكشف سرطان فشل اختصاصيو الأشعة في تحديده، مع وجود حوالى 40 آخرين قيد المراجعة.
وقال السيد كيتشكيميتي إن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يحل مكان الطبيب، بل أن يعمل معه في شكل ثنائي.
ويقدر المعهد الوطني الأميركي للسرطان أن حوالى 20 في المئة من حالات الإصابة بسرطان الثدي يجري إغفالها أثناء فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية. حسب اندبندت عربية
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي
1- وجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي من الأمور التي تزيد من مخاطر الإصابة به بنسبة الضعف أو 3 أضعاف، وذلك وفقا لمنظمة الصحة.
2- تؤدي بعض الطفرات، ولا سيما الطفرات التي تحدث في جينات (BRCA1) و(BRCA2) و(p53)، إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير. غير أن تلك الطفرات نادرة الحدوث ولا تمثل إلا نسبة ضئيلة من العبء الإجمالي الناجم عن هذا المرض.
3- بلوغ الفتاة مبكرا قبل عمر 12 عاما؛ أي بدء الدورة الشهرية لديها قبل هذه السن.
4- تزيد الهرمونات الخارجية أيضا من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. كما تتعرض النساء اللائي يستخدمن موانع الحمل الفموية، والنساء اللائي يخضعن لمعالجة استبدال الهرمونات، أكثر من غيرهن، لمخاطر الإصابة بهذا المرض.
5- التقدم في العمر، فكلما زاد عمر المرأة ارتفع احتمال إصابتها بسرطان الثدي.
6- تعاطي الخمر.
7- البدانة.
8- الإصابة السابقة بسرطان الثدي، إذ يجعل هذا الأمر المرأة معرضة بصورة أكبر لعودة السرطان مرة أخرى "الانتكاس".
9- بلوغ سن اليأس (انقطاع الدورة الشهرية) في عمر متأخر، أي كلما تأخر العمر الذي ينقطع فيه الطمث لدى المرأة زاد احتمال إصابتها بسرطان الثدي.
10- عدم الحمل مطلقا، إذ إن النساء اللواتي لم يحملن أكثر عرضة للمرض ممن حملن.
11- التأخر في إنجاب الطفل الأول، إذ إن اللواتي أنجبن طفلهن الأول بعد عمر 35 أكثر عرضة لسرطان الثدي.
12- التعرض للعلاج الإشعاعي بمنطقة الصدر أثناء الطفولة أو المراهقة. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات