يعتبر ميكروبيوم الأمعاء أحد أهم جوانب الصحة الجيدة والرفاهية، فهو يساعد على هضم الأطعمة التي تتناولها لتوفير الطاقة للجسم وامتصاص العناصر الغذائية للحفاظ على صحة الجسم بالكامل.
وتشير الأبحاث إلى أن حالة ميكروبيوم الأمعاء مرتبطة بتطور الأمراض المزمنة. فقد تتأثر صحة القناة الهضمية بأمراض التمثيل الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي وبعض أنواع السرطانات وحتى صحة الدماغ والمناعة، بحسب ما نشره موقع Good Housekeeping.
من جهتها، تقول ستيفاني ساسوس، اختصاصية التغذية ونائب مدير مختبر Good Housekeeping Nutrition: "نظرًا لأن جميع الأطعمة تتفكك في النهاية في الأمعاء، فإن الصحة الجيدة للجهاز الهضمي هي أمر بالغ الأهمية لتفكيك وتوصيل العناصر الغذائية من هذه الأطعمة إلى جميع أنحاء الجسم".
يتشكل ميكروبيوم الأمعاء من أكثر من 100 تريليون بكتيريا جيدة وسيئة، والأطعمة التي يتم تناولها تلعب دورًا محوريًا في صحة الأمعاء. فإذا كان تكوين القناة الهضمية غير متوازن، فإنه يخلق بيئة يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والظروف الصحية. وتعد أفضل طريقة للحفاظ على التوازن الصحي هي تناول الأطعمة المحببة للأمعاء والغنية بالمغذيات مثل العناصر الغذائية التالية:
1. الشوفان
إن هناك الكثير من الفوائد الصحية لدقيق الشوفان لأنه مليء بالبيتا غلوكان، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي تشكل مادة شبيهة بالهلام تتحرك ببطء عبر الجهاز الهضمي وتساعد في الحفاظ على استقرار مستويات الطاقة والحفاظ عليها، بالإضافة إلى استقرار مستويات السكر في الدم.
2. البرغل
يعتبر البرغل من الحبوب الشائعة في مطبخ الشرق الأوسط، وهو نشا عالي المقاومة يعمل كمضادات حيوية لتعزيز البكتيريا المفيدة في ميكروبيوم الأمعاء، مما يجعله طعامًا صديقًا للأمعاء. تقول ساسوس: "يعتبر البرغل بديلاً رائعًا للكينوا أو الأرز، لأنه يحتوي في الواقع على المزيد من الألياف وقليل من الكربوهيدرات".
3. الموز
يعتبر الموز وسيلة مناسبة لتغذية الأمعاء ومن المعروف أنه أحد أفضل الأطعمة للهضم. يحتوي الموز على نوع من الألياف القابلة للذوبان تسمى إينولين، وهي مادة حيوية تساعد على تغذية البكتيريا الجيدة في الأمعاء. وفقًا لتحليل علمي تلوي، إذا كان الشخص يعاني من أعراض معدية معوية غير مريحة مثل الإمساك أو الإسهال، فإن إضافة المزيد من الموز إلى النظام الغذائي يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الأعراض عن طريق تحسين تناسق البراز ووظيفة الأمعاء بشكل عام.
4. العدس
يعد العدس غذاءً متعدد الاستخدامات غنيا بالعناصر الغذائية الرئيسية مثل حمض الفوليك والحديد وفيتامين B والنشويات المقاومة المعززة للأمعاء. يساعد تناول العدس في دعم ميكروبيوم الأمعاء جنبًا إلى جنب مع الفوائد الأخرى مثل الشعور بالامتلاء لفترة أطول وتحسين انتظام الأمعاء ودعم صحة القلب.
5. التوت
من التوت الأزرق إلى التوت والفراولة، يعد التوت أحد أكثر الفواكه الصحية التي يمكن تناولها. إن الشيء الوحيد الذي تشترك فيه كل أنواع التوت، على وجه الخصوص، هو ضبط أداء الأمعاء. يحتوي التوت على خصائص مقاومة للأمراض مثل مضادات الأكسدة التي تساعد في تقليل الالتهاب في الأمعاء.
6. الزبادي
ربما يكون الزبادي هو أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يفكر المرء في أفضل الأطعمة لصحة الأمعاء، وذلك لسبب وجيه هو أنه غني بالبروبيوتيك، أي الكائنات الحية الدقيقة التي تحافظ على ميكروبيوم الأمعاء صحيًا. إذا كان الشخص يعاني من أعراض مثل الانتفاخ أو الغازات أو الإمساك أو الإسهال، فربما يساعد البروبيوتيك في توفير بعض الراحة السريعة.
7. فاصوليا سوداء
تعد الفاصوليا واحدة من أفضل الأطعمة المحملة بالبروتين والألياف. فيحتوي كوب واحد فقط من الفاصوليا السوداء المطبوخة على حوالي 15 غرامًا من الألياف، بالإضافة إلى نسبة عالية من النشا المقاوم، والذي يقوم بوظيفة مماثلة للبريبايوتك أثناء عملية الهضم لتغذية البكتيريا الجيدة. لا يتحمل البعض الفاصوليا، لذلك ينصح الخبراء بنقعها طوال الليل قبل طهيها لكي يسهل هضمها.
8. زنجبيل
يحتوي الزنجبيل على عدد وفير من الفوائد الصحية المدهشة. يمنح الزنجبيل الراحة من اضطراب المعدة ومخاوف الهضم الأخرى مثل الغثيان. يساعد جذر الزنجبيل أيضًا على تحفيز الجهاز الهضمي بفضل مادة الجينجيرول، وهي مادة طبيعية ذات خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. حسب العربية
بسبب تردي صحة أمعائك.. علامات تحذير تظهر على جسمك لا تتجاهلها
لا ترتبط صحة الأمعاء بجهازك الهضمي فقط، وإنما تؤثر بشكل واضح على بقية الجسم، الذي تظهر عليه علامات تحذرك من وجود مشكلة، وتشكل مؤشرا على ضرورة إجراء تغييرات.
ماذا تعني "صحة الأمعاء"؟
أوضح الطبيب العام، الدكتور سمير سانغفي، مجموعة من العوامل التي تحدد ما إذا كانت الأمعاء بصحة جيدة أم لا، وقال:
صحة الأمعاء تتعلق بتوازن البكتيريا الجيدة والسيئة في الجهاز الهضمي أو القناة الهضمية.
يوجد بداخل الجهاز الهضمي تريليونات الميكروبات الصغيرة التي تشكل نظاما بيئيا داخليا معقدا ومهما، يُعرف باسم "ميكروبيوم".
إذا خرج هذا النظام عن السيطرة عن طريق استهلاك الكثير من الأطعمة الدهنية أو عدم تزويده بالتغذية الكافية، فيمكنك ضمان أن أمعاءك ستعلمك بذلك.
لماذا صحة الأمعاء مهمة جدا؟
حوالي 70 في المائة من الخلايا المناعية موجودة في الأمعاء.
البكتيريا الموجودة في أمعائك مسؤولة أيضا عن إنتاج الفيتامينات الضرورية، مثل فيتامين ب 12.
هذا يعني أنه إذا لم يكن توازن البكتيريا كما ينبغي، فإن استجابتك المناعية وصحتك الجسدية وحتى مزاجك يمكن أن يتأثر.
ما الذي يؤثر على صحة أمعائك؟
مفتاح صحة الأمعاء الجيدة هو التأكد من أن تنوع البكتيريا الموجودة متوازن بعناية، وفق سانغفي.
مجموعة من عوامل النظام الغذائي ونمط الحياة التي يمكن أن تؤثر سلبا على توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي.
هذه العوامل تشمل مستويات الإجهاد، وقلة النوم، والنظام الغذائي المليء بالأغذية المعالجة، وتناول المضادات الحيوية.
إذا كان لديك خلل في بكتيريا الأمعاء، فإن أمعاءك لا تعمل على النحو الأمثل، وبالتالي قد تكون أكثر عرضة للمرض.
علامات تحذير
تظهر مؤشرات على جسمك بمثابة تحذير من وجود خلل في الأمعاء، حسب ما أوضح سانغفي، ومن بينها:
معدة مضطربة
قد يكون الشعور بعدم الراحة المتكرر والغازات والانتفاخ والإمساك والإسهال وحرقة المعدة علامات على أن أمعاءك تواجه صعوبة في هضم الأطعمة والتخلص منها.
تغيرات غير مقصودة في الوزن
عندما تكون أمعاؤك غير متوازنة، قد يواجه جسمك صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية وتخزين الدهون وتنظيم نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى تغيرات غير متوقعة في الوزن.
الإعياء
الأمعاء غير الصحية يمكن أن تؤدي إلى الأرق أو قلة النوم، مما يؤدي إلى التعب.
يتم إنتاج معظم هرمون السيروتونين في الجسم (الهرمون الذي يؤثر على الحالة المزاجية والنوم) في القناة الهضمية، لذلك فإنه عندما تكون هناك بكتيريا أو التهاب، قد يتأثر نومك أيضا.
تهيج الجلد
بعض الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب والأكزيما، يمكن أن تكون نتيجة لمشاكل في القناة الهضمية.
عدم تحمل الطعام
في بعض الحالات يمكن أن يكون عدم تحمل أطعمة معينة ناتجا عن رداءة نوعية البكتيريا في الأمعاء، وفق ما ذكرت صحيفة "ذي ميرور" البريطانية.
كيف تحسن صحة أمعائك؟
الدكتور سانغفي أوضح أن النظام الغذائي هو أحد أهم العوامل المساهمة في تحسين صحة الأمعاء، لافتا إلى أن الهدف هو "المساعدة في إدخال البكتيريا الجيدة في أمعائك مع تقليل البكتيريا السيئة". وأضاف:
يمكن للأطعمة المعالجة بإفراط أن تؤثر سلبا على أمعائك، لذا فإن أفضل شيء تفعله هو تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية.
تأكد من أن نظامك الغذائي يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات، مثل الفول والعدس.
من المهم أيضا التأكد من أن نظامك الغذائي يحتوي على البريبايوتكس، وذلك من خلال تناول أطعمة تحتوي على نوع معين من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء.
تشمل الأمثلة على الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس: الموز والرمان والشوفان والفستق والثوم.
أطعمة أخرى مفيدة في تحسين تنوع البكتيريا في أمعائك، تشمل الزبادي والكومبوتشا والمخللات.
بقدر ما يعتبر النظام الغذائي عاملا كبيرا لصحة الأمعاء الجيدة، فهناك أشياء أخرى يمكنك القيام بها للمساعدة في تحسين صحة الأمعاء.
من الضروري خفض مستويات التوتر والحصول على نوم جيد، للحفاظ على ميكروبيوم صحي.
يجب عليك أيضا أن تشرب كمية كافية من الماء لتتجنب الجفاف.
يشار إلى أنه من الضروري أن تتوجه إلى الطبيب إذا كنت تلاحظ تغييرات جذرية في أمعائك. بسبب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات