بعض الناس يقبلون على تناول أقراص الفيتامينات وحبوب المكملات الغذائية من دون استشارة الطبيب، فما المكملات الغذائية؟ ومتى تكون مفيدة؟ ومتى تصبح مضرة؟
ما المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية منتجات تعطى على شكل حبوب أو كبسولات أو أقراص أو سائل، وتحتوي على الفيتامينات أو المعادن أو الأعشاب أو الإنزيمات أو الأحماض الأمينية أو غيرها من المكونات الغذائية، وتضم المكون المعني بتركيز أو كمية أكبر مما يأتي في صورته الطبيعية في الغذاء.
فالبرتقالة المتوسطة -مثلا- تحتوي على نحو 70 مليغراما من فيتامين سي (C)، في حين قد يحتوي القرص الواحد من مكملات فيتامين سي على 500 مليغرام.
ما أفضل المكملات الغذائية؟
أفضل المكملات الغذائية هي التي يأخذها الشخص الذي يكون بحاجة لها بناء على استشارة الطبيب؛ ويعني هذا أن الشخص يجب أن يكون لديه نقص مثلا في فيتامين دي (D) حتى يأخذ المكملات التي تحتوي عليه، ويجب أن يأخذها بجرعة ملائمة وآمنة.
ومع أن المكملات الغذائية متاحة للبيع من دون وصفة طبية في الصيدلية، فإنه يجب عليك دائما مراجعة طبيبك قبل تناول أي منتج، لأن بعض المكملات يمكن أن تسبب آثارا جانبية، أو تتفاعل مع أدوية أو مكملات أخرى موصوفة أو من دون وصفة طبية أو مكملات تتناولها بالفعل.
وبالنسبة للمرأة، من المهم بشكل خاص أن تسأل طبيبها عن تناول مكمل غذائي إذا كانت حاملا أو مرضعا، أو على وشك إجراء عملية جراحية، أو تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو السكري.
وحسب تقرير في موقع ويب ميد، فيجب أيضا تجنب إعطاء الطفل مكملات غذائية من دون مراجعة مقدم الرعاية الصحية الخاص به.
فوائد المكملات الغذائية
المكملات الغذائية تكون مفيدة عندما تؤخذ لسد نقص معين في المادة (مثل أخذ الحديد لعلاج فقر الدم)، ووفقا لإرشادات الطبيب.
فحمض الفوليك -مثلا- يصفه الطبيب للمرأة التي تريد الحمل لتقليل مخاطر تعرض وليدها لتشوهات الأنبوب العصبي، كما قد تساعد مكملات الكالسيوم في تقليل مخاطر الإصابة بترقق العظام.
ففائدة المكملات مشروطة بأن تكون لعلاج نقص في فيتامين معين أو معدن محدد، ويكون الشخص غير قادر على الحصول عليه بالكمية المناسبة بالطرق الطبيعية.
هل المكملات الغذائية مضرة؟
إذا تم تناول المكملات الغذائية على نحو خاطئ، أو من دون وجود حاجة لها؛ فقد يؤدي إلى أضرار بعضها خطير.
وفي تقرير نشره موقع "ويب مد"، تقول الباحثة في مكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة جوانا دواير "لا يدرك معظم الناس أنه لا توجد ميزة حقيقية لأخذ أكثر من الكميات الموصى بها من الفيتامينات والمعادن، ولا يدركون أنه قد تكون هناك عيوب".
ونقدم في هذا الجدول أضرار الإفراط في بعض الفيتامينات والمعادن على الجسم:
ووجدت دراسة نشرت عام 2015 في مجلة نيوإنغلاند للطب (The New England Journal of Medicine) أن الآثار الضارة للمكملات كانت مسؤولة عن نحو 23 ألف زيارة لقسم الطوارئ في المتوسط سنويا.
وفي هذه الدراسة -التي استمرت 10 سنوات- درس الباحثون بيانات المراقبة من 63 قسما للطوارئ في المستشفيات بالولايات المتحدة الأميركية لتقدير العدد السنوي لزيارات الطوارئ المرتبطة بالآثار الضارة للمكملات الغذائية.
وعرف مؤلفو الدراسة المكملات الغذائية بأنها منتجات عشبية أو تكميلية، وفيتامينات أو مغذيات دقيقة من الأحماض الأمينية، وكان متوسط عمر المرضى الذين يزورون قسم الطوارئ بسبب الأعراض المتعلقة باستخدام المكملات 32 عاما.
ورغم أن نتائج الدراسة عبارة عن تقديرات سنوية تستند إلى زيارات قسم الطوارئ بعدد صغير نسبيا من المستشفيات، فإنها تعكس الاستخدام المتزايد للمكملات الغذائية.
لا شك أن بعض المكملات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة؛ ذلك أن هذه المنتجات تحتوي على مكونات نشطة؛ مثل جزيئات تتفاعل مع المستقبلات في أجسامنا وتسبب تغيرات فسيولوجية. ومع ذلك، ونظرا لاحتوائها على مكونات نشطة، فإنها يمكن أن تسبب أيضا تأثيرات غير مرغوب فيها؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، أو تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، أو الصداع، أو الدوخة، أو أعراض الجهاز الهضمي، وفقا لجامعة هارفارد.
وفي عام 2018، توصلت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين الأميركيين في جامعة نيويورك، إلى وجود علاقة بين تعاطي المكملات الغذائية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وأجريت الدراسة على مجموعة من 118 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 50 و76 عاما، وبينهم 808 مرضى بسرطان الرئة، تناولوا يوميا جرعات من فيتامينات بي 6 وبي 12، لمدة 10 سنوات.
وأظهرت التحاليل أن الرجال الذين تناولوا هذه المكملات الغذائية من دون استشارة طبية أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسب تراوحت بين 30 و40%.
ولوحظ ارتفاع هذه النسب إلى الضعفين بين الرجال الذين تناولوا أكثر من 20 مليغراما في اليوم من هذه الفيتامينات خلال السنوات العشر التي سبقت نتائج الدراسة، خاصة بين المدخنين.
ما أنواع المكملات الغذائية؟
تأتي المكملات الغذائية في أشكال متنوعة، مثل:
الأقراص
الكبسولات
العلكة
المساحيق
المشروبات
ألواح الطاقة
هل يجب تناول المكملات الغذائية يوميا؟
هذا يعتمد على نوع المكمل الغذائي، ومدى النقص الذي لديك، وقد يكون عليك تناوله يوميا أو أسبوعيا. استشر الطبيب والتزم بإرشاداته.
ما الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب بشأن تناول المكملات؟
اسأل طبيبك عما إذا كنت بحاجة إلى المكمل بناء على نظامك الغذائي الحالي وصحتك، واسأله أيضا عن الفوائد والمخاطر التي يمكن أن يحملها المكمل، والمقدار الذي تحتاجه والمدة التي يجب أن يستغرقها تناوله.
هل يمكن أن يكون تناول الكثير من الفيتامينات مميتا؟
رغم أنه من النادر للغاية أن تموت بسبب جرعة زائدة من الفيتامينات، فقد تم الإبلاغ عن حالات وفاة مرتبطة بتسمم الفيتامينات، وذلك وفقا لتقرير في هيلث لاين.
على سبيل المثال، يمكن أن يحدث فرط الفيتامين إيه (A) عن طريق تناول جرعة واحدة كبيرة تزيد على 200 مليغرام من فيتامين إيه، أو التناول المستمر لأكثر من 10 مرات من المدخول اليومي الموصى به.
وقد تؤدي درجة السموم في فيتامين إيه إلى مضاعفات خطيرة، مثل زيادة ضغط السائل الشوكي، والغيبوبة، وتلف الأعضاء المميت.
الكمية الموصى بتناولها يوميا من فيتامين إيه للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 19 عاما فما فوق هو للرجال 3000 وحدة دولية، وللنساء 2333 وحدة دولية.
فمثلا تناول جرعات كبيرة من فيتامين دي بأكثر من 50 ألف وحدة دولية يوميا على مدى فترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم؛ مما قد يؤدي إلى الوفاة. حسب الجزيرة
مكمل غذائي يوقف تدهور القلب.. ويحمي من أمراض قاتلة
توصل باحثون من جامعة "أوساكا" اليابانية إلى فائدة عظيمة لمكمل "التريكابرين" الغذائي بالنسبة لمجموعة من أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت بمجلة "جمعية القلب الأوروبية"، إن مكمل "التريكابرين" الغذائي، ساهم في تحسّن حالة مرضى الشريان التاجي ومن يعاني من اعتلال في القلب وفرط ثلاثي غليسيريد الدم.
ومرض الشريان التاجي عبارة عن تضيق أو حتى إغلاق شرايين القلب، وغالبا ما يؤدي إلى نوبة قلبية.
ويحدث انغلاق الشرايين بسبب تراكم الدهون داخل خلايا العضلات الملساء الوعائية.
ووفق الباحثين فإن "التريكابرين" يعزز تكسير الدهون بواسطة خلايا عضلة القلب، ويحدث تراجعا في الدهون الثلاثية المتراكمة بالأوعية الدموية.
وبيّن الباحثون أن تراجع تصلب الشرايين بعد انخفاض مستويات الدهون الضارة في الدم نظرا لزيادة تحللها بفضل "التريكابرين"، يجعل هذا المكمل الغذائي مفيدا لعلاج المصابين بهذا المرض.
وشدد الباحثون على ضرورة استشارة طبيب مختص قبل تناول أي مكملات غذائية سواء للوقاية من مرض معين أو لتخفيف أعراضه. حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات