مرض التصلب المتعدد، هو مرض يصيب الجهاز العصبي ولأن أعراضه ليس من السهل دائمًا التعرف عليها، غالبًا ما يكون التشخيص صعبًا. إنه مرض يصيب الأشخاص الأصغر سنا بشكل رئيسي. فما هي العلامات التي تشير إليه وكيف يمكن التعامل معه؟
مع التقدم في حالة المريض بمرض التصلب العصبي المتعدد، قد يتعرض لإرهاق شديد وقصور في الانتباه واضطرابات في التركيز واكتئاب وآلام ودوخة وكذلك ضعف جنسي.
ما تزال الأسباب الدقيقة لهذا المرض مجهولة إلى حد كبير. لكن الأمر المعتاد له هو وجود خلل لدى خلايا مناعية فتتحرك بشكل خاطئ مستهدفة الأعصاب وتهاجمها، ما يؤدي إلى الالتهاب والألم في جسم المصاب.
ويوصف هذا المرض بأنه "صاحب الألف وجه"، لأن التصلب المتعدد، يظهر بشكل مختلف من مصاب إلى آخر، وغالبا ما تظهر عدة أعراض مجتمعة. ويحدث التصلب المتعدد نتيجة لوجود التهابات في الدماغ والحبل الشوكي، مما يعطل وظائف الأعصاب في الجسم.
ويمكن القول إنه عند الإصابة بهذا المرض تكون هناك "برمجة خاطئة لأجزاء من جهاز المناعة"، إذا جاز التعبير، بحسب ما يقول موقع (kreiszeitung.de) الألماني.
ولأن خلايا المناعة تتوجه هنا ضد جسم سليم، يوصف مرض التصلب المتعدد بأنه أحد "أمراض المناعة الذاتية". ويفترض الباحثون عمومًا وجود عدوى فيروسية تبدو غير ضارة في البداية في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتكون هي السبب الرئيسي للإصابة بالتصلب المتعدد. وبسبب الإصابة الفيروسية يتأثر نشاط الجهاز المناعي بشكل دائم.
وتظهر العلامات الأولى للمرض في الغالب بين سن العشرين والأربعين عاما، لكن في بعض الحالات تظهر أيضًا في مرحلة الطفولة والمراهقة. ومن النادر الإصابة به بعد سن الستين.
وبحسب الموقع الألماني السابق ذكره، فإن أهم العلامات والأعراض المبكرة لمرض التصلب المتعدد هي:
اضطرابات حسية في الذراعين أو الساقين (وخز وتنميل وخدر)
اضطرابات بصرية (عدم وضوح الرؤية، "غشاوة" على العين، ازدواج الرؤية)
اضطرابات في وظيفة العضلات (ضعف القوى، شلل وتصلب عضلي)
أعراض غير محددة (مثل اضطرابات المثانة واضطراب الكلام والمشية غير المستقرة).
ومع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أخرى أو قد تتفاقم الأعراض الموجودة بالفعل. ويمكن أن تظهر المزيد من علامات الشلل أو يكون هناك إرهاق شديد وقصور في الانتباه واضطرابات في التركيز واكتئاب وآلام ودوخة وكذلك ضعف جنسي.
العلاج
لا يوجد حتى الآن علاج لمرض التصلب المتعدد. ومع ذلك، هناك طرق مختلفة لجعل الحياة مع المرض أسهل ما يمكن للمصابين به.
ويعتمد علاج هذا المرض بشكل أساسي على أربع ركائز هي: تثبيط رد الفعل على الالتهابات في حالة وجود نوبات حادة، وقف تطور المرض، إطالة المدة التي تقل فيها أعراض المرض أو الحد من وجودها والتخفيف من أعراض المرض عند وجودها.
التعايش مع مرض التصلب المتعدد
الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات من الهياج، ولذلك يجب تجنب الإجهاد، وفقًا لما نقله موقع "kreiszeitung.de" عن جمعية التصلب المتعدد في فيينا. ولهذا يجب أن يشمل علاج المرض أيضًا جلسات نفسية واجتماعية، من شأنها أن تساعد المصابين في معرفة كيفية التعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة.
ولم يتضح بعد كيف يؤثر النظام الغذائي على تطور المرض. ولا يوجد نظام غذائي موصى به بشكل خاص، ولكن يُنصح المصابون بتناول الطعام بشكل متوازن قدر الإمكان. مع اتباع نظام غذائي صحي.
ويجب تجنب الكحول والنيكوتين قدر الإمكان. وفقًا لجمعية التصلب المتعدد في فيينا، فإن التدخين على وجه الخصوص يمكن أن يعزز مسار المرض بشكل أكثر شراسة.
وينبغي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحياة اليومية، إن كانت هناك قدرة على ذلك، فقد ثبت أن الحركة وممارسة الرياضة لهما أيضًا تأثير إيجابي على نفسية المصابين، حسبما ذكر موقع "kreiszeitung.de". حسب dw
دراسة تؤكد: فيروس شائع سبب مرض التصلب المتعدد
هناك مزيد من الأدلة على أن أحد أكثر فيروسات العالم شيوعا قد يدفع بعض الأشخاص نحو مسار الإصابة بالتصلب المتعدد.
التصلب المتعدد مرض قد يكون معيقا ويحدث عندما تهاجم خلايا جهاز المناعة عن طريق الخطأ الغلاف الحامي للألياف العصبية، ما يقضي عليها في النهاية.
لطالما حامت الشكوك حول فيروس ابشتاين-بار ودوره في الإصابة بالتصلب المتعدد. إنه رابط من الصعب إثباته لأن كل الناس تقريبا يصابون بالفيروس، عادة عندما يكونوا أطفالا أو مراهقين، لكن قلة صغيرة منهم تطور التصلب المتعدد.
تتبع الباحثون عينات دم مخزنة من أكثر من عشرة ملايين شخص في الجيش الأميركي ووجدوا أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد زاد 32 مرة بعد الإصابة بالفيروس.
عادة ما يجري الجيش فحوص دم لأفراده ودرس الباحثون عينات مخزنة من 1993 إلى 2013، متتبعين الأجسام المضادة التي تشير لعدوى فيروسية.
لم يظهر 5.3 بالمائة من المجندين فقط أي علامة على الإصابة بابشتاين - بار عندما انضموا للجيش. قارن الباحثون 801 حالة تصلب متعدد شخصت في النهاية خلال 20 عاما مع 1566 مجندا لم يصابوا أبدا بالمرض.
مريض واحد فقط من مرضى التصلب المتعدد لم يكن لديه أي دليل على الإصابة بفيروس ابشتاين - بار قبل تشخيصه بالمرض. بالرغم من البحث المكثف، لم يجد الباحثون أي أدلة على أن أي عدوى فيروسية أخرى لعبت دورا.
قال د. ألبرتو اشيريو، مؤلف الدراسة من كلية تي إتش تشان للصحة العامة في هارفارد وزملاء في دورية “ساينس” العلمية إن النتائج “تشير بقوة” إلى أن عدوى ابشتاين - بار “سبب لا نتيجة للتصلب المتعدد.” حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات