هزت أزمة الحليب الصناعي المكتب الأبيض الذي يواجه اتهامات ببطء التحرك تجاه احتواء أزمة تركت الملايين مذعورين أمام شبح ارتفاع أسعار صاروخي لحاويات الحليب الصناعي.
كانت الأزمة بدأت مع إغلاق أكبر مصنع لتأمين الحليب الصناعي في ولاية ميشيغان نتيجة مشاكل تلوث وورود أنباء عن وفاة طفلين ما بين سبتمبر/أيلول 2021 وفبراير/شباط 2022، ناهيك عن حصول مشاكل في سلسلة التوريد النظامية التي نتجت عن جائحة كورونا، أدت إلى نقص مواد أولية لصناعة الحليب.
بالتوازي مع هذه الأزمة، انتشرت دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لصناعة الحليب منزلياً.
بدورها حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من تجربة هذه الوصفات رغم أنها تبدو صحية، كما نصحت الأمهات بعدم استخدام الحليب البديل أو حتى زيادة كمية المياه مع كل رضعة، كي لا يعاني الأطفال من سوء تغذية قد يهدد حياتهم.
وأوضحت أن حليب البقر المباع في الأسواق أو أنواع الحليب الأخرى ليست مزودة بالكمية المناسبة من مصادر التغذية المهمة جداً بما في ذلك البروتين والحديد والكالسيوم والفيتامينات التي يحتاجها الطفل. حتى لو بدا أن لديهم ما يكفي من الملصق، فقد لا يمتص جسم الطفل الأشكال الكيميائية لها بسهولة.
احتياجات الطفل الغذائية محددة
وأوضحت الأكاديمية أن السنة الأولى من عمر الطفل هي فترة أساسية لنمو دماغه وجسمه. إذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من الأجزاء المهمة من حليب الأطفال- حتى لبضعة أيام أو أسابيع- فقد يعاني من آثار طويلة الأمد على قدراته الجسدية والذهنية. يمكن أن يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية إلى مشاكل صحية خطيرة وحتى الموت.
وحذرت من تلوث التركيبات المصنوعة منزلياً والتسبب في العدوى.
ممَّ يصنع الحليب الصناعي للأطفال إذاً؟
1- تركيبات حليب البقر. معظم حليب الأطفال مصنوع من حليب البقر الذي تم تغييره ليشبه حليب الثدي. تمنح هذا التركيبة التوازن الصحيح للعناصر الغذائية وتجعلها أسهل في الهضم. ومع ذلك، يحتاج بعض الأطفال- مثل أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه البروتينات الموجودة في حليب البقر- إلى أنواع أخرى من حليب الأطفال.
2-تركيبة حليب الصويا. تعد بعض أنواع حليب الرضع التي تحتوي على حليب الصويا أيضاً خياراً للأطفال الذين لديهم حساسية تجاه تركيبة حليب البقر أو اللاكتوز، وهو كربوهيدرات يوجد بشكل طبيعي في حليب البقر. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين لديهم حساسية من حليب البقر قد يكون لديهم أيضاً حساسية من حليب الصويا.
3- تركيبة البروتين المتحلل. تحتوي هذه الأنواع من التركيبات على بروتين تم تكسيره (تحلل مائياً) – جزئياً أو مكثف – إلى أحجام أصغر من تلك الموجودة في حليب البقر والتركيبات القائمة على حليب الصويا. تستخدم هذه الأنواع من الحليب للأطفال الذين يتحسسون تجاه حليب البقر أو الصويا. تعتبر التركيبات المتحللة بشكل كبير خياراً للأطفال الذين يعانون من حساسية البروتين.
ماذا يوجد في الحليب الصناعي؟
تختلف المكونات حسب العلامة التجارية والبلد، ولكن حليب الأطفال النموذجي مصنوع من حليب أبقار منزوع الدسم مُجهز مع مستحلبات ومثبتات إضافية لمساعدة الزيوت والماء على الاختلاط. وحسب عيادة Mayoclinic قد تحتوي أيضاً على:
اللاكتوز (سكر طبيعي موجود في الحليب) و / أو سكريات أخرى مثل شراب الذرة أو الفركتوز أو مالتوديكسترين.
الزيوت النباتية، مثل زيت النخيل وبذور اللفت وجوز الهند وعباد الشمس وزيت فول الصويا.
أحماض دهنية مشتقة عادة من زيت السمك.
الفيتامينات والمعادن من المصادر النباتية والحيوانية.
إنزيمات وأحماض أمينية.
البروبيوتيك (في بعض المنتجات).
هل من الضروري شراء الحليب المدعم بالحديد؟
نعم، يحتاج الطفل إلى الحديد لينمو ويتطور، خاصة أثناء الرضاعة. والأم التي لا تقدم الرضاعة الطبيعية، فإن استخدام التركيبة المدعمة بالحديد هو أسهل طريقة لتوفير هذه المغذيات الأساسية. حسب عربي بوست
هل الحليب الصناعي يُشبع أكثر؟
يعتقد الكثير من الآباء أن إطعام الطفل الحليب الصناعي يسهم في إشباعه على نحو أفضل مما يحدث عند إرضاعه طبيعيا، وبالتالي ينام الطفل دون أن يحتاج للطعام خلال الليل. ولكن طبيب الأطفال بيرتهولد كوليتسكو يؤكد خطأ هذا الاعتقاد، مشيرا إلى أن الأم قد تضطر إلى إرضاع طفلها الذي يتلقى الحليب الصناعي خلال الليل أيضا.
ويوضح كوليتسكو -وهو عضو شبكة "الصحة سبيلك للحياة" بمدينة بون الألمانية- أنه عادة ما يتم إمداد الطفل بالطعام أثناء فترة الحمل طوال اليوم عن طريق الحبل السري، ولكن بعد الولادة يضطر الطفل لاستكشاف الإيقاع الجديد لتناول الغذاء، والذي لا يعتمد إطلاقا على نوعية الحليب التي يتم تقديمها له.
ولذلك فإن استيقاظ الطفل بصورة متكررة خلال فترات الليل يعزى إلى أسباب مختلفة عن نوعية الحليب الذي تناوله، مثل أن الأطفال لا يدخلون في مراحل عميقة من النوم كالبالغين، فضلا عن أنهم يستيقظون من النوم بشكل أسرع بمجرد أن يشعروا بالجوع.
ويؤكد الطبيب أن حليب الأم يعمل على تقوية صحة الطفل، كما أنه لا يحتاج للإعداد والتسخين ولا يتم لمسه من الأواني أو الأيدي كما يحدث مع الحليب الصناعي، لذلك من الأفضل أن ترضع الأمهات أطفالهن طبيعيا. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات