تحرص القابلة البريطانية بيروسكا كافيل، التي جلبت خلال سنوات عملها مئات الأطفال إلى العالم، على تغيير المعتقدات الرائجة حول فوائد ترك الأطفال الرضع يبكون.
وقالت كافيل البالغة من العمر 55 عاماً، والتي تدير الآن عيادة للرعاية الصحية في بريطانيا، عندما يبكي طفلك لساعات طويلة، فمن الطبيعي أن تقلقي قليلاً، فكل أنين عالي، أو لهث، يعتبر مؤشر على وجود خطأ ما.
وأضافت: "تحققي من درجة حرارة طفلك، وانظري إليه، وفكري فيما إذا كان يتغذى بشكل طبيعي وما إذا كان لديه حفاضات مبللة أو متسخة، مضيفة أن الطفل قد يصاب بالمغص إذا بكى أكثر من 3 ساعات في اليوم.
ولفتت كافيل إلى أن الأطفال يتكيفون منذ لحظات الولادة الأخرى مع الحياة خارج الرحم، يتم تنشيط رئتيهم عند التعرض للهواء، وصرختهم الأولى كفيلة بطرد السوائل من رئتيهم ومساعدتهم على النفخ حتى يتمكنوا من العمل بشكل صحيح.
وطعن باحثون في الدنمارك بدراسة أجريت عام 1962، وقالت إن البكاء يبلغ ذروته في 6 أسابيع، قبل أن يتراجع إلى مستوى منخفض بعد 12 أسبوعاً.
وقالت عالمة الأعصاب كريستين بارسونز من جامعة آرهوس: "جمعنا بيانات الدراسة من 17 دولة و57 مشروعاً بحثياً و 7600 طفل".
وأضافت: "خلال الدراسة لم يُظهر أن مدة البكاء تنخفض بشكل ملحوظ بعد 5 أسابيع، وتُظهر البيانات المتاحة أن البكاء يشكل جزءاً مهماً في حياة العديد من الأطفال بعد 6 أشهر". حسب سكاي نيوز
7 أسباب رئيسية لبكاء الرضيع.. كيف تقرأين رسائله؟
يعتاد الصغير على سماع دقات قلب والدته، ومع الانفصال الجسدي عنها يشعر بالخوف والوحدة. ومن ثم يبكي بغرض التنبيه إلى عدم شعوره بالأمان.
يبكي الأطفال للتعبير عن شعورهم بالجوع، البلل، التعب، الحر، البرودة، الوحدة، عدم الارتياح بأي شكل آخر.
وتواجه الأم تحديا كبيرا لمعرفة سبب بكاء أول طفل تلده، وكيفية التعامل معه، أحيانا تنجح وكثيرا ما تفشل. لكن يبقى الأمر الأهم الذي لا بد أن تدركه كل أم، وهو سرعة الاستجابة لبكاء الطفل، لأنها تساعده على الشعور بالثقة والأمان، وترفع فرص أن يبكي الطفل بشكل أقل في عمر السنة، ويظهر عدوانية أقل في سن الثانية.
يبكي معظم الأطفال أكثر من غيرهم خلال الأشهر الأربعة الأولى من حياتهم. ويبكون ابتداء من حوالي أسبوعين من العمر، دون سبب واضح ويمكن أن يكون من الصعب مواساتهم.
من المهم معرفة أن البكاء يصل ذروته عند معظم الأطفال في عمر 6 أسابيع ثم يتراجع تدريجيا، مع نضج جهازهم العصبي، وعندما تصبح الأم أكثر قدرة على التعرف على احتياجات المولود الجديد وتلبيتها.
لماذا يبكي؟ وكيف يهدأ؟
هناك بعض الأسباب الرئيسية والشائعة لبكاء الطفل قد تساعد الأم الجديدة لمعرفة كيفية فك رموز هذا البكاء، إضافة إلى نصائح مفيدة لتهدئته وتوقفه عن البكاء.
الجوع
الجوع أحد الأسباب الأكثر شيوعا لبكاء الطفل، خاصة إذا كان حديث الولادة. وكلما كان الطفل أصغر سنا، زادت احتمالية شعوره بالجوع.
ووفقا لما جاء في "بيبي سنتر" Baby Center تعد معدة الطفل صغيرة ولا تستطيع تحمل الكثير. لذلك لن يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يحتاج إلى الأكل مرة أخرى.
إذا كان الطفل يعتمد الرضاعة الطبيعية، فلابد من إطعامه على الفور، وعندما يكتفي فسيتوقف عن الرضاعة ويبدو هادئا.
أما إذا كان يتناول حليبا صناعيا، فقد لا يحتاج إلى المزيد من الحليب لمدة ساعتين على الأقل بعد آخر مرة.
المغص
إذا كان الطفل يبكي كثيرا، لكنه يتمتع بصحة جيدة، فقد يكون السبب أنه يعاني من المغص. ويمكن للأم معرفة ذلك عندما تحاول تهدئته لكنه لا يستجيب لجهودها، وقد يضغط بقبضة يده أو يشد ركبته أو يقوس ظهره.
ويرتبط المغص أو المشاكل في البطن، على سبيل المثال، بعدم تحمل شيء ما في لبن الأم، أو نوع من الحليب الاصطناعي، أو قد يكون مرتبطا بالغازات أو الإمساك أو ارتجاع المريء.
إذا لم يهدأ الطفل بعد تدليك بطنه وظهره بزيت الزيتون أو وضعه على بطنه مع فرك ظهره، وظل يبكي بشكل مفرط، فيجب اصطحابه إلى الطبيب ليتحقق من عدم وجود شيء أكثر خطورة.
ومن المهم معرفة أن المغص الذي يصيب الرضيع يصل ذروته عند شهرين، وعادة ما يختفي بحوالي 3 إلى 4 أشهر.
النوم
لا يتمتع المواليد الجدد بإيقاع نوم يومي ثابت حتى عمر 4 أشهر، ويؤكد "كيم ويست" استشاري نوم الأطفال، في مقال على "ذا بمب" The Bump أن الطفل الباكي غير قادر إلى حد كبير على التهدئة الذاتية، لذلك يتعين على الآباء مساعدة الطفل على التهدئة للنوم.
وينصح الآباء بتجربة العديد من الأساليب لمساعدة الطفل على النوم، قائلا "بالنسبة للمبتدئين، قد يجعل التقميط طفلك يشعر بالدفء والراحة، يستجيب بعض الأطفال جيدا أيضا لحركة التأرجح، أو صوت التهويدة أو حتى صوت الفراغ".
أما إذا كان الطفل يبكي في الليل ويستيقظ بشكل متكرر، فقد يكون من الأفضل التقليل من النوم أثناء النهار، مما يجعله ينام أفضل أثناء الليل.
الحفاضات
يشعر الطفل بعدم الراحة بسبب بلل حفاضته أو اتساخها، وهو ما يجعله يبكي كثيرا. ومن الممكن أن يؤدي طول بقاء الحفاض متسخا إلى إيذاء الجلد، لذلك من المهم فحص حفاض الطفل عند بكائه للتأكد من كونه نظيفا.
ينبغي تغيير الحفاضة الممتلئة بسرعة، حتى أثناء الليل، وذلك لتجنب إصابة الطفل الرضيع بما يعرف “بالتهاب الحفاضات”، الذي تتمثل أعراضه في تهيج البشرة واحمرارها مع ظهور البثور والجروح بها. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.
التسنين
يبدأ معظم الأطفال في التسنين في وقت ما بين 6 إلى 12 شهرا، وقد يبدأ بعضهم في التسنين مبكرا من عمر 4 أشهر، وعندما يبدأ الألم فإن زيادة بكاء الطفل أمر لا مفر منه.
يؤدي ألم الأسنان الناجم عن قطع اللثة إلى تهيج الأطفال، والبكاء، والاستيقاظ أثناء الليل. وقد يؤدي تورم اللثة إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويمكن استخدام خافض الحرارة المسموح به للأطفال حسب العمر، وتدليك اللثة ليساعد على تهدئته أيضا.
المرض
إذا كان الطفل يشعر بالمرض والألم، فمن المحتمل أن يبكي أكثر من المعتاد.
تعتاد الأم على بكاء الطفل الاعتيادي، ودرجة حدته، فإذا لاحظت أنه يبكي بقوة أكبر وأطول من المعتاد ولا تجدي معه كل وسائل التهدئة، فقد يكون ذلك علامة على المرض، أو أنه يعاني من أمر ما ولا بد زيارة الطبيب المختص في الحال.
الوحدة
يشعر الطفل الرضيع بالملل والوحدة، بعد أن اعتاد على بيئة آمنة داخل بطن أمه، ويعد الانفصال عنها أمر مقلقا بالنسبة له.
وفقا لـ "بيلي بيلي" Belly belly، يعتاد الصغير على سماع دقات قلب والدته، ومع الانفصال الجسدي عنها يشعر بالخوف والوحدة.
يجعل ذلك الشعور بعض الأطفال في حالة ضيق وبكاء مستمر بغرض تنبيه الأم إلى عدم شعورهم بالأمان بمفردهم.
على الأم الاستجابة فورا لصرخات طفلها خاصة في الشهور الأولى لتهدئته وطمأنته، ومن خلال اللمس والتفاعل الفوري معه يهدأ الطفل تدريجيا ويطمئن للبقاء بمفرده لبعض الوقت. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات