قد يكون التوتر أحد المشاكل الأساسية التي يعاني منها كثير من الناس، بسبب ضغوط الحياة والعمل أو حتى بسبب العلاقات العاطفية. لكن التوتر المالي هو أيضاً أحد أكثر أشكال التوتر شيوعاً وازدياداً في العالم.
يشعر معظم البالغين بالقلق بشأن المال في مرحلة ما من حياتهم. ويمكن أن تُسبب إدارة الشؤون المالية لهم شعوراً بالإرهاق، خاصة إذا كان الدخل لا يتوافق مع النفقات المنزلية أو وجود الديون أو المصاريف الكثيرة والأقساط.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الضغوط المالية مرتبطة بالعديد من المشكلات الصحية ولها تأثير على الصحة النفسية والعقلية أيضاً.
يمكن لأي شخص أن يعاني ضغوطاً مالية من حين لآخر، لكنه قد يحدث بدرجات أكبر عندما يكون الدخل منخفضاً وغير كافٍ لتلبية احتياجاتك مثل دفع الإيجار ودفع الفواتير وشراء البقالة.
قد يعاني الأشخاص ذوو الدخل المحدود ضغوطاً إضافية بسبب وظائفهم. إذ قد تفتقر وظائفهم إلى المرونة عندما يتعلق الأمر بأخذ إجازة. وقد يعملون في بيئات غير مريحة، لكنهم يخشون المغادرة، لأنهم لن يتمكنوا من إعالة أنفسهم مالياً في أثناء بحثهم عن وظيفة أخرى.
كما قد لا يكون لدى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الموارد المناسبة لإدارة ضغوطهم المالية، مثل التأمين الصحي الشامل.
وإذا كانت ضغوطك المالية شديدة، فقد تواجه آثاراً سلبية على صحتك العقلية وربما حتى صحتك الجسدية.
ما هي أعراض التوتر المالي؟
وفقاً لموقع Better Up، تتشابه أعراض الضغط المالي مع أعراض القلق وأنواع التوتر الأخرى، إليك أبرزها:
ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب عند التفكير في المال.
تجنب المكالمات الهاتفية والبريد.
إلغاء الخطط الاجتماعية وتجنُّب الأصدقاء.
الشعور بالخجل أو الإحراج.
الشعور كأنك تفقد السيطرة على أموالك.
الغضب أو الانزعاج من الأشخاص الذين يتدخلون في شؤونك المالية، مثل أحد أفراد الأسرة الذين تشاركهم الفواتير.
القلق أو اليأس بشأن المستقبل.
نظراً إلى أن التوتر المالي عادةً ما يكون نوعاً من الإجهاد المزمن، فإن تأثيره على صحتك يمكن أن يكون شديداً. ووفقاً لموقع Psychcentral، عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوتر المالي من المشاكل التالية:
مشاكل في النوم: قد تعاني من الأرق أو تبقى مستيقظاً في الليل، بسبب مخاوف تتعلق بالمال.
إهمال الصحة واللياقة: بسبب المخاوف المتعلقة بالمال، قد تقلل أو تتخلى عن بعض إجراءات الرعاية الذاتية الخاصة بك؛ لتوفير المال. قد يشمل ذلك عدم ذهابك إلى الصالة الرياضية أو تجنُّب تناول الطعام مع الأصدقاء أو زيارات الطبيب أو النشاطات الترفيهية.
فقدان الوزن أو زيادة الوزن: يمكن أن يتسبب التوتر بالإفراط في تناول الطعام، واستخدام الطعام كوسيلة لتهدئة المشاعر السلبية أو تفريغها، وهو ما يعرف بالأكل العاطفي.
لكن في بعض الأحيان، قد تجد أن التوتر يقطع شهيتك تماماً أو قد يسبب اضطراباً في عاداتك الغذائية مثل تخطي الوجبات، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
الأوجاع والآلام ومشاكل الصحة الجسدية غير المبررة: يمكن أن تظهر آثار التوتر كأعراض جسدية مثل الصداع وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في المعدة أيضاً.
للضغوط المالية آثار سلبية على صحتك النفسية أيضاً
يؤثر التوتر المالي المزمن أيضاً على الصحة العقلية والنفسية. في الواقع، يمكن أن تكون أعراضه شديدة لدرجة أنها تحاكي اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ويمكن أن يكون للتوتر الناجم عن مشكلات المال آثار سلبية طويلة المدى على الصحة العقلية، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالة صحية أو اضطرابات نفسية.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التوتر المالي إلى الهوس أو الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
ووفقاً لموقع Science Direct، تشير الأبحاث القائمة على مراجعة بحثية لـ40 دراسة فحصت العلاقة بين التوتر المالي والاكتئاب، إلى أنه يمكن أن تكون هناك علاقة بين الشعور بالتوتر المالي والاكتئاب حتى عند الأشخاص الأصحاء.
كما يمكن أن يكون للضغوط المالية تأثير سلبي على العلاقات أيضاً. فقد تؤدي الضغوط الاقتصادية- مثل الدخل المنخفض أو فقدان الوظيفة أو صعوبة دفع الفواتير أو العثور على سكن بأسعار معقولة- إلى زيادة الصراع والتوتر بين المتزوجين، وفقاً لدراسة أمريكية أجريت عام 2021.
3 نصائح للتعامل مع التوتر المالي
إذا كنت تشعر بالضغوط المالية، فإن أول شيء عليك القيام به هو التعامل مع المشاعر المسببة للتوتر. يميل القلق إلى سرقة إحساسنا بضبط النفس وقدرتنا على التوصل إلى حلول. فيما يلي، بعض الطرق لمحاربة الضغوط المالية:
1. حاوِل تهدئة نفسك عندما تشعر بالتوتر
من المحتمل أنك لن تغير وضعك المالي في غضون دقيقة أو دقيقتين، ولكن يمكنك بالتأكيد تغيير نظرتك ومستوى توترك الفوري. قم بتهدئة نفسك بتناول وجبة خفيفة صغيرة أو شرب كوب من الماء أو أخذ أنفاس عميقة قليلة. إذا كنت بحاجة إلى التنفيس عن مخاوفك المالية، فشارِك ما تمر به مع صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة.
2. ضع خطة مالية وميزانية مناسبة
غالباً ما تجعلنا الضغوط المالية نتجنب التعامل مع شؤوننا المالية والحسابات المصرفية وأي شيء يتعلق بالمال.
ومع ذلك، يمكنك استعادة السيطرة من خلال تحديد ما يضغط عليك، ووضع خطة تتناسب مع مصروفك والتزاماتك المادية. حاوِل أن تفكر في طرق مختلفة لإدارة المصروف وزيادة مصادر الدخل.
3. ممارسة التأمل قد تساعد في تخفيف أعراض التوتر النفسية
يعد التعامل مع الضغوط المالية تحدياً ذا شقين. فهناك التخطيط للمصاريف والدخل، ثم هناك التعامل مع التوتر.
تعتبر ممارسة تمارين التأمل، مثل التنفس أو اليوغا، طريقة رائعة لمكافحة مشاعر القلق. حسب عربي بوست
ما هو مرض التوتر المزمن وهل يمكن علاجه؟
يبدأ الجسم بإطلاق إشارات تحذيرية على شكل أعراض حين يواجه مشاكل جسدية أو نفسية، مثل ما يحدث في حالة التوتر. فالتوتر حالة قلق تصيب الإنسان عند الخوف أو العصبية أو حين مواجهة صعوبات أسرية أو في مجال العمل أو مشاكل اقتصادية.
رعشة العينين وآلام المعدة والتقرحات المزمنة قد تبدو أعراض مرضية عادية. لكنها علامات واضحة على ظهور وتمادي التوتر المزمن عند الإنسان. فإذا انتابتك هذه الأعراض، تعرف على أفضل الطرق لعلاجها.
يعمل جسم الإنسان بنظام متناسق معقد ويمكنه التكيف مع مختلف الأوضاع البيئية والاجتماعية التي تطرأ عليه. ويبدأ الجسم بإطلاق إشارات تحذيرية على شكل أعراض حين يواجه مشاكل جسدية أو نفسية، مثل ما يحدث في حالة التوتر. فالتوتر حالة قلق تصيب الإنسان عند الخوف أو العصبية أو حين مواجهة صعوبات أسرية أو في مجال العمل أو مشاكل اقتصادية.
وفيما تكون أغلب أنواع القلق طبيعية ولا خوف منها وتختفي بزوال أسبابها، إلا أن التوتر المزمن يأتي على شكل نوبات متكررة تصيب الإنسان عند أبسط الأشياء، مثل عدم تحمل سماع الضوضاء أو عدم القدرة على رؤية الضوء. وفي حالات التوتر والقلق المزمنين، لا ينبغي تركهما دون علاج، لأنه قد يسبب مضاعفات كبيرة أو نوبات انفعال شديدة، وقد ينتهي الأمر بالإصابة بأمراض القلب أو التعرض للإصابة بأمراض نفسية حادة.
وهذه بعض الأعراض الشائعة لمرض التوتر المزمن:
مغص وآلام في المعدة والأمعاء، وخاصة أثناء العمل:
المعدة والأمعاء الدقيقة حساسة جداً وتتجاوب بسرعة مع الانفعالات العصبية للإنسان وتبدأ بزيادة إنتاج هرمون الكورتيزول في الجسم. وحينها تبدأ الغدد الكظرية بالنضوب، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات البرولاستين في الجسم وإصابته بالحساسية المفرطة للآلام، كآلام الظهر والعضلات. ويزيد الكورتيزول أيضاً من حساسية الدماغ للآلام، الأمر الذي يرفع من وتيرة نوبات الصداع.
التوتر المزمن يأتي على شكل نوبات متكررة تصيب الإنسان لدى تعرضه لأبسط الأمور
التوتر المزمن يأتي على شكل نوبات متكررة تصيب الإنسان لدى تعرضه لأبسط الأمور
العلاج:
علاج هذه الحالة يكون عبر تناول سليم ومنتظم للغذاء، حتى تتمكن الأمعاء الدقيقة من القيام بعملها بصورة طبيعية. ويفضل تناول البطاطس والمعكرونة والابتعاد عن اللحوم والسكريات في هذه المرحلة. وفي الحالات المزمنة، يفضل مراجعة طبيب مختص.
رعشة العينين:
قد يكون سبب رعشة العينين غير الطبيعي نقص في بعض المواد الغذائية كالكالسيوم والمغنيسيوم، وقد يكون سببه التوتر أيضاً، إذ إن الشخص المصاب بالتوتر يمسك برأسه كثيراً عند التوتر ويسبب بذلك اختلالاً في عمل عضلات الوجه بصورة عامة، ما يسبب رعشة العينين.
العلاج:
رعشة العينين بسبب التوتر غير ضار إذا ظهر في بعض الأحيان فقط. ولا ينصح بأخذ أي علاج طبي له، وإنما ينصح بالراحة وترك أسباب القلق.
الالتهابات الجلدية "هربس":
وهي تقرحات تظهر على الأغلب في الوجه وفي الفم وهي معدية ويمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى ويمكن أن تتحول إلى بثور إذا أهملت. والمسبب الأساسي لهذه التقرحات هو فيروس "هربس" الذي يبقى فترة طويلة في جسم الإنسان دون أية أضرار أو أعراض، إذ يسيطر عليه جهاز المناعة في الجسم ويمنع انتشاره. لكن الإصابة بالتوتر تضعف جهاز المناعة ويبدأ فيروس "هربس" بالانتشار، خاصة في منطقة الفم.
العلاج:
تقوية جهاز المناعة هو الحل الأفضل لفيروس وتقرحات "هربس" ويٌنصح بتناول مواد غذائية غنية بفيتامين "سي" والزنك. وهناك أيضاً بعض الدهون الطبية المصنوعة من الأعشاب الطبيعية التي تساعد على إيقاف انتشار التقرحات، مثل "لوماهيربان"، بحسب ما يذكر موقع "بريغيته" الألماني.
السعال المفاجئ وعدم القدرة على الكلام:
وسبب ذلك رد فعل الجهاز العصبي للإنسان عند نوبات التوتر. وتوتر الرقبة والفك الأسفل قد يؤدي إلى اختلال في عمل الجسم ونوبات من السعال وحتى عدم القدرة على الكلام.
العلاج:
يكون العلاج عبر تناول العلكة وشرب السوائل. وينصح بالخلود إلى الراحة لإراحة عضلات الوجه. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات