يواصل مرض "كوفيد 19"، الذي يسببه فيروس كورونا، الانتشار في شتى أنحاء العالم، مع تفشي المتحور الجديد "أوميكرون".
وبحسب موقع "لايف لاين" الصحي، فإن الخبراء يلاحظون أن "أوميكرون" معد للغاية، لكن يبدو أنه أقل قدرة على إحداث إصابات خطيرة.
وذكروا أنه من المبكر القول إن كل شخص في هذا الكوكب سيصاب بالمتحور الجديد، مشيرا إلى أن التعرض للمتحور في المستقبل القريب لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض رغم قدرته الكبيرة على التفشي.
وخلصوا إلى أن "أوميكرون" قد يؤدي إلى مناعة القطيع، الأمر الذي يجعل من الوباء موسميا مثل الأوبئة السابقة وأقل خطرا مما سبق.
ويعرف المتحور الجديد بأنه شديد العدوى، لكنه أقل حدة من المتحورات السابقة.
وتشير معدلات الاستشفاء (دخول المستشفى) بسبب "أوميكرون" إلى أنه قد يتطور إلى شكل أكثر ضعفا، على غرار فيروسات الإنفلونزا التي تنتشر منذ فترة طويلة بين البشر.
ويقول أستاذ الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، روبرت شولي، إنه من السابق لأوانه توقع حدوث مثل هذا الأمر.
وأضاف أنه يتوقع حدوث ذلك في يونيو المقبل على الأقل، وذكر: "إذا كنت مفرطا في التفاؤل، باعتبار أنه "أوميكرون " سريع الانتقال وأقل إحداثا للإصابات، بما يؤدي إلى حدوث مناعة قطيع تجعل الأمر أكثر صعوبة على المتحورات المقبلة، فلنتحدث عن ذلك في يوليو".
أما رئيسة قسم الأمراض المعدية في جامعة أريزونا، إليزابيث كونيك، فقالت إن كل شخص على وجه الأرض يواجه في مرحلة ما احتمال الإصابة بفيروس كورونا، إذا كان يتواصل وجاهيا مع الآخرين ولا يرتدي القناع الطبي.
تجيب الأكاديمية الأميركية: "لدينا بعض الأدلة أن اللقاحات لا تحمي فقط من الأعراض بل توفر بعض الحماية من العدوى، ويقول بحث إن كل شخص يصاب بالعدوى يمكنه نقله إلى 10 آخرين، من الناحية النظرية، هناك عدة لقاحات سيناريوهات ممكنة"..
وأضافت أن "أوميكرون" قد يؤدي إلى حصول مناعة القطيع حول العالم. حسب dw
متى ستبدأ التجارب على البشر للقاح المضاد لأوميكرون؟
تخطط شركة فايزر الأميركية للبدء بالتجارب على البشر للقاحها الجديد المخصص لأوميكرون وذلك قبل نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، وفق تقرير لموقع بيزنس إنسايدر Business Insider.
متى سيكون اللقاح المضاد لأوميكرون جاهزا؟
قال ميكائيل دولستن كبير العلماء في شركة فايزر لموقع "بيزنس إنسايدر" إن اللقاح سيكون جاهزا بحلول أواخر مارس/آذار المقبل.
ومن غير الواضح ما إذا كان اللقاح الجديد مطلوبا أم سيتم استخدامه، وقال دولستن إن اللقاح الحالي ما زال يعمل ضد سلالة أوميكرون.
ويأتي الجدول الزمني الجديد للتجارب السريرية لجرعة محدثة مع انتشار متغير أوميكرون في جميع أنحاء العالم وتسببه في زيادة حالات العدوى.
وقال ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر لـ"شبكة سي إن بي سي (CNBC) اللقاح سيكون جاهزا في مارس/آذار.. لا أعرف ما إذا كنا سنحتاجه، لا أعرف ما إذا كان سيتم استخدامه، لكنه سيكون جاهزا.
وقال متحدث باسم شركة فايزر إن تفاصيل هذا البحث الجديد لا تزال قيد الإنجاز مع المنظمين، بما في ذلك عدد المتطوعين الذين سيتم تسجيلهم والبلدان التي سيتم إجراء التجارب فيها.
هل اللقاحات الحالية تحمي من أوميكرون؟
قال دولستن إن اللقاح الحالي -الذي طورته "فايزر" وشركة بيونتك (BioNTech) الألمانية للتكنولوجيا الحيوية لا يزال يوفر "حماية قوية حقا من دخول المستشفى" ضد متغير أوميكرون، لكن الجرعات الحالية أقل فعالية في إيقاف المرض الأقل خطورة.
وأضاف دولستن أن نسخة محدثة من اللقاح قد تعالج هذا الانخفاض.
هل تعمل شركات أخرى على لقاح مضاد لأوميكرون؟
قال ستيفان بانسيل المدير العام لشركة مودرنا (Moderna) إن مختبر الشركة يعد لجرعة إضافية خاصة بالمتحور أوميكرون ستكون جاهزة في الخريف، مشيرا إلى أن التجارب السريرية ستبدأ قريبا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي تصريح لشبكة "سي إن بي سي"، قال بانسيل "نتباحث حاليا مع مسؤولين صحيين في العالم أجمع من أجل اتخاذ قرار بشأن ما نعتقد أنها الإستراتيجية الأفضل لإعطاء جرعة إضافية في خريف العام 2022".
وشدد على أهمية المحافظة على التقدم الذي تم إحرازه في مواجهة الفيروس، محذرا من خطورة خسارة هذا التقدم.
كم تدوم أعراض المتحور أوميكرون؟
تختلف أعراض أوميكرون أو أي متحور آخر لكوفيد-19 من شخص إلى آخر، وتلعب عوامل مثل حالة التطعيم والتاريخ الصحي للشخص وعمره ونمط حياته دورا في مدة الإصابة بالمرض وشدته، وذلك وفقا لتقرير للكاتب ديريك هاوكينز نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية.
وذكر الكاتب أن التصور الناشئ عن متحور أوميكرون يشير إلى أنه قد يكون أقل تسببا في دخول المصابين به إلى المستشفى مقارنة بالمتحور دلتا.
وتشير بعض البيانات الأولية إلى أن الإصابة بعدوى أوميكرون قد تكون أقل حدة وتشبه أعراضه الزكام أو الإنفلونزا لدى بعض المرضى.
ووصفت دراسة نرويجية تفشي متحور أوميكرون في حفل أقيم يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني حضره 117 شخصا تم تطعيمهم بالكامل، حيث ثبتت إصابة 66 شخصا منهم بالفيروس مقابل الاشتباه في إصابة 15 آخرين.
ووجدت السلطات الصحية التي حققت في حالة التفشي أن السعال واحتقان الأنف والتعب والتهاب الحلق كانت الأعراض الأكثر شيوعا بين المصابين، يليها الصداع والحمى.
وقال أكثر من 12 شخصا من المصابين إن الأعراض اختفت في غضون يومين، فيما قال 62 من الحضور إنهم عانوا من بعض الأعراض طوال أسبوع واحد.
وقد وجد الباحثون أن أيا من الإصابات لم تتطلب دخول المستشفى إلى غاية 13 ديسمبر/كانون الأول، أي بعد أسبوعين من الحفل.
وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين تكون درجة إصابتهم بفيروس كوفيد-19 متوسطة -مهما كانت السلالة- يقل لديهم خطر نقل العدوى للآخرين بعد 10 أيام من ظهور الأعراض لديهم شريطة أن تكون الأعراض قد تحسنت لديهم في ذلك الوقت ولم يصابوا بالحمى.
من ناحية أخرى، يمكن أن تمتد الحالات الشديدة من الإصابة لأكثر من شهر، مما يعني أن فترة العدوى تكون أطول، وفي هذه الحالة توجد مشكلة "كوفيد-19 طويل الأمد"، والذي يمكن أن يتسبب في استمرار بعض الأعراض لعدة أشهر حتى لو كان الشخص ملقحا.
وحسب جوشوا سيبتموس المدير الطبي في مستشفى هيوستن ميثوديست للرعاية الصحية، فإن بعض أعراض فيروس كورونا قد تستمر أيضا لفترة أطول من غيرها.
وكتب سيبتموس مؤخرا "على وجه الخصوص يمكن أن يستمر التعب وفقدان حاسة التذوق والشم إلى ما بعد فترة العدوى".
وقال الكاتب إن أفضل طريقة للحد من شدة المرض وتقليل خطر إصابتك به لفترة طويلة تكون من خلال الحصول على التطعيم والجرعة المعززة. وحسب مجموعة متزايدة من الأبحاث، فإن الأشخاص الأصحاء الذين تلقوا جرعة معززة من اللقاح من غير المرجح أن يصابوا بمرض خطير أو ينتهي بهم المطاف في المستشفى.
وأضاف أنه يبدو أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعات الأولية من التطعيم دون تلقي الجرعة المعززة محميون أيضا من المرض الشديد نتيجة هذا الفيروس، أما الأشخاص غير الملقحين والذين يعانون من حالات صحية خاصة فيرتفع لديهم احتمال الإصابة بمرض شديد نتيجة فيروس كوفيد-19 وإمكانية الإقامة بالمستشفى والوفاة. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات