وجدت جيني بينيت طفلها الصغير يطفو في مسبح عائلتها، وجهه للأسفل وبكامل لباسه. كان الطفل البالغ من العمر 18 شهراً قد قام بالزحف من خلال باب الحيوانات الأليفة في منزله. وقامت بينيت كونها ممرضة بعملية إنعاش القلب، والرئة، بينما اتصل زوجها بالإسعاف.
وبعد 4 أيام قضاها بالعناية المشددة، أُعلن أن جاكسون قد مات. وقالت بينيت: "يفترض الناس تلقائياً أن هذا يحدث بسبب إهمال الوالدين".
وأمضت بينيت عامين للتغلب على المعاناة، وقررت أخيراً أن تعمل في الترويج لسلامة السباحة في مجتمعها في مدينة تومبول، في ولاية تكساس الأمريكية.
الوقاية من الغرق
قصة بينيت ليست غريبة، إذ توفي حوالي 1000 طفل نتيجة الغرق في الولايات المتحدة في العام 2017. ويُعتبر الغرق السبب الرئيسي للوفاة العرضية للأطفال بنسبة 1 إلى 4. ولقد تُوفي أكثر من 8000 طفل آخر بسبب الغرق، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
وقال الدكتور بنجامين هوفمان: "الغرق سريع وصامت ويمكن أن يحدث حتى بغير وقت السباحة، وهذا يحدث أيضاً في الأسر، حيث الوالدين يقدمان كل العناية والاهتمام للأطفال".
وهناك طرق لمنع حدوث ذلك للأطفال، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وهذا ما يسمونه بـ "طبقات الحماية المتعددة لمنع الغرق".
القرب، الثبات، اليقظة، والإشراف" حول المياه
لا ينبغي أبداً على الآباء أو مقدمي الرعاية، ولو للحظة، ترك الأطفال الصغار بمفردهم أو في رعاية طفل آخر في أي مكان بالقرب من المسابح، أو المنتجعات الصحية، أو أحواض الاستحمام، حتى لو كان هناك منقذ.
ويمكن أن يغرق الأطفال الصغار في شبر واحد فقط أو اثنين من الماء. والقاعدة هي أن الشخص البالغ الذي يتمتع بمهارات السباحة يجب أن يكون في حدود ذراع واحد من الطفل، مما يوفر "إشرافاً وثباتاً باللمس".
الخطر الأكبر في عدم وجود حواجز لمنع الوصول إلى المياه
إذا كان لديك مسبح في المنزل، عليك إرفاقه بالكامل بسياج بارتفاع 4 أقدام من جميع الجوانب، مع فصله عن المنزل والساحة. ويجب أن يحتوي السور على أبواب ذاتية الإغلاق وقفل ذاتي.
وتحث الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الولايات الأمريكية والبلديات المحلية على إقرار قوانين تشترط على جميع المجمعات إقامة هذه الأسوار. وفي الواقع، 69٪ من الأطفال الذين غرقوا والذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، لم يكن من المتوقع أن يكونوا في المسبح في ذلك الوقت، وفقاً للجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية.
إزالة الألعاب من حمامات السباحة بعد اللعب
وتوصي جمعية سلامة المياه في الولايات المتحدة، وهي جمعية مؤلفة من وكالات حكومية غير ربحية، بإزالة جميع الألعاب من الماء بعد الانتهاء من اللعب بها.
ويجب أن يتعلم الآباء، والأمهات، ومقدمو الرعاية، والأطفال الأكبر سناً، وأصحاب أحواض السباحة الانعاش القلبي الرئوي الفوري.
وتُوضح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الإنعاش الفوري، حتى قبل وصول طاقم الإسعافات الأولية، هو "أكثر الوسائل فعالية لانقاد الطفل في حالة الغرق".
تعلم مهارات البقاء على قيد الحياة في السباحة
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بدروس السباحة للعديد من الأطفال بدءاً من عمر عام واحد. وتضيف الأكاديمية أن برنامج السباحة يجب أن يضمن حصول الأطفال على مهارات أساسية في السلامة المائية.
كما يجب أن يتعلم الأطفال كيفية الوقوف في الماء، والبقاء على الشاطئ أو قرب حافة المسبح.
ارتداء سترة نجاة
وتوصي مجموعة طب الأطفال بأن يرتدي الأطفال دائماً سترات للنجاة عند ركوب الزوارق أو بالقرب من المسطحات المائية، سواء كانوا يعرفون أو لا يعرفون كيفية السباحة. ويُذكر، أن أكثر من ثلثي ضحايا القوارب كانت بسبب الغرق، و90٪ منهم لم يرتدوا سترات النجاة، وفقاً لمؤسسة "BoatUS".
الحذر من مجاري المسبح
قم بتعليم أطفالك عدم اللعب أو السباحة بالقرب من المجاري أو منافذ الشفط. وتقول منظمة سلامة الأطفال غير الربحية حول العالم إن هناك مخاطر جمة من الوقوع داخل المجاري. حسب cnn العربية
قاتل صامت يهدد سلامة أطفالك بعد ممارسة السباحة.. 5 أمور عليك معرفتها عن “الغرق الجاف”
عندما يسقط طفل أو شخص بالغ في الماء مثل حمام السباحة مثلاً، من الطبيعي أن يستنشق بعض الماء عن طريق الخطأ ويبتلعه في حالة من الذعر وعدم الاستيعاب. وبمجرد أن يتم إنقاذ الشخص من الماء، يفترض معظمنا أن الخطر قد زال وانتهى.
ولكن بعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، يمكن أن تصبح عضلات القصبة الهوائية مقيدة وغير قادرة على حماية الرئتين. وهي الحالة التي يتم تسميتها "الغرق الجاف"، بالرغم من أنه ليس مصطلحاً طبياً أو تشخيصاً.
وعلمياً، يطلق الأطباء على هذه الظاهرة اسم "متلازمة ما بعد الانغماس"، وعلى الرغم من ندرة حدوثها، إلا أنها تحدث، خاصة عند الأطفال بحسب موقع Healthline الصحي.
وبالرغم من أن الغرق الجاف يحدث بشكل رئيسي عند الأطفال، لكن 95% من الأطفال يظلون بخير بعد الانزلاق والغرق في الماء عن طريق الخطأ.
ومن المهم على الآباء والبالغين أيضاً أن يكونوا يقظين ومدركين لأي أعراض مشابهة للغرق تحدث بعد تجربة انزلاق أو غرق عابرة في المياه. وذلك لأن الغرق الجاف بدون ماء هو حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية وإلا أصبحت مميتة.
1- ما هو الغرق الجاف بدون ماء؟
يشير الغرق الجاف إلى الحالات التي يتوفى فيها شخص بعد أكثر من 24 ساعة من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، ولم تظهر عليه علامات مشاكل في التنفس، مثلما يحدث في حوادث الغرق المعروفة.
وبالرغم من التسمية المعروفة، لم يتفق المجتمع الطبي على مصطلح يحل محل اسم الغرق الجاف. وتستخدم بعض الجهات الطبية العالمية تسمية "متلازمة ما بعد الغمر"، أو بشكل أقل شيوعاً مصطلح "الغرق المتأخر".
ويحدث هذا الغرق بعدما يتسبب ابتلاع واستنشاق سائل بكثرة في غمر مجرى الهواء وإغلاقه، وكرد فعل دفاعي على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين، تبدأ الحبال الصوتية بالانكماش فيما يعرف بتشنج الحنجرة، ما يؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، ثم حرمان الجسم من الأوكسجين تدريجياً، فيبدأ المرء بالاختناق ثم الموت.
وبمعنى آخر، الغرق الجاف هو رد فعل لا إرادي للجسم بعد ابتلاع واستنشاق قدر كبير من السوائل، يقوم فيه الجزء العلوي من المجرى التنفسي بالانغلاق والتوقف عن العمل، على الرغم من عدم وصول الماء إلى الرئتين بشكل فعلي.
2- الفارق بين الغرق الجاف والغرق الحقيقي
وعندما يغرق شخص ما بصورة شائعة في المياه، يتسبب ذلك في تلف الرئة والتعرض للسائل في تشنج ممرات الرئة الرئيسية، مما يوقف تدفق الهواء. وفي نهاية المطاف، يموت الأشخاص الذين يغرقون بسبب نقص الحصول على الأوكسجين.
لكن الغرق الجاف يُطلق على الحالات التي توجد فيها عوامل أخرى معقدة، وهي وفقاً لموقع Medical News Today:
1- لا توجد صعوبات في التنفس المبكر أو علامات نقص الأوكسجين.
2- لا يوجد ماء أو يوجد بنسبة بسيطة في الرئتين.
3 – لا أحد يعرف ما إذا كان الشخص قد ابتلع أو استنشق الماء أو غُمر في سائل، ويمكن أن يموت الشخص إذا دخل القليل من الماء إلى رئتيه بطريقة الغرق الجاف. وبحسب جمعية Surfer's Medical Association، قد تكون هذه الكمية الصغيرة بحجم 2 ملليلتر من الماء لكل كيلوغرام من وزن جسم الشخص.
ولا يزال بعض الباحثين والأطباء يستخدمون أحياناً مصطلح الغرق الجاف. عندما يحدث ذلك، فإنه يشير عادةً إلى الحالات التي يتسبب فيها الماء أو سائل آخر في تشنج الحنجرة والأحبال الصوتية؛ إذ يمكن أن يؤدي التشنج الشديد إلى تقليل تدفق الهواء بدرجة كافية لكي يكون قاتلاً.
3- أعراض الغرق الجاف عند الأطفال والبالغين
لفت موقع WebMD إلى أن استنشاق وابتلاع الماء يمكن أن يهيّج بطانة الرئتين مسبباً تراكم السوائل فيها، مما يسبب حالة تسمى الوذمة الرئوية. ومن المحتمل أن تلاحظ أن طفلك أو الشخص البالغ المصاب يعاني من صعوبة في التنفس بعد الواقعة، وقد يزداد الأمر سوءاً خلال الـ24 ساعة التالية.
وتشكِّل تلك الحالة من الغرق نحو 2% فقط من حالات الغرق وفقاً لطبيب الأطفال جيمس أورلوفسكي.
ويمكن أن تشمل مضاعفات الغرق الجاف ما يلي:
السعال المستمر بعد الواقعة.
أزيز الصدر أثناء التنفُّس.
الدوار والنعاس والتشوُّش.
الشعور بألم في الصدر.
صعوبة التنفس.
الشعور بالتعب الشديد والإعياء.
خروج رغوة من الفم أو الأنف.
القيء.
كما قد يعاني الطفل أو البالغ المصاب من تغيّرات في السلوك مثل التهيُّج والانفعال غير المُبرر أو انخفاض مستويات الطاقة والخمول الشديد، مما قد يعني أن الدماغ لا يحصل على ما يكفي من الأوكسجين اللازم.
4- كيف يتم التعامل مع حالات الغرق الجاف طبياً؟
علاج إصابة الغمر بالماء، أو الغرق الثانوي الجاف، يعتمد بشكل أساسي على شدة أعراض المريض. ومن الضروري أن يتوجه الشخص، إذا ما عانى من أي من الأعراض السالف ذكرها، إلى قسم الطوارئ في أقرب مركز طبي لتلقي الرعاية اللازمة.
وبحسب موقع Parenting، يقوم الطبيب عادة بفحص العلامات الحيوية للشخص، وقياس مستوى الأوكسجين لديه، وقدرته على التنفس.
وقد يحتاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى مراقبة دقيقة، بينما في الحالات الأكثر خطورة، قد يقوم الطبيب بإجراء أشعة سينية على الصدر أو تزويده بقناع الأوكسجين لموازنة نسبته الواصلة للجسم.
وفي حالات فشل الجهاز التنفسي، والذي يحدث عندما يتعذر على الشخص التنفس بمفرده، يتم تقديم دعم إضافي – مثل تنبيبه (مدّه بأنابيب التنفس في الأنف) أو وضعه على جهاز التنفس الصناعي مباشرة.
ويكون الهدف هنا هو زيادة تدفق الدم في الرئتين وجعل الطفل أو الشخص البالغ المصاب يتنفس جيداً مرة أخرى. وجدير بالذكر أن فشل الجهاز التنفسي نادر الحدوث مع الغرق الجاف. حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات