• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رائحة الجدران

هدى المفرجي / الأثنين 10 حزيران 2019 / تربية / 1890
شارك الموضوع :

ربما ستكون لكلمات البوح والشوق أكثر من فائدة، اليوم وصلت لقناعة تامة عمياء، أن لكل منا نقطة يتوقف عندها النبض ولاتنتسى وتعج منها رائحة تعود

ربما ستكون لكلمات البوح والشوق أكثر من فائدة، اليوم وصلت لقناعة تامة عمياء، أن لكل منا نقطة يتوقف عندها النبض ولاتنتسى وتعج منها رائحة تعود بها لأيامها الخوالي وتتقدم هذه الأحداث رائحة الجدران حينما يلامسها الماء، أقف لثواني عند العتبة استنشقها كأنها أغلى العطور لأنها تحمل بداخلها لمسات أنامل أشخاص أخذوا كل شيء فينا لكنهم لم يأخذونا فقط هي ساعات تبعدنا عنهم في حساب السماوات وأيام لاتحزر في حسابنا..

حينما تمر هذه الرائحة على أنوفنا يعود شريط الزمن إلى الوراء أدراجا، ساعات، أيام، حتى أنه يعود على الأشخاص، استمع الآن إلى صوت المكنسة بباب المنزل وصنبور الماء والرطوبة فاحت رائحتها امتدت من الباب يدا مجعدة ملائكية كتب من عروقها السلام، سحبت الكرسي الحديدي ذو الأربع أرجل المنهكة لكنه وفي، قاوم وشاب معه وتجعدت أرجله مع يد صاحبه، وضع على طرف الحائط متوسط مابين الباب وبينه وجلس بقوامه الرشيق وبات يوزع السلام على المارة بابتسامته وصوته الشجن والشارع أصبح مرآة للجمال رغم ترابه، كيف لبشر أن يصنع من أرض وبعض رشات المياه مكان يستهوي الجميع.

مرت الساعات ونفذ وقت العصر وشربت الشمس من مياه جدي التي رشها لتبريد المكان، دخل بخطواته وضع كل شيء في مكانه فهو مهووس بأشيائه أو عاشق لها، تعود الذاكرة بخطواتنا المتسارعة أنا وبنات خالي وخالتي الجميلة نحو السطح نرش المكان نحجز الزوايا ونمد أفرشتنا ثم فجأة نقرر النزول، نفترق جزء تحتضنه الغرفة الأخيرة وجزء تحتضنه غرفة الجلوس وتعتلي الضحكات بعدها ونتهامس، في ليلة مر جدي من جانب الجدار ناديناه لنكتة في أنفسنا وقف مستعجلا أخبرناه انطفأ التيار ضحك حتى اصطدم بالجدار اعتلت الضحكات وكأنه صديق لنا بنفس عمرنا لم نشعر أنه يكبرنا يوما كنا نهمس له بأذنه نتوسد أحضانه ونتغزل به بعيدا عن الوصف..

اشتقت لقبلاته الاستثنائية وضحكاته أو إنني اليوم أشهد أنني ظمآنة وهو من يرويني، سيتغير شي بسيط أو اليوم سيتغير كل شيء كبرنا وماعادت الأماكن تحمل ذات الرائحة ولا الجدران تقبل شرب المياه وماعاد الشارع يروي ذات السلام، أما الكرسي هرم وضاعت أجزائه بعد مغادرته أو بالأحرى لم يعد شيء كما كان ولن يعود اليوم، هجرت هذا المكان أنفاسه هكذا شعرت والطريق إلى المنزل أصبح أطول بكثير وخطواتي ثقلت ربما لأنني اليوم تأكدت أنه لم يعد موجود وغادر إلى الأبد.

كل منا فيه جرح لم يندمل بعد والأيام أخذت منه أشياء غالية، كل منا فقد أجزاء منه ولكن البعض منا لم يتقبل هذا الفقدان حتى تزول آثار المكان الذي كان يحويه، حتى تعود عقارب الساعة تسير حيثما توقفت حتى ندرك أن الجدران مجرد جدران وإن من كان فيها كان يمدها بتلك الرائحة، ليتنا لو نستطيع أن ننقل الشوق وبقاياهم على غصن شجرة بجانب عصفور وكل يوم تطوف حولهم الفراشات، الأرض قاسية جدا تنهكهم ثم تحتضنهم بقوه كبيرة حتى تحطم أضلاعهم.

هل جربتم شعور الشوق؟

شعور لايألفه غيرك ولايشعر به إلا وجدانك، إنه أشبه بوجه لذلك الانسان الغائب السارق معه جزء من الروح الذي سبب هذا الشعور اللامألوف بالروح، وحين الشوق له نشعر أن الكون ملأه ماهو إلا فراغ قاتل وروحك حينها تكون في جمع آخر ونود من الشوق الذي بنا لو أننا نملك جناحين فنغادر إلى حيث هم ونتوسد أحضانهم كما الماضي، فنشبع ظمأ أرواحنا العطشى.

يقول الشاعر خميس لطفي:  كنّا وكان على مشارف دهرنا

قدرٌ يباغتنا ويطوي العمرَ في أسفارِه

وتهدهِدُ الدمعاتِ ذكرى الراحلين

والروح والأشواق في آنٍ تحدَّر منهما

جمرٌ تلظَّى باحتضار لقائهم فوق التراب وشوقه المخبوءُ

يرحل نحو دار الخالدين..

احتضنوهم قدر ماتستطيعوا واسقوا الوجنات من قبلاتهم فلا نعلم ماذا يخبئ لنا الغد ربما لن نستطيع حتى شم رائحة جدرانه المتعبة أو حتى إن كانت ستعود خطواتنا ولم يصبح الطريق نحوه دهرا كاملا من المشاعر فالشوق شيء قاتل ونحن الضحايا ننتظر الدور بالرحيل نحوهم أو البقاء في عذاب شوقهم.

العمر
الطفولة
الموت
الحب
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    مقاييس فاطمية: قاعدة لبناء أساس العفاف بين الواقع والمواقع

    النشر : الثلاثاء 24 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    قارورة الانتظار

    النشر : الخميس 11 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    شهر شعبان الأغر وميقات الصلوات

    النشر : السبت 05 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الفطريات عند النساء: ما أسبابها وأعراضها وطرق علاجها؟

    النشر : الخميس 07 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    سورة الكهف.. للمهدويين سور وكهف

    النشر : الأربعاء 03 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    أم البنين.. سيدة المراد

    النشر : الخميس 01 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3748 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 456 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 367 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 310 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3748 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1325 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1194 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 869 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 12 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 12 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 12 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة