تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في حالة هلع وخوف لدى الكثير من الأشخاص، لكن الغريب في الأمر أن بعضهم يرفض البقاء في المنزل لأسباب مختلفة.. فما أبرزها؟
ويدرس أستاذ علم النفس في جامعة "ريجينا" في مقاطعة ساسكاتشوان الكندية، جوردون أسموندسون، تأثير فيروس كورونا من الناحية النفسية، حيث قسّم الأشخاص إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الإفراط في الإستجابة.
القسم الثاني: أشخاص يقعون في مكان ما بين القسم الأول والثالث.
القسم الثالث: قلة الإستجابة.
واتضح أن المفرطين في الإستجابة يشترون جميع مؤنهم واحتياجاتهم الخاصة بهدف أن تكفيهم لشهور طويلة، بينما يستجيب القسم الثاني إلى كل ما مطلوب منهم دون إثارة الذعر.
ولكن، يقع اللوم على القسم الثالث، وهم أشخاص لا يستجبون للإرشادات الصحية، في حال استمر الفيروس في الانتشار، في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر البعض أن هذه المشكلة تقع على عاتق سكان المدن المكتظة أو البلاد الأجنبية.. لكنهم لا يحملون هذا العبء وحدهم.
وقال عالم النفس ومؤلف "The Psychology of Pandemics"، ستيفن تايلور، إن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأقل تأثراً بفيروس كورونا المستجد، لديهم رغبة أقل في الابتعاد عن الآخرين.
ليس ذلك فحسب، وإنما يمكن أن يقل خوف الشباب بالتحديد، بعد معرفتهم أنهم أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وأوضح تايلور أنه لطالما يفكر العالم الغربي، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية، بمصلحته الفردية على حساب المجتمع. وبذلك، يمكن أن تكون هذه العقلية "قاتلة" للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة.
لهذا يدعو العاملون بمجال الصحة والمشاهير جميع الأشخاص للبقاء في المنزل لحماية الآخرين، وخاصة الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي وتزيد أعمارهم عن الـ60 عاماً.
ويتفق علماء النفس أن البشر يميلون إلى التواصل مع الآخرين. ولكن، يصعب على كبار السن، والذين يتعرضون لخطر الوفاة بنسبة أكبر جراء الاكتئاب والوحدة، استخدام أدوات التواصل، مثل "FaceTime" أو "Zoom video conferencing".
وقال أسموندسون: "نحن مخلوقات اجتماعية”، مضيفاً: "لدينا أيضا الكثير من الحرية، لذا يصعب إجراء التغييرات التي نطالب القيام بها".
لذا.. هل يمكن إقناعهم بالبقاء في المنزل؟
ومن خلال تحديد العوامل النفسية التي تساهم في هذه الاستجابات، إما العوامل شديدة التطرف أو المتساهلة للغاية، يتمكن المسؤولون الحكوميون من تجديد رسائلهم لإقناع الناس باتباع البعد الاجتماعي.
ويعتقد البعض أنه يجب استخدام الخوف كعامل لإبقاء الناس في منازلهم، بينما يعتقد آخرون أنه يمكن أن يترتب على الخوف قرارات غير منطقية.
وأخيراً، يقول أسموندسون إنه من الصعب الحصول على توقع واحد حول ردة فعل الأشخاص. ولكن، يتفق الخبراء على أمر واحد، وهو إقناع الناس بالبقاء في المنزل هو أفضل رهان ضد الوباء. حسب cnn عربي
"البلد العنيد" يرفض العزلة بسبب كورنا.. وتحذير من "كارثة"
بينما سارعت كل دول العالم تقريبا إلى فرض عزلة اجتماعية لمنع مزيد من التفشي لفيروس كورونا المستجد، لا تزال السويد خارج السياق الدولي، رافضة الإجراءات الوقائية من الوباء.
وحذر أطباء من أن رفض السويد الدخول في عزلة بسبب تفشي الفيروس، مع ترك المدارس والأماكن العامة والمؤسسات مفتوحة، قد يؤدي إلى "كارثة".
ولا تزال الحياة اليومية في السويد مستمرة كالمعتاد، رغم دخول بقية دول أوروبا في حالة إغلاق عام بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث لا تزال الحانات والمدارس والمطاعم ودور السينما مفتوحة.
وشهدت السويد حتى الآن تسجيل أكثر من 4 آلاف إصابة بفيروس كورونا، و180 حالة وفاة، وتقول الحكومة إن الإغلاق سيؤدي إلى كارثة اقتصادية.
ودعت عريضة وقعها أكثر من ألفي طبيب وعالم وأستاذ الحكومة السويدية إلى فرض قيود صارمة وفورية لكبح تفشي فيروس كورونا في البلاد، وفقما ذكرت صحيفة "صن" البريطانية.
وقالت البروفيسورة سيسيليا سودربرغ نوكلير، خبيرة الفيروسات في معهد كارولينسكا: "نحن لا نقوم بما يكفي. نحن لا نعزل أنفسنا بما يكفي. لقد تركنا الفيروس ينتشر. إنهم يقودوننا نحو الهاوية".
لكن أندرس تيجنيل، كبير علماء الأوبئة، يصر على أن سياسات الحكومة بشأن التعامل مع انتشار فيروس كورنا من خلال رفض الإغلاق العام "ستثبت فعاليتها".
وقال: "نحن نحاول إبطاء الانتشار بما يكفي. لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن القيام بالمزيد من الإجراءات في هذه المرحلة سيحدث أي فرق".
وأضاف: "من الأفضل القيام بإجراءات صارمة على فترات زمنية محددة للغاية، والحفاظ على معدلات التشغيل بحدها الأدنى في مثل هذه الحالات لأقل وقت ممكن". حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات