انتقالكَ من السكون تجاه الحركة يُثْريكَ وقودا، فتتزاحمُ خطواتكَ عن نقطة البداية وتتجه بذلك الاندفاع مقتربا من خط المنتصف، تبدأ قدماكَ بالتباطؤ، والولوج في عناء التردد، وتتقاذف الأفكار: ليس هو!، الطريق متعِب!، لن أواصل المسير، لا زال الهدف بعيدا، هكذا تتوارد الأفكار عند المنتصف فنقف أمام عقبتين إما التقدم والمخاطرة أو العودة.
هناك من يسلبُ تلك العزيمة تحت مسمى الكسل فينتشلُ ما تبقى من هالةِ الإرادة التي لم تَنمَ جذورها، وعَلَتْ بساقٍ طري لذلك لم يُكتبُ لها الإستمرار.
كثيرا ما تتبادر إلى أذهاننا أفكار ومشاريع وأعمال منها ما نفكر به لأجله لأننا نحب أن نعمل ذلك ومنها ما يمثل لنا موردا ماليا جيد ومنها ما هو لأسباب أخرى، في كلِّ ذلك نحتاج إلى عناصر مهمة ترفدنا بالوقود ما إن وصلنا لمنتصف الطريق.
من أهم تلك الخطوات هي:
التخطيط: الذي بدونه لا يُنجز أي عمل وهذا ينبغي أن يشمل كل مجالات العمل حتى تلك المعنوية التي نتغافل عنها، فتكون هي الحاكم!.
(ما العقبات، المسؤوليات، الإحتياجات، الإمكانيات، ثم النتائج) كل تلك الأسئلة من المفرض أن تتقافز عند عمل الخطة المُعدَّة لهذا العمل، ثم توفير خطة بديلة ما إن يحدث أمرٌ طارئ حتى تسعف ذلك العمل.
الإيمان بالعمل: من الجنبة المعنوية هذا الأمر أساسي ومهم لإتمام العمل فغير ذلك بمجرد أن تواجه العمل أي عائقة يتكالب التشاؤم واليأس من إتمامه.
طبيعة الهدف: نبل هدف العمل هو داعم آخر لإكماله والمواصلة فيه حتى تصل إلى المبتغى المرجو.
هذه الثلاثية تطرد ما يعتري طريق إتمام الفكرة من كسل يودى بها إلى التوقف عند خط المنتصف فقد ورد في حديث شريف: (من كَسَلَ لم يؤدِ حقاً، ومن ضَجَرَ لم يَصبرُ على حقّ).
كلنا قد وقفنا في المنتصف وقد نكون الآن في المنتصف فما الذي يمكن أن نفعله حيال السئم.
ما نفعله وبسهولة هو ألا نعير إهتماما لما تردنا من هواجس تعمل على إحباط العمل بل التقدم تجاه تحقيقه، إن المشكلة في الضجر والملل والخوف وغيرها قابلة للحل إذا لم يعمل بها صاحبها، فليس المطلوب ألا نضجر ولا نمل لكن المهم ألا نعمل به ونواصل الطريق.
فيقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (علامة الصبر في ثلاث أولها أن لا يكسل، والثانية أن لا يضجر. والثالثة أن لا يشكو من ربه_ عزّ وجلّ_، لأنه إذا كسل فقد ضيَّع الحقّ وإذا ضجر لم يؤد الشكر وإذا شكا ربَّه فقد عصاه).
اضافةتعليق
التعليقات