لطالما ظن الناس أن الأسبرين يساعد في منع النوبات القلبية، والجلطات، كما أظهرت بعض الدراسات أن له أثراً وقائياً من بعض أنواع السرطان. ولكن دراسات علمية تمحورت حول أضرار الأسبرين توصلت إلى نتائج لا بد من أخذها في عير الاعتبار. ونتيجة لهذا، التزم بعض الناس بشدة، تناول الحبوب التي تحتوي على جرعات قليلة من الأسبرين بعد الإفطار كل يوم (لا تتناوله على معدة فارغة أبداً). لكن الآن، انحدرت مكانته كعقار يصنع المعجزات بعض الشيء، بعد دراسة استعراضية للأدلة التجريبية. نشرت الجمعية الطبية الأمريكية JAMA تحليلاً تلوياً (تحليلاً إحصائياً لنتائج عدد كبير من التجارب، للحصول على استنتاجات حاسمة أكثر)، لارتباط استخدام الأسبرين بمشاكل الجهاز الدوري والنزيف. اتضح أن الخطر المعروف للأسبرين، وهو أنه قد يتسبب في نزيف داخلي، له احتمالية حدوث مماثلة -أو أكبر ببعض الأحيان- من فوائده في الوقاية من النوبات القلبية والجلطات.
من أضرار الأسبرين النزيف الداخلي في المخ أو الأمعاء
يخفف الأسبرين من الدم، وهو ما يساعد في منع تكوّن الجلطات الدموية، ومما لا شك فيه أن الأسبرين عقار جيد حقاً للوقاية لمن يعانون بالفعل النوبات القلبية أو الجلطات. لكن الأشخاص الذين كانوا في هذه التجارب، وعددهم 164.255 شخصاً، لم تكن لديهم أي مشاكل سابقة في أمراض القلب والأوعية الدموية. خضع هؤلاء الأشخاص لمتابعةٍ مدة 6 سنوات بالمتوسط، وخلال هذه الفترة كانوا يتناولون الأسبرين أو العلاج الوهمي يومياً. وهؤلاء الذين كانوا يتناولون الأسبرين، كانوا أقل بنسبة 11% في الإصابة بالنوبات القلبية، لكنهم كانوا أكثر بنسبة 43% في الإصابة بنوبة نزيف حاد في المعدة، أو المخ، أو الأمعاء. من الجدير ذكره أن الباحثين لم يجدوا أي تأثير للدواء على السرطان.
لا يمكن وصفه لكل المرضى أو الأصحاء
الدكتور الزميل الأكاديمي والسريري في طب القلب بكلية الملك في لندن شون تشينغ، قال إن تناول الأسبرين يومياً لا يمكن أن يوصى به للأشخاص الأصحاء. لكنه أشار إلى أنه ما زال من الممكن أن يوصف للأشخاص الذين يعانون خطراً عالياً للإصابة بنوبة قلبية أو جلطة، مثل المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري. لكن، سيكون من المهم أن نضع في الاعتبار خطر حدوث نزيف. وأضاف: «يتطلب استخدام الأسبرين نقاشاً بين المرضى وأطبائهم، في ظل معرفة أن الفوائد المحتملة القليلة يقابلها خطر حقيقي بالنزيف الحاد». تعكس النتائج متوسط احتمالية حدوث نزيف أو نوبات قلبية بين المرضى في كل التجارب. وهو ما يعني أن هناك أشخاصاً من بينهم من سيتحسن بالإقلاع عن الأسبرين، ومنهم من سيسوء. لا تتطابق أجسام البشر بطبيعة الحال، لكنه موقف جديد نحتاج فيه للموازنة بين الخطر الفردي والفائدة، ربما بمساعدة ممارسٍ عام على درجة من الفهم.
إذاً، متى نتناول الأسبرين؟
وتوصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية US Preventive Services Task Force بأن يتناول الأشخاص ما بين 50 و59 عاماً جرعات منخفضة من الأسبرين، لمنع المشكلات الخاصة بالقلب والأوعية الدموية وسرطان القولون والمستقيم. وتحديداً، إذا كان لديهم احتمال لحدوث النوبات القلبية والسكتات بنسبة 10% أو أكثر، ولا يعانون ظروفاً صحية تزيد من احتمالات إصابتهم بالنزيف. وتم حساب المخاطرة عموماً باستخدام عوامل مثل السن، وضغط الدم، ومستويات الكولسترول، والسجل السابق للتدخين، وغيرها من الظروف مثل الإصابة بمرض السكري. بالنسبة للأشخاص ما بين 60 و69 عاماً ولديهم خطر التعرض لمشكلات في القلب والأوعية الدموية بنسبة 10% أو أكثر، يعتبر الفريق أن هذا القرار يعود للشخص نفسه.
احذر.. تناوُله فترة طويلة يضر بالكلى
وكانت غرفة الصيادلة بولاية هيسن الألمانية حذرت من أن تعاطي العقاقير، التي لا تحتاج إلى وصف الطبيب، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، بجرعة عالية وعلى مدار فترة طويلة، قد يؤذي الكُلى. لذا، لا يجوز تعاطي هذه الأدوية مدة تزيد على 3 أيام دون استشارة الطبيب. ويسري هذا التحذير بصفة خاصة على الأشخاص الذين يعانون مشاكل الكلى؛ نظراً إلى أنه إذا لم يتم تصريف بقايا الأدوية عبر الكلى، فإنها قد تتراكم داخل الجسم، وهو ما يشكل خطراً على الصحة. من الجدير ذكره أن الأسبرين يتسبب في سيولة الدم، حتى مع الجرعات الصغيرة الأقل من 100 ملليغرام.
يتكون هذا التأثير في دقائق قليلة، ولكنه يستمر بعد ذلك نحو أسبوع. لذا، ينبغي لكل مَن يُقبل على تدخل جراحي -لدى طبيب الأسنان مثلاً- أن يخبر الطبيب عن الجرعة التي تناولها من حمض الأسيتيل ساليسيليك وفي أي وقت، وذلك لاتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة. حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات