التعليم هو الآصرة المكملة لمجموعة من الروابط التي تتظافر لبناء الفرد، وما دام يشكل لبنة أساسية في تشكيل الأفراد فأن له الدور الهام في المجتمع، آلة التعليم هي المعلم وبدونه لا توجد عملية تعليمية فهو المحور الأساسي لها، وهنا لا بد أن يكون المعلم أنموذج لتكون الحصيلة نموذجية.
وللبحث عن مواصفات المعلم نجد مجموعة منها وانطباع المعلم يكون (أنها مثالية لا يمكن تطبيقها مع طلاب الجيل الحاضر)!.
وبالنظر الى واقع الطلاب وتعدد متطلباتهم وتغير رغبات الجيل مقارنة بصعوبة تعامل المعلمين معهم فلا بد من تحلي المعلم بمجموعة من المواصفات الواقعية التي تتلائم مع ما يريد الطالب وما يعزز الرابط بينهما.
ولوضع مواصفات المعلم من الساحة التعليمية نفسها ومن تجربة التلاميذ أنفسهم أجرى موقع بشرى حياة استطلاع حول المعلم المثال وما هي مواصفاته؟
فأجابت فاطمة الكعبي_ طالبة قانون_ أكثر شيء جميل عندما ينهي محاضرته يبدأ يتحدث عن أهل البيت وشخصية الامام علي عليه السلام والزهراء وكان يقص لنا القصص التي تحمل العبر والدروس الأخلاقية وكان متواضعا وبسيطا إلى أبعد الحدود على الرغم من دراستنا للقانون لكن لا يمنعه من أن يعرّج على الجوانب الدينية.
بان محيي الدين_ طالبة_: د. فضيلة كانت عظيمة، من الناحية الشخصية، الهيئة، الأسلوب وكل شيء، كانت مربّية لنا هادئة جدًا، ورغم ذلك كنا ننجذب لها ونصغي. حريصة جدًا على إيصال المادة للطالبة كانت مادتها "علم اللغة"، حقيقة هذه المادة وبدون مبالغة أصعب مادة مرّت بحياتي الدراسية كلها، ورغم ذلك كانت درجتي جيدة جدا لأنها استطاعت أن تحبب المادة بشرحها دائما تعزز شرحها بتوضيحات وأمثلة خارجية، وترشدنا إلى الكتب والمحاضرات التي تفيدنا، من المستحيل أن نخبرها أن توضح لنا أكثر فتمل أو تضجر، أخلاقها عالية لم تصرخ في الدرس يوما مهما تجاوزن الطالبات.
كانت تخبرنا دوما بأن عدنا هدف إن نزرع فيكم بذرة ونحاول وإياكم ولا بد وان يأتي يوم وتنمو هذه البذرة.
آيات الخفاجي: الأخلاق العالية هي ما تميز المدرس وهذه حقيقة لمستها عند أساتذتي فضلا عن تمكنهم من المادة وأيصالها بطريقة مميزة بشكل مبسط وهذه مواصفات المعلم الجيد برأيي.
أيوب يوسف_مدرس_ :أذكر في الأول الإبتدائي كانت معلمتي الست صبيحة كان لها أثرا كبيرا في مسيرتي، حقا كانت مبدعة ومخلصة، تعامل التلاميذ كأبنائها وإلى الآن أذكر بعض ما تعلمته منها. وفي المتوسطة كان مدرس الرياضيات الأستاذ محمود من أروع المدرسين في طريقة التدريس، وفي السادس أدبي كان الأستاذ عبود مخيف مدرس اللغة العربية، إلى الآن أنا متأثر بأسلوبه في التدريس.
هاجر الموسوي: في ذاكرتي للأبد الست ارمين معلمة اللغة الانكليزية في الصف الخامس والسادس الإبتدائي، لها الفضل ببناء أساسي في هذه اللغة كم أحببتها!، توازيها الست فائزة أيضا مدرسة اللغة الانكليزية في الخامس والسادس إعدادي والتي أكملت ما أسسته لي معلمة الابتدائية.
عمار الشمري_مدرس_: لاشك أن الكمال غير موجود في البشر، ولكن أذكر الأستاذ أكرم مدرس الرياضيات في المتوسطة (ثالث)، كم كان حريصا ومجدا! توفي والده وعاد للدوام بعد يوم فقط ! ودخل علينا مبتسما! ودرسنا في ليلة الامتحان في المدرسة ( ١٤ رمضان) في الثورة. لا أدري أين هو الآن، وأدعو له بالتوفيق وحسن العاقبة لقد كان شديدا ويضرب الطالب الذي لا يحفظ جدول الضرب على ظهر كفّه في البرد، فلما وقع بعضهم ضحية أمامنا (جريت بوش) فحفظته وإلى اليوم أنا أحفظه.
كاظم الحسناوي _مدرس_: ربما كان ذلك في المتوسطة والاعدادية أتذكر أحمد محمد تقي كان مدرسا متمكنا من لغته لا يسمح للطالب أن يتحدث إلا بالفصحى وحين القراءة يحاسبنا بشدة وكان إلى جانب هذا التمكن مرعبا بحق يكاد نلفظ انفاسنا في درسه، كان ديدنه أن يكرم الطالب الأول في اللغة العربية وحصلت على جائزته بحصولي على درجة 95 في نصف السنة وكان ذلك في الصف الثاني المتوسط ولا أدري أين هو الآن؟.
أما في الصف السادس فكنت على موعد بلقاء أستاذنا الأعز عبد اليمه سعد كان بحق أستاذا مبدعا متمكنا من لغته ومن أدواته العلمية له طريقة في التدريس مميزة وأسلوب لطيف يتناغم مع طلاب هذه المرحلة الحساسة أسأل الله أن يحفظه للعلم وطلابه، وهكذا كلما تقدمنا كنا على موعد مع أروع أساتيذ اللغة العربية كخالد عباس حسين، ود.عادل نذير بيري، ود.نجاح فاهم لهم مني خالص الود والتقدير.
ومن آراء الطلبة والمدرسين نستشف أن المواصفات الثابتة في الماضي هي عينها في الحاضر، ألا وهي الخلق وإيصال المعلومة بطريقة محببة وهذه الأدوات يستطيع أي أستاذ أن يستخدمها كونهم مشتركين بنفس وقت حصة الدرس، لكن الفارق الوحيد هو أن يتحمل مسؤولية كلمة (معلم).
اضافةتعليق
التعليقات