لا يبدو تحريك أذرعنا في أثناء السير منطقياً كثيراً، ولكن لماذا نفعل ذلك على الرغم من أننا لا نحتاج إلى تحريك أذرعنا لكي نحرك ساقنا؟!
يوجد لهذه الحركة اللاإرادية التي نفعلها باستمرار، أسباب عدة، كما أنها أسباب عملية للغاية.
إذ تبين أن حركة الذراعين في أثناء المشي تقلل من كمية الطاقة الإجمالية اللازم استخدامها للحركة، وذلك في بحثٍ أُجري عام 2009 بجامعة ميشيغان الأميركية.
وفي البحث، جرت مقارنة استهلاك الطاقة لـ10 أشخاص يسيرون بأشكال مختلفة، وآخرين يمشون وهم يلوحون بأيديهم، وغيرهم يسيرون دون تحريك أذرعهم، كما أُجريت تجارب مماثلة على الأذرع الميكانيكية.
كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يسيرون دون التلويح بأذرعهم يستخدمون طاقاتهم الاستقلابية بنسبة أكثر من 12%، مقارنةً بالأشخاص الذين يسيرون بالتلويح بأذرعهم بشكل طبيعي.
وقد قام الباحثون بربط أذرع الأشخاص الذين هم تحت التجربة بجانبهم؛ لمراقبة ماذا يحدث للناس الذين يسيرون دون أي مجهود يُذكر. اتضح أن هؤلاء الأشخاص رغم تلقيهم المساعدة، استهلكوا مزيداً من الطاقة بمعدل 7% مقارنة بالأشخاص الذين يسيرون وهم يؤرجحون أيديهم بشكل طبيعي.
إذ تحافظ أذرعتُنا المتأرجحة على الطاقة؛ نظراً إلى أن عضلات الذراع لا تضطر إلى العمل بشكل كبير في أثناء حركتها مع القدم.
فيما أكد الباحثون أن السير عن طريق التلويح بالذراع بشكل طبيعي هو أسلوب السير الأكثر كفاءة. ويتحقق ذلك التلويح الطبيعي عند تحريك اليد اليسرى إلى الأمام مباشرة في أثناء السير بالقدم اليمنى، والعكس يتم بالطريقة نفسها.
فيما يتطلب التلويح بذراعك مع ساقيك في اللحظة نفسها، أي التلويح بيدك اليسرى مع السير بقدمك اليسرى استخدام الطاقة بنسبة 26% أكثر من معدل استخدام الطاقة فى السير العادي، كما تعتبر طريقة شاقة ومتعبة جداً للجسم، بحسب صحيفة Mynet التركية.
وتوصل الباحثون إلى ضرورة استفادة المرضى، الذين يعانون مرض الباركنسون والشلل، من تأثيرات تأرجُح الذراع، في علاجات إعادة التأهيل؛ إذ أظهرت الدراسات أن حركات الذراع النشطة تساعد على تطوير مهارات المشي لدى المرضى، وجعلهم يخطون خطوات طويلة.
وإذا حاولتَ قمع الحركات الطبيعية، فإنك بهذه الطريقة قد تُلحق الضرر بالطحال؛ لذا يجب عليك أن تستمر فى السير والتلويح بالذراع بالشكل الطبيعي؛ من أجل سير أكثر فاعلية، حسب هاف بوست.
اضافةتعليق
التعليقات