• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المرأة الثانية في الأولين والآخرين

جنان الهلالي / الأحد 28 كانون الثاني 2024 / تربية / 1310
شارك الموضوع :

كذلك فعلت السيدة زينب فقد عملت بوصية امها كاملاً، وطبقتها، فكانت هي الشخصية الثانية في واقعة كربلاء الأليمة

إن لكل حدث تاريخي عام، ولكل واقعة وقضية تاريخية مهمة أبطال، تتمحور تلك القضية والواقعة حولهم، وتدور على رحاهم، وان حادثة كربلاء، وواقعة الطف، وقضية عاشوراء، لمن أهم الحوادث والوقائع والقضايا، في التاريخ الماضي والمعاصر، وللمسقبل.

فلابد ان يكون لها ابطال يشكلون المحور لها، ويكونون القطب منها، ويحتلون النقطة المركزية فيها، فمن هم اذن ابطال هذا الحدث المهم، وصناديد هذه الواقعة المهمة، وشجعان هذه القضية العظيمة ؟  بلاشك نحن نتحدث عن واقعة كربلاء العظيمة وبطلها الامام الحسين "عليه السلام"، فهو الذي كان كبير بني هاشم وسيد أهل بيت رسول الله ﷺ بعد شهادة أخيه الامام الحسن المحتبى، ولذلك قصده بنو امية بالذات، لأخذ البيعة لهم بالقوة. وكما أُعد الامام الحسين  (عليه السلام) ليكون قائد الأمة بعد جده رسول الله "صلى الله عليه وآله" كانت ربيبة الزهراء "عليها السلام" السيدة الجليلة زينب هي المرأة القيادية بعد أمها الزهراء (عليها السلام). فورثت ابنتها الوفية ابنة علي أمير المؤمنين، كل خصالها الخيرة، وجميع صفاتها الحميدة، والتي على رأسها الحفاظ على حدود الله تعالى وحرمانه، وصون كرامة رسول الله المصطفى وأهل بيته، وعلمتها كيف تقف امام المعتدين  بهم، وتشجب اعمالهم، وتحاججهم بكتاب الله، وتخاصمهم بالعقل والمنطق السليم، وأوصتها بأن تجود بالبذل والعطاء فيما لو استدعى وقوفها بوجه المعتدين الى الفداء والتضحية، حتى ولو كان بالنفس، بل واصعب منه وهو السبي والأسر، لأن السبي والاسر أَمرُ من الموت والقتل على الانسان الغيور.

وكذلك فعلت السيدة زينب فقد عملت بوصية امها كاملاً، وطبقتها، فكانت هي الشخصية الثانية في واقعة كربلاء الأليمة. هذا وللسيدة زينب الكبرى الفضل الكبير - كما لاخيها الامام الحسين في إحياء اسم كربلاء . فانها اشترت باسارتها وسببها حياة كربلاء، بل واستمرار حياة كربلاء، وكذا دوام إسمها رمزاً للتضحية والفداء، وبقاء عنوانها حياً يتفاعل مع النفوس والأرواح، ويتجاوب مع القلوب والعواطف، ويسخر الهمم والأفكار، وينير الدروب والمسالك، ويخيف الطواغيت والجبارين، ويرعب المنافقين والمدسوسين.

وذلك على مدى العصور والأزمان، وكرور الليالي والأيام، حتى قال قائلهم : اقتلوا كربلاء، وحتى خطط مخططهم لابادة كربلاء، ونفذ منقذهم مخططاتها، ولكن هيهات، فان اخلاص السيدة زينب وكذلك اخيها الأمام الحسين في احياء كربلاء وابقاء حياتها، دفعت في كربلاء روحاً قوية لا تضعف ابداً، ونفساً طرية لا تذبل الى يوم القيامة، رغم كيد الاعداء لتضعيفها، ومكر الماكرين لاخمادها وابادتها، وذلك كما صرحت به السيدة زينب لابن أخيها الامام زين العابدين في يوم عاشوراء، وفي ساعة حرجة، كانت المؤشرات كلها، والعلامات الظاهرية بأجمعها، تشير الى موت كربلاء وموت اسمها، وموت النهضة التي قامت فيها، وموت اصحاب النهضة الذين استشهدوا من اجلها، حتى ارتد الناس على اثرها، وكما ارتد الناس بعد رسول الله وانقلبوا على اعقابهم .

ففي تلك الساعة الحرجة، واللحظات العصيبة، والأيام العجاف، تقول السيدة زينب وهي تسلي ابن أخيها الإمام زين العابدين، وذلك بكامل ايمانها ويقينها : ( ينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه، على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن ائمة الكفر، واشياع الضلال في محوه وتطميه، فلا يزداد إلا علواً ).

وأقرت بمواقفها الشجاعة عين أمها، وحافظت بقيمة أسرها وسببها على حدود الله وحرماته، وصانت قدسية جدها رسول الله وكرامة أهل بيته من تهم بني امية وافتراءاتهم . وهذا الذي فعلته السيدة زينب لم يفعله غيرها وغير امها من النساء العظيمات، ولم تقدم واحدة منهن للدين واهله ما قدمته فاطمة الزهراء وابنتها زينب، كما لم تؤثر واحدة منهن في بقاء الدين واهله نزيهاً ومباركاً بقدر التأثير العظيم الذي أثرته فاطمة الزهراء وابنتها زينب، مما يكشف عن ان السيدة زينب هي المرأة الثانية في العالم من الأولين والآخرين بعد امها، يعني المرأة الأولى هي أمها فاطمة الزهراء، ثم هي، ثم بقية النساء العظيمات كخديجة . الكبرى، ومريم العذراء .

وذلك لان فاطمة الزهراء اضافة الى تفوقها في حفظها حدود الله وحرماته، قد جمعت في نفسها كل خصال الخير، وجميع صفات الكمال التي تحلت بها النساء العظيمات قبلها، ثم ورثتها ابنتها الوفية السيدة زينب، فصارت السيدة زينب الوارثة لكل الكمالات لمن كان قبلها، مزدانة بعلو نسبها، وشرف فرعها وأصلها : شجرة خاتم الأنبياء ودوحة سيد الأوصياء. فصارت كربلاء ذالك الوهج الذي يستقطب المحبين والعارفين وقدرشأن اهل البيت والعارف بحقهم بل حتى من الديانات الأخرى.  فكربلاء تقصد طول أيام السنة مرات وخاصة ليالي الجمعة، وفي المناسبات وصارت معهداً تخرج الابرار والصلحاء، والأخبار والأتقياء، ومدرسة تربي الاحرار والأبطال، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، والصارخين بوجه الظلم والاستبداد، والمنقذين شعوبهم من الطواغيت واذناب الاستعمار .

_________________

كتاب الخصائص الزينبية
السيدة زينب
التاريخ
الدين
المرأة
السيدة الزهراء
كربلاء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    كيف تتبع نظاما غذائيا متوازنا؟

    النشر : الأربعاء 16 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يؤثر موقف العمال من المؤسسة على الجودة؟

    النشر : السبت 10 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف يعمل تمدد المخ والموجات اللولبية عند الطفل؟

    النشر : الأثنين 15 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    علاقة الدين بالدولة.. النبي السياسي أنموذجا

    النشر : الأثنين 02 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف ستؤثر التكنلوجيا في مستقبل الطبخ وإعداد الوجبات السريعة؟

    النشر : الأحد 28 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الوظائف الكبدية الرئيسة والتشريح الوظيفي له

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 523 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 422 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 406 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 392 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 376 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1292 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 907 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 688 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 670 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 636 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • الخميس 17 تموز 2025
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • الخميس 17 تموز 2025
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • الخميس 17 تموز 2025
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • الخميس 17 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة