من بعد المقدمة يباشرالشيخ حبيب الكاظمي في ذكر فوائد الزواج فيقول هو ارضاء للغريزة الجنسية وتقديم نسل صالح ويضيف أن ارضاء الغريزة الجنسية ضروري ومفيدة بلحاظ القضايا النفسية وبنظر شرعة الاسلام الحقة وكذلك تقديم النسل الصالح إلى المجتمع وذلك مرهون بتشكيل الأسرة.
وإن العدو اللئيم ومن أجل الحؤول للأسرة لكن عالم اليوم تنكر وبدون حياء لتشكيل الأسرة وكان ذلك من خلال الجماعات التي تدعو إلى الاباحية باسم الحرية والتطور، وعليه يجب علينا وخلافا لما تقوم به تلك التشكيلات الوضعية بترتيب الوضع البيتي وتشكيل الأسرة حتى نتمكن من تقديم نسل خير صالح ومفيد للمجتمع البشري وهذا بحد ذاته يعتبر ضربة لتلك الأفواه الفاغرة الغربية منها والشرقية.
أما الفائدة الأخرى والأهم هي ماحثنا عليه الله في كتابه وهي الهدوء والسيكنة فقال: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)، ويضيف لو تحرينا الطبيعة لعلمنا أن الرجل بدون المرأة يضحى عنصرا ناقصا والمرأة بدون رجل كذلك.
إن الرجل ليستند إلى المرأة بنظر الطبيعة وبنظر الحالة النفسية وإن المرأة لتركن إلى الرجل في هذه الحياة وفي هذا العالم يحتاج كل شخص إلى شخص آخر يفرغ عنده مافي قلبه ساعة الشدة، وعليه فلابد لهما من العيش بعنوان زوج يكمل أحدهما الآخر لذلك يقول الله في كتابه: (وجعلنا بينكم مودة ورحمة)، أي جعلنا بينكما الألفة وهذا الأمر ملاصق للرجل والمودة منذ أن خلقها الله حيث جعل المحبة والمودة والرحمة بينهما هذا إذا لم نواجه اي ضربة قاصمة لهذا السكن المألوف ولتلك المحبة والود الذي حباه الباري لنا منا وعطاء جميلا.
ثم يضيف الكاظمي الضمانات لنجاح العائلة فيقول إن الآباء النموذجيين قليلون ممن يدركوا قيمة هذه الثمرة التي بين أيديهم، وبعدها يقدم سلسلة من النصائح التي أوصى بها الامام علي لابنه الامام الحسن (عليه السلام) ويوصي بعدها ليكن بعلمك أن الأخلاق من أهم الوظائف تجاه أبنائك، لأنك ربيتهم ليكونوا أبناء صالحين، وكن على بينة بأن لا تطالبه بالالتزام الأخلاقي، وأنت تفتقد إليه لأنك لن تصل إلى نتيجة معه في يوم من الأيام.
كما قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم.
وقد ركز أيضا على الجانب العلمي وذكر الآية: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا).
وبعدها يقدم نصائح ذهبية للحياة الزوجية، وقد كان لكيفية تعامل الزوجة مع أهل الزوج جزء من هذا الكتاب القيم، كما أوصى الزوجة بخلق الأجواء الدينية إذ لها مالها من تأثيرات بالغة الأهمية على الحياة الزوجية والأسرية بشكل عام، ويضيف أن تكون ممارسة العبادات الدينية بشكل جماعي، والقناعة التي لابد أن تتحلى بها الزوجة هي من الخصائص المهمة لحياة زوجية خالية من النكد والمشاكل، وعلى كلا الطرفين أن يتواضع أحدهم للآخر فلا يبدي العجب في نفسه لميزة معينة لديه، كما على كل منهما التحلي بالصبر والهدوء والحفاظ على برودة الأعصاب لتهذيب الألسن وتنزيه الكلام.
كما عليكما أن تحاولا جاهدين اصلاح أخطاء بعضكما وعيوبكما فأنتم في النهاية أحدكما مكمل للآخر، ويوصي الكاظمي في جزء من كتابه بعدم الكذب فهو دمار العائلة الأول والأكبر، كما يوصي بالعفة والالتزام بالحجاب الكامل من قبل الزوجة، ويختتم الكتاب الذي غاص فيه بتفاصيل كثيرة لم يكن بوسع مقال حملها بوصايا لأسرة سعيدة.
ونذكر بعضا منها:
- ينبغي التفكير في انشاء ذرية صالحة منذ ليلة الزفاف إلا أن هذه الذرية لا تنشأ إلا في أحضان البالغين روحيا.
- هناك درجات من الكمالات لا يصل إليها الإنسان إلا بالزواج وقد يفهم ذلك من اعتبار أن الزواج اكمال لنصف الدين.
- الزوجة أمانة بيد الرجل وكلما زاد إيمانها كانت مسؤولية حفظ الأمانة أعظم واعمق على الزوج.
- إذا كان منشأ الخلاف قضية شخصية فيمكن حله باقناع الزوجة بأسلوب عاطفي لا يشعرها الزوج من خلاله برغبته في التحكم المطلق بها.
- إن أفضل الطرق للتأثير على الطرف المقابل كالزوجة: المحبة والاحتواء العاطفي.
- إن ذات الدين هي خير من يعين الإنسان على دينه ودنياه ، ولا يخاف منها مادام الدين هو الحكم في كل الظروف .
- لا يهتم العاقل بجمال المرأة التي تربت في منبت فاسد مهما كان ذلك الجمال أخاذاً.
- كما أن بقاء المودة والرحمة منوط بعدم الإتيان بما يوجب سلبهما كذلك الأمر في عالم الرزق الإلهي للزوجين فهو منوط بعدم ارتكاب مايوجب تضييق الرزق.
- الشهوة والغضب سحابتان داكنتان وإذا سيطرتا على الانسان فإنهما تحجبان عنه النظر إلى الشمس.
- إن واقع الحياة الزوجية هو تزاوج بين النفوس وليس مجرد اقتران بدني يغلب عليه الجانب الغريزي لذا لابد أن يحاول الزوجان تقريب الانسجام النفسي فيما بينهما.
- المرأة التي تخاف أن تفقد زوجها عليها أن تملك قلبه وهذا لايكن –بالتجسس- والصياح – والزجر – والتمرد والتهديد، لأنها بذلك تزيده بعدا عنها فهي بسوء تصرفاتها تزجه زجا فيما تخاف منه.
- إن المرأة يمكن أن تستولي على قلب زوجها بالتزيين له، إلا أن هناك من لا تتزين إلا في الأعراس والمناسبات والزيارات، لا لزوجها المسكين فمن وظائف المرأة المؤمنة أن تهيء الجو الذي يشغل الزوج تماما عن الحرام.
13 . من الأفضل للزوجين أن لا يكشفا الأسرار الزوجية لأحد، وخاصة الأهل، لأن أهل المرأة يدافعون عنها، وأهل الزوج يدافعون عنه، فتقع المهاترات والمنازعات والحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
وبذه النصيحة التي سبقت العشرات منها يختتم الشيخ حبيب الكاظمي كتابه القيم للذين يسعون لإنشاء أسرة سعيدة وناجحة بعنوان: كيف تبني عائلة ناجحة، برواية أهل البيت (عليهم السلام).
اضافةتعليق
التعليقات