يحتاج الأولاد وقتاً لمعرفة مدى حب الأبوين لهم، لذلك قال المشرع الاسلامي: أعلنوا الحب وأظهروا لهم اهتمامكم وتقديركم ومحبتكم، دعوهم يرون أنكم تستمتعون برفقتهم.
تسلّوا معهم، استمعوا إلى أسرارهم وأوجاعهم واستغلوا كل فرصة سانحة لتقوية علاقتكم بهم اللعب بالأفكار واكتشاف المفاهيم مع الأولاد تعبير واضح عن الحب حب الأولاد، وحب الأفكار في آن معاً.
جدوا الفرص وهيئوا الأجواء التي تمكن الأولاد من عشق الأفكار، علينا التحلي بالصبر والاستماع للسؤال أو الفكرة كاملة بدلاً من القفز إلى الإجابة قبل أن ينتهي الولد من طرح سؤاله.
وهذا فخ أقع فيه بعض المرات، ففي طور حماستي أوضح أني أفهم ما يقال أجيب عن الأسئلة قبل أن يطرحها وأنهي جملهم بنفسي.
تعج أذهان الأولاد بالكثير من المعلومات المتناقضة التي تصلهم من محيطهم، لذا علينا أن نمنحهم الوقت للتفكير والتأمل بحيث يتوصلون إلى طريقة تفكير حقيقية خاصة بهم.
الأولاد والراشدون شركاء متعاونون وأفراد فريق واحد في لعبة التفكير. دعوا أولادكم يرون مدى تقديركم لأفكارهم العظيمة وإيمانكم بها لتكن أوقات تنمية الأفكار مليئة بالضحك والحب. فليكن هدفكم أن يختبر أولادكم ما أسميه التحليق في التفكير فيشعرون أنهم يحلقون عالياً كطائرات ورقية مذهولين ومعجبين وراضين و مندهشين بأفكارهم الخاصة.
نريد لأولادنا أن يثقوا بأنفسهم ويؤمنوا أنهم أفراد لهم قيمتهم في المجتمع، يتحملون مسؤولية أنفسهم وأفعالهم. نريد لهم أن ينعموا بعقول منفتحة محلّلة.
يمكننا تشجيع أولادنا على التفكير. ليس هناك ما هو أكثر تشجيعاً من إظهار الاهتمام الحقيقي وامتداح الإنجازات المحققة. سوف يتوصل أولادنا إلى أفكار أفضل إذا عرفوا أن أفكارهم تلك محل تقدير كرّروا على مسامعهم مرات عدة في اليوم التعابير التالية: «يا لها من فكرة!» «أحسنتم صنعاً!» أو «رائع!» فالإبداع ينمو مع المديح.
التشجيع أمر أساسي:
لكي تزهر براعم الأفكار. حثوا الأولاد على التفكير بشكل خلاق عبر الإصغاء باهتمام لما يقولون. امنحوهم كل الوقت وأولوهم الاهتمام بالكلام وبحركات الجسد. قولوا لولدكم بوضوح: أنت شخص مثير للاهتمام.
الاعتبار إذا أردنا التحدث مع أولادنا في ما يهمهم فالناس يصغون أو ينتبهون إلى الأمور التي تثير اهتمامهم أو تشكل قلقاً مباشراً لهم. علينا أن نتمتع بدرجة معينة من التخاطر الذهني للتنقيب عن الأفكار التي تثير اهتمام أولادنا بالفعل. نحتاج الأفكار ونترجمها بحيث تلبس طابعاً جذاباً يغريهم. كونوا على الموجة ذاتها معهم وستجدون أنفسكم تشاركونهم ضحكهم وتقولون لهم: لقد سرقتم فكرتي.
تعزيز تقدير الذات من أبرز الأهداف التي يسعى التشجيع على التفكير إلى بلوغها عندما تفكرون مع أولادكم وتلعبون معهم، حفزوهم على الإيمان بأنفسهم عززوا المعتقدات التالية لديهم: «أستطيع فعل ذلك، أستطيع التفكير بطريقة سليمة، أستطيع حتى أن أعلم والدي بعض الأمور». إذا أردنا لأولادنا أن يتمتعوا باحترام الذات وبثقة عالية بالنفس، علينا أن نشجعهم على إيجاد حلقة مفيدة (وليس حلقة مفرغة) حيث تؤدي الثقة بالنفس إلى التحفيز ويؤدي التحفيز إلى طريقة تفكير أفضل وأوسع آفاقاً، وتؤدي طريقة التفكير الجيدة إلى الثقة بالنفس.
قارنوا بين الأولاد الذين لا يملكون تقديراً كافياً لذاتهم وأولئك الذين يتمتعون بتقدير عال للذات، وستجدون أن يقدرون أنفسهم بما يكفي لا يستطيعون تحمّل مسؤولية أفعالهم فلا يغامرون ويبقون على بر الأمان متفادين خوض تجارب محفوفة بالمخاطر. يلومون أنفسهم أو الآخرين على فشلهم.
إنهم كثيرو الشكوك ومفرطو الحساسية. يحتاجون إلى الطمأنة الدائمة والمكافأة المادية يواجهون صعوبة في التركيز، يحبطون بسهولة ويتأثرون بالآخرين.
يستطيعون خوض المغامرات والتصرف بشكل مستقل، كما أنهم قادرون على القيام بخيارات متعددة وقبول التحديات وتحمل المسؤوليات. يتمتعون بروح الدعابة والثقة والقدرة على الإنتاج وهم قادرون.
معاملة الآخرين لنا تؤثر في نظرتنا لأنفسنا سلباً أو إيجاباً عاملوا أولادكم على أنهم أشخاص مسلون، مفكرون أذكياء وسوف يكافئونكم بأفكار مثيرة للاهتمام.
خلال إحدى الدراسات منح الأساتذة علامات مغلوطة لبعض تلامذة الصفوف الابتدائية فحصل بعضهم على علامات غير مبررة تفوق ما يستحقونه فعلاً.
وفي نهاية ذاك العام الدراسي أظهر التلاميذ الذين منحوا معدلات أعلى، تقدماً في نتائج امتحاناتهم. لقد تمت معاملة التلاميذ على أنهم مجتهدون فتجاوبوا بشكل جيد مع جرعة الإيمان بقدرتهم.
المصدر: كتاب تنمية الابداع عند الأولاد في 5 خطوات بسيطة للمؤلف كريستين دورهام
اضافةتعليق
التعليقات