نظرية النمو عن طريق النضج
ترى أن النضج هو المسئول عن النمو الطبيعي والذي يبدو أنه يتم بطريقة منتظمة وغير معتمد على أي تدريب ويذكر كلا من ( جيزيل) أن الشخصية ودرجة النمو والقدرات الخاصة يمكن أن تكون فردية وتختلف من شخص لآخر.
وينظر (جيزيل) وتلاميذه إلى النمـو أنـه محـدد بالفطرة في داخل الأعضاء وأن البيئة ذات دور ثانوي لتكييف السلوك أي أن أصحاب هذا الاتجاه يؤكدون على عامل النضج في عملية النمو. وفي مقدمة أصحاب هذا الاتجاه "جيزل" حيث يقول " إن الجهاز العصبي ينمو وفقا لخصائصه الذاتية ومن ثم تنشأ عنه أنماط من السلوك وهذه الأنماط تحددها عوامل الإثارة من العالم الخارجي وليس للخبرة أي علاقة بها).
وبما أن النضج يعرف بأنه "الحدود القصوى لتأثير العوامل الوراثية" ومن خلال مقولة جيزل وتعريف النضج يتضح في هذه النظرية التركيز على النضج على أنه عملية نمو متتابع يتناول جميع نواحي الكائن.. وتبدو مظاهره في جميع الكائنات وأن النمو:
1. يحدث بطريقة ثابتة ومنظمة ومتدرجة وأن النمو عملية داخلية.
2. أن هذا النمو يشتمل النواحي العضوية والنواحي السلوكية.
3. أن العملية الداخلية للنضج هي التي تولد النمو في ناحية وتنظمه، أما البيئة فهي تكيف ذلك النمو ولا تولده.
4. أن الأفراد يختلفون في درجات نموهم وفي سرعته بناء على المحددات الداخلية (فترة النمو داخل الأعضاء).
نظرية علم الاجتماع الحضاري:
نستطيع أن نقول عن هذه النظرية بأنها ركزت على القوى الاجتماعية والحضارية التي يعيش فيها الطفل وعلى أهمية هذه القوى في تحديد نمو شخصية الطفل، ومنه فإن هذه النظرية تقول بأن الطفل ما هو إلا وظيفة للقوى الاجتماعية الحضارية". أي أنه نتاج ثقافته الشخصية ينتمي إليها وذلك ما يوضحه "أشلي مونتاجو" عندما يشير للشخصية على أنها نتاج التفاعل المستمر بين الأعضاء والمجتمع والمؤثرات الاجتماعية المتفاعلة والثقافة وبذلك فإن:
1 شخصيات الأطفال تختلف في نموها باختلاف الثقافات التي تنتمي إليها فكل ثقافة تنتج نموذجا محددا من الشخصيات.
2 ان طرق إشباع الحاجات الفسيولوجية مثل طريقة الأكل والشرب واللبس وحتى طريقة التخلص من الفضلات تحددها الثقافة التي ينمي إليها الطفل.
3 أن الشخصية نتاج تفاعل مستمر بين الفرد والمجتمع (ثقافته، معاييره، اتجاهاته) وأن ذلك التداخل والتفاعل بين الاتجاهات الطبيعية للطفل وبين الاتجاهات الثقافية تبين الشخصية.
4 أن العادات التي يولد فيها الطفل تشكل ملامح سلوكه وخبراته منذ الميلاد.
وفي ختام هذه النظرية تقول "بندكت" لابد من النظر إلى العوامل البيولوجية، والثقافية، والاجتماعية، النفسية من أجل أن نفهم الطفل فهماً سليما.
ولقد وضح "هانج هيرست" مطالب النمو كما يلي:
۱- مطلب النمو هو المطلب الذي يبزغ في مرحلة معينة من حياة الفرد والنجاح الذي يمكن الحصول عليه يؤدي لسعادة ونجاح الفرد بينما الفشل يؤدي إلى الشقاء والرفض من المجتمع.
۲- مطالب النمو مبينة على عوامل نفسية و حضارية .
نظرية جان بياجيه:
تتحدث هذه النظرية عن النمو المعرفي بالتحديد وهذه النظرية تعد من النظريات التي ركزت على التفاعل بين النضج والتعلم في إحداث النمو المعرفي لدى الطفل. وقد اهتم جان بياجيه:
1 الأبحاث النظرية والتجريبية المتصلة بالتكوين العقلي.
2 درس بياجيه لغة الطفل واستدلاله وأحكامه الأخلاقية وتركيبه المعرفي ونموه الذهني.
3 درس تكوين النمو العقلي وظيفته ومحتواه فالمحتوى هو السلوك والوظيفة هي العملية التي يمتص بها الجديد ليتوافق مع القديم أي أنه اهتمام بالتحديد الوصفي للنمو.
4 ساهم بنظام يبين الخطوط الرئيسية للنمو المعرفي للطفل .
5 ساهم بياجيه بمدخل وصفي للنمو يمثل نموذجا لتطور السلوك من العمر.
6 أن عملية النمو المعرفي تمر بثلاثة مراحل متتابعة وثابتة مع وجود فروق فردية بين الناس في أوقات ظهور هذه المرحلة أو تلك وبين كذلك أن البيئة الثقافية التي يعيش فيها الطفل تؤثر في توقيت هذه المراحل.
ومفهوم هذه النظرية: أن الطفل مع نموه المعرفي يكتشف عدم كفاية معارفه لحل مشكلاته وذلك يسبب له حالة عدم التوازن او (شعور بعدم الارتياح) مما يجعل الفرد يسعى إلى استعادة توازنه أو حل المشكلة التي يتعرض لها وذلك يتم بإحدى طريقتين أما التمثيل ـ وأما التكيف.
1- التمثيل: حيث يدمج الطفل عناصر جديدة في التركيب الموجود (استخدام ما يتوفر لدى الفرد من معلومات بعد تنظيمها في علاقات جديدة (تغيير في النظام المعرفي) .
2- التكيف: حيث يتلائم التركيب نفسه مع العناصر الجديدة .(استدخال معارف جديدة ضرورية لحل المشكلات المسببة للشعور بعدم الارتياح (تغيير في البناء المعرفي).
فالفرد في أثناء نموه المعرفي يعيد تنظيم معارفه من وقت لآخر وذلك من أجل زيادة فاعليتها وقد حدد بياجيه مراحل للنمو المعرفي ويقول بياجيه أن هذه المراحل محددة بيولوجيا من حيث وجودها وتتابعها، ولكن الناس يختلفون في زمن الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
اضافةتعليق
التعليقات