إن التضخم الاقتصادي العالمي نتيجة الحروب المتراكمة وتدهور اقتصاد البلاد نتيجة السياسات الخاطئة كما أن سعر الصرف له دوراً مهماً في الاستقرار النقدي، نظرا لأنّ تغيّرات أسعار الصرف المحلّية تؤّثر على معدّلات التضخّم، لذا فإنّ لرفع سعر صرف الدولار مقابل الدينا أثراً واضحا في ارتفاع المستوى العام للأسعار، لذا فإنّ تحقيق استقرار في أسعار الصرف يُسهم في الحدَّ من التضخّم والسيطرة على معدّلات نموه، ولا سيما أن الإقتصاد العراقي لا يتمتعّ بمرونة جهازه الإنتاجي وعدم تنوعه واقتصاره على تصدير النفط.
وفي ظل هذه الاضطرابات المالية التي يمر بها العراق نلاحظ أن الفئة الغالبة في المجتمع تعيش تردياً في الأحوال المعيشية في المقابل هناك أفراد قد تضاعف ثروتهم بشكل غير طبيعي أو أصبحوا من فاحشي الثراء بين ليلة وضحاها كأن أبواب السماء فُتحت عليهم ليطغوا، إن هذه الفئة من الأفراد يتم تسميتهم بـ (الطارئون على الغنى) الذين استثمروا أموالهم في فساد أخلاقهم، فيمكن تصنيفهم فهم يسيرون وتسير حيواناتهم الأليفة أمامهم كالقطط والكلاب، ونلاحظ استعباد الخادمات من الجنسيات الأخرى بشكل قاسٍ ولا يطاق، علماً أن هذه الخادمة نفسها هي التي تربي أبنائهم وهم يربون حيواناتهم وكأن المعادلة انقلبت، السيارات الفارهة التي يركبوها، وجوههم الغارقة بين حقن البوتكس والفلر حتى فقدت سماحة خلق الله التي خلقنا بها، أنوفهم المرفوعة وعيونهم المسحوبة تحت تأثير عمليات التجميل وهذا ينطبق على الجنسين.
والأسوأ من كل هذا الغرور الذي يتعاملون به وكأنهم الوحيدين في هذا العالم ولو عدنا إلى الواقع نضعهم تحت تعريف (فقراء جداً لا يملكون سوى المال) فإن وسيلة معيشتهم وتقبل الآخرين لهم هو كمية ثروتهم فلو سلبناها منهم يفقدون جمالهم المصطنع وأصدقائهم المجاملين ومعارفهم واحترام الناس لهم لأنهم يعيشون وفق نطاق: معك دينار تساوي دينار، ليس لديك هذا الدينار فأنت لا شيء، فنرى أبنائهم فاشلون دراسياً وفاسدون أخلاقياً يستعبدون كل من يعجبهم من خلال اتصال هاتفي وينجحون دراسياً من خلال الاتصال أيضاً، أحد أسباب انهيار منظومة التعليم الجامعي وتردي كفاءة الخريجين إجمالاً لأن الأخضر واليابس يحترقون معاً بعود الثقاب نفسه.
إن الطارئون على الغنى.. طبقة لا تُطاق، ثقيلة الدم وهي تغزوا المجتمع بالتطبع وفقدان الفرد لصناعة هويته الخاصة فيتطبع بمن يملك السطوة والتأثير فهم ينخرون المجتمع لذا يجب على الآباء والأمهات حماية أطفالهم وأولادهم المراهقين خاصةً من مصادقة هذه الفئة التي قد تأخذهم إلى مكان لا تُحسن عُقباه وطريق الرجعة صعب، حاولوا تفويض المهام لصغاركم لصناعة جيل مسؤول غير مدلل وغير اتكالي على أبويه، أولاد يعينوكم عند مرضكم ويحملوكم بشبابهم وطاقتهم عند هرمكم اجعلوهم عوناً لكم لا عبئاً عليكم.
اضافةتعليق
التعليقات