في الحقيقة لا نُجيد الإجابة عن أي شيء، ونجهل تفسير الكثير من الأمور التي تضعنا الأيام في مواجهتها، لِمَّ؟ لماذا؟ وكيف..! علاماتُ استفهام لا نهائية تُحلق فوق عقولنا، فتتبخر دون أن نجد لها أي جواب. لكن أكثر ما نتمنى أن نجدُ إجابةً له؟ هو لماذا يفعلون ذلك..؟
لمَ يوجعونا؟ لم يتلذذون بالتقليل من شأننا في الوقت الذي نسعى فيه لرفع مقامهم.؟ لم يذكرونا بأخطائنا السالفة، وكأنهم ملائكة منزهين من الخطأ، يعتبرون نضجنا وتغير أفكارنا مجرد تناقض، حين يصل الأمر عندنا يُشعروننا بأن الله سيعذبنا عذاب أليم، ولكن حين يصل الأمر عندهم فإنه غفورٌ رحيم.
الحياة بأعينهم وُجدت لهم فحسب، ولا يرون إلا أنفسهم فيها. المؤلم في الأمر برمته، هو أنهم أقرب الناس لنا، أشخاص تربطنا بهم روابط دم، أو علاقة امتدت لسنوات، أشخاص شاركونا الحياة بحلوها ومرها، ضحكنا وبكينا معاً، لاقينا نفس المصاعب، واجتزناها معاً، فلمَ يفعلون ذلك، ما دافعهم..!
ماذا تُغير الحياة فيهم ومن أين تحتل القسوة كل هذه المساحة من قلوبهم؟ ذات الأشخاص الذين نشعر للحظة أنهم هدية لنا من السماء، هم نفسهم الأشخاص الذين يتركون في أرواحنا اختناقات وأوجاعاً عميقة بظرف لحظات.
كلامٌ مُداف بالسُم، المقاصد المخفية وراء كلامهم مؤلمة جداً، ويوماً تلو آخر ستشعر إنك أعتدت على كل ذلك، بل أن الأمر أصبح طقسٌ لابد منه كل يوم، وفي كل مرة يجرحوك فيها، ستُصبح أقوى، ستعرف كيف ترُد عليهم ردوداً حكيمة، وتحافظ على رباطة جأشك، سيكون لهؤلاء الأشخاص فضلاً كبيراً في نُضجك، ستعلم إن كل محاولاتهم لإيقاعك إنما تؤكد لك إنك أعلى منهم، هؤلاء من سيجعل نجمك يسطع، سيعلمونك كيف تثق بنفسك وتدافع عنها، وكيف تسعى للإيجابية والنجاح، وأذكر أن كاتباً عربياً، حين طبع أول كتاب له، جعل الإهداء في الصفحة الأولى كالآتي :
" إلى مُدرس اللغة العربية، الذي قذف دفتر التعبير في وجهي وقال:
ستموت قبل أن تكتب جملة مفيدة !.."
إشكُرهم من أعماقك، وإبتسم لكلامهم دائماً، تعلم كيف تُحرقهم بنجاحك، وتدفنهم بثقتك، اجعل منهم دافعاً لتقدمك، مثل السهم حين يتراجع لينطلق بقوةٍ أكبر، واعلم أن كل أمر ينتقدوه فيك، هو أمر عجِزوا عن بلوغه، هؤلاء هم سماءك المُظلمة، ولولاهم لما استطعت أن تسطع مثل نجم.
اضافةتعليق
التعليقات