كانت ولازالتْ بؤرة التنمر وبيئته التي ينتشر فيها هي المدرسة، وينشأ عادة بسبب عدم تقبل المجتمع المدرسي للفرد المختلف شكلا أو في الصفات كأن يكون مثاليا وغيرها، والتنمر اليوم يزداد بشكل كبير بسبب مقاييس المجتمع الحالي التي يأخذها من مواقع التواصل، بالرغم من حملات التوعوية وغيرها والعقوبات المقرّة بالقانون إلا أن التنمر لم تخف وطأته، لهذا قدم موقع بشرى حياة استطلاعًا بسؤال (من يقع ضحية التنمر المدرسي؟).
فأجابتْ هدى شاكر (معاونة): الذي يقع ضحية التنمر المدرسي هي الفئة التي تعاني من اضطرابات نفسية أو قلة اهتمام من الأهل بالمظهر أو وجود فروقات في الشكل الخارجي للتلميذ وغيرها من الفروقات الفردية ضمن المستوى العلمي، ولهذه المشاكل حلول مختلفة تقع على عاتق البيت والمدرسة على التوالي، فنحن في البيت علينا أولا البدء منذ الصغر بتعزيز ثقة ابننا بنفسه وتقبله لكافة عيوبه التي لا يمكن معالجتها وتعايشه معها، أما إذا كانت ممكنة التغيير فيجب علينا ايجاد معالجات فورية أو حتى على المدى البعيد لها شريطة عدم تركيزنا عليها ولفت نظر ابننا لايجابيات أخرى تكمن في شخصيته، أما المدرسة دورها تكميلي وأساسي لدور الأهل مثلا متابعة التلاميذ والتقرب منهم ومعرفة مشاكلهم ومحاولة تقليل أعداد المتنمرين بالتوجيه المستمر لأضرار التنمر وماله من أثر عميق في نفوس الآخرين، ومعاقبتهم إن استعدى الأمر، وأيضا تقليل الفروقات المادية الداعية للتنمر بفرض الزي المدرسي، ودعم بطيئي التعلم وايجاد الوقت الاضافي لإيصال ما يصعب عليهم فهمه مع أقرانهم، وغيرها من الأمور التي تبعدنا عن هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف.
وقالتْ نجاح الجيزاني (كاتبة وأم): الذي يقع ضحية التنمر المدرسي هو الطالب سواء من قبل طالب واحد أو مجموعة طلاب، وقد يظن البعض أن التنمر يقتصر على الأقوال فقط، بينما التنمر يشمل أيضا الأفعال، كالضرب واللكمات والصفع واللمس غير المناسب وغيرها من السلوكيات المشينة، وقد تتضح علامات التنمر على الطالب المستهدف من خلال تصرفاته كأن يقوم مثلا بعزل نفسه عن طلاب مرحلته، أو عدم مشاركته للعب معهم، وقد تتخذ تصرفاته مستويات أعمق بكثير كأن يكره المدرسة فيتحجج بشتى الحجج كي يتغيب عن الدوام، مما يؤثر في النهاية سلبا على مستواه الدراسي.
وقال حسن سامي (شاعر وأب): إن التنمر المدرسي مشكلة نفسية بالدرجة الأساس يقع ضحيتها الأطفال الذين لم ينالوا فرصة التعرف على ذواتهم ولم يستطيعوا أن يثقوا بقدراتهم ومزاياهم بفعل البيئة الكاسرة للمجاديف، والجو العائلي الذي لم يفهم احتياجات الطفل التعبيرية فحاول ثنيه ولي إرادته حين أراد أن يقول أنا ألعب، أنا أرسم، أنا أفكر، أنا طفل مختلف، إذن أنا موجود، كذلك المجتمع يحتاج إلى قدر أكبر من ثقافة التعامل مع ذوي الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) الذي ينالون قسطاً كبيرا من التنمر والاستهزاء، الأطفال الذي يشعرون بالخجل المفرط والذين لم يتعودوا على الحياة الاجتماعية وأدمنوا العزلة بفعل عدم تفهم أهاليهم لضرورة أن يتعلم الطفل الاندماج في المجتمع وتخطي صعوبات التواصل الأولى هم من الفئات التي لا تستطيع رد التنمر مما يتسبب لها بأضرار نفسية بالغة تعيش مع الطفل لسنوات طويلة.
وقالتْ ضحى العوادي (باحثة اجتماعية): يختار المتنمرون الأطفال الذين يعتدون عليهم بعناية، وغالباً ما يكون الأطفال الأكثر عرضة للتنمر المدرسي هم: الأطفال الأقل حجماً والأصغر سناً، والذين يبدون ضعفاء الشخصية وغير قادرين على الوقوف في وجه المتنمرين، والذين لديهم القليل من الأصدقاء للدفاع عنهم، والأطفال الذي يُنظر إليهم على أنهم مختلفون عن الأطفال الآخرين (طفل يرتدي نظارة طبية أو لديه لون شعر أحمر أو إعاقة تتمثل في عرج بسيط مثلاً).
وهناك بعض الأساليب والإجراءات التي يجب اتباعها لمحاولة معالجة حالات التنمر المدرسي ومن تلك الأساليب:
1_ تعزيز الثقة بالنفس: محاولة ولي الأمر أو المعلمين المسؤولين عن الأطفال الضحايا مساعدتهم على استرداد ثقتهم المفقودة في أنفسهم.
2_التربية بطريقة سليمة وفق الأساليب الحديثة البعيدة عن العنف: وذلك للخروج بالطفل المعتدى عليه من دائرة العنف التي وضع بداخلها.
3_ محاولة بناء علاقات صداقة بين الطفل ووالديه: وإيجاد حل لتلك العزلة التي قد يلجأ إليها الطفل.
4_ محاولة بث روح الحب والصداقة بين الطلاب وهنا يأتي دور المدرسة في ذلك الأمر.
5_ علاج الطالب المتعرض للتنمر نفسياً إذا لزم الأمر وذلك في بعض حالات التنمر الشديد.
اضافةتعليق
التعليقات