ليس هنالك شخص معاق بل هناك مجتمع يعيق، عبارة نضع تحتها ألف خط وتنحني لها الهامات، فلو تأملناها لأكتشفنا أنها تحمل معاني الانسانية والرقي الروحي التي لا يستطيع أي شخص فهمها أو السير وفق نهجها فهي توجه الضوء على مجتمع هدام مجتمع يهدم شخصية الفرد بدل أن يبنيها، يقتل الموهبة قبل ولادتها، مجتمع هزيل قائم على المظاهر الخداعة والقشور اللامعة ولا يبحث عن الجوهر والقيمة مجتمع ممتلئ بالهشاشة يبحث عن البهرجة الخداعة أكثر من البريق الساطع..
والأهم من هذا وذاك خالي من الانسانية والشعور بالمسؤولية.. الانتقاد هو سيد المجتمع، كل شئ موضوع في طاولة الانتقاد والاستهزاء.
الكثير منا يتعرض يوميا إلى تنمر مجتمعي بجميع أشكاله سواء بالنظرة غير اللائقة وهذا أضعف الايمان اأو بالكلمة الجارحة وأحيانا بطريقة التعامل. ويكون هذا التعدي على حقوق الانسان والتدخل في خصوصياته بطريقة هدامة تحت مسميات مختلفة سواء النصيحة غير المتكافئة أو المزاح غير المنطقي ووو... الخ.
هذا أدى إلى فقدان ثقة الفرد بنفسه والوقوف دون السير في عجلة التطور بل أوصل الناس إلى الهروب من مواجهة المجتمع والفشل بسبب الخوف من لسانهم اللاذع...
هكذا يتعامل الناس في مجتمعنا مع الشخص السليم كيف لنا أن نتخيل كيف سيكون تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مجتمع يتنمر ويضحك على شخص وزنه زائد بمنتهى قلة الأدب والاستهتار فكيف سيتعامل مع شخص مقعد أو شخص مصاب بمتلازمة داون أو يشتكي من إعاقة عقلية أو عاهة جسدية.
فقد تسمع على من يشتكي من أمراض مزمنة أو اعاقة بدنية بمسميات ماأنزل الله لها من سلطان منها منغولي أو مجنون أو أعرج أو أعمى مسميات انتقاصية لا نفكر بمدى تأثيرها على نفسيتهم عندما نطلقها عليهم...
إن هؤلاء الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة رب العالمين قد خصهم بمكانة مختلفة ووضعهم في موضع خاص ومكان مختلف تكون مشاعرهم مرهفة ونفسيتهم تتأثر بكل حركة غير مقصودة أو كلمة تخرج من دون تفكير لذا يجب أن نراعيهم ونعاملهم بطريقة طبيعية، أحيانا نظرات الشقفة التي ننظرها لهم تؤثر بهم وتصرف غير مقصود يزعجهم أو سؤال فضولي لمعرفة اعاقته وأسبابها يتسبب في خجلهم وجرحهم بصورة غير مقصودة.
لذا يجب أن يكون التعامل معهم بحذر وعدم التركيز على الاعاقة والتعامل معهم بكل أدب واحترام، والأفضل أن يكون التصرف معهم بشكل طبيعي.
لا بد أننا جميعاً كبشر يحتاج بعضنا بعضاً، لكن هذه الحاجة التي تؤدي إلى مساعدة المعاق يجب أن لا تكون مقرونة بالشفقة والعطف، حتى لا تفرض عليه النظرة الدونية وتجرح مشاعره وأحاسيسه.
وأتمنى أن ينال ذوي الاحتياجات الخاصة رعاية خاصة من المؤسسات المجتمعية والدولية من خلال تفعيل دور مؤسسات المجتمع في رعاية المعاقين، من أهم الأمور للارتقاء بالمجتمع مع أهميه الإهتمام بالتعليم لهذه الفئة وأن يكون التعليم مناسبا لطبيعة اعاقتهم، أيضاً يجب تأمين السُبل التي تُسهِم في مُساعدة المُعاقين على العيش بشكل طبيعي مثل تواجد الممرّات الخاصة بذوي الإعاقة الحركية، وتزويد المركبات بمكان مُناسب لهم لتسهيل تنقّلهم، ووجود إشارات مُعيّنة لذوي الإعاقة البصرية يستطيعون تتبّعها في المسير وغيرها ما يتناسب مع كل نوع أو شكل إعاقة، والتي تهدف إلى أن يكون للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إمكانية مُمارسة حقوقهم وواجباتهم مثل غيرهم من الأشخاص العاديين.
علينا أن لا نعاقب المعاق على ذنب لم يرتكبه بل ابتلته به الحياة وأن نأخذ بيده ونساعده في هذا الاختبار الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، لنقف وقفة حب واحترام واجلال ونضم صوتنا إلى صوتهم ولنأخذ بأيديهم لننهض بمجتمعنا ولنصنع معاً مجتمع المساواة مجتمع يقدم الواجب ويعطي الحق (مجتمع الأصحاء نفسيا وفكريا وروحيا).
اضافةتعليق
التعليقات