تتعدد أسباب علاقاتنا ومودتنا للأشخاص فكل شخص يقترب إلى صنف معين من الناس حسب رغباته وميوله ومبادئه لذلك نرى في أغلب الأحيان هناك أمور مشتركة تكون حلقة الوصل لارتباط شخصين إما أمور مادية أو معنوية أو اجتماعية و....
هذه العلاقات تستمر باستمرارية السبب فإن زال السبب ستفقد العلاقة ماهيتها وتنتهي، قد نرى جماعة من زملاء العمل يكونون في علاقة قوية مع بعض ولكن بانتهاء الشراكة أو فقد العمل يفقدون تلك الرغبة في المواصلة فقد كان السبب الذي جمعهم العمل والأرباح المادية.
وقد تستمر العلاقة بسبب وجاهة الأشخاص ومكانتهم الاجتماعية بمجرد تغيير الأماكن ربما تفقد العلاقة جوهرها وتنتهي إلى شخصين لا يعرفان بعضهما البعض!
لو ننظر إلى العلاقات سنرى بأن هناك دافع يدفع الإنسان ليقترب إلى الشخص المطلوب، وبعدئذ سيبحث عن الاستمرارية وعن المزيد من الأموال، الحب، الشهرة و.. بما إن المرء يبحث عن الضمان عند شراء الأشياء كذلك يميل بطبعه أن يحصل على الطمأنينة ويحصل على تجارة مربحة في هذه الحالة يدرس الموضوع وكيف يمكنه الحفاظ على العلاقة أو الخلاص منها أو الحصول على شخص أفضل يقدم له أمانيه على طبق من ورد.
يا ترى أي شيء يضمن الاستمرارية؟
فنحن محاطون بأنواع البلايا والغدر والمصائب، كيف نستطيع أن نضمن النجاح والبركة؟
ورد في القرآن الكريم: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
من يدفع أمواله في سبيل الله سيرى هذه النتيجة العظيمة مابال من يدفع وقته وحياته ونفسه في سبيل الله سيدخل في ضمن قائمة العظماء والفائزين ويحصل على تجارة لن تبور، التجارة مع الله تجارة سليمة ونقية بعيدة كل البعد عن الغدر والظلم، تجارة رحيمة حيث الله جل جلاله هو الرحيم بنا ويرعانا ويعطينا أكثر مما نرغب ونتوقع.
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ.
عندما نقدم يد العون للآخرين ويكون هذا العمل لله سبحانه وتعالى كيف تكون طبيعة هذه المساعدة والمحبة؟
عندما يكون الله فوق كل شيء ونستشعر القربة إليه في كل شيء كيف تكون طبيعة أفعالنا وتضحياتنا، بالتأكيد في هذه الحالة لا نرى سوى الجمال في كل شيء كما كانت مولاتنا زينب تخاطب الطاغية يزيد: ما رأيت إلا جميلا.
هكذا تتغير نظرتنا للحياة لأننا في صفقة تجارية مع العلي الأعلى، نجد رأفة الله في كل شيء حيث يريد لنا الارتقاء، أعمال بسيطة لها أجر كبير كما قال الامام السجاد (عليه السلام):
من زار أخاه في الله طلبا لانجاز موعد الله شيعه سبعون ألف ملك وهتف به هاتف من خلف ألا طبت وطابت لك الجنة، فإذا صافحه غمرته الرحمة.*١
وقال عليه السلام: نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة.*٢
كل شيء مهدد بالخراب والفساد والغدر إلا ماكان لله، كل العلاقات مهددة إلا إذا كانت لله.
عندما يكون لدينا كنزا كبيرا سنحاول أن نضع له حُراسا أو نضعه في خزانة كبيرة ف كل منا سيختار الحارس المناسب قد يكون هذا الحارس شخص أو آلة حفاظ أو بنيان من حديد، ياترى كيف نحمي علاقاتنا بمن نحب؟
هل نستطيع أن نضع العلاقة بين جدران كي لا تصلها الأذى؟
نعم نستطيع أن نضعها في حصن الله، بقراءة سورة، صلاة، زيارة أو دعاء....
لنختار حارسا يناسب حجم علاقتنا ياترى من سيكون الحارس؟
اضافةتعليق
التعليقات