• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من وصية الامام المرتضى لابنه المجتبى: كيف ننظر إلى الرزق؟

فاطمة الركابي / الخميس 29 تموز 2021 / تربية / 2309
شارك الموضوع :

لذا قد يُحرم الإنسان من أرزاق كثيرة مادية ومعنوية على أثر هذه النظرة

نعم، كلنا نؤمن كموحدين أن الرزاق هو الله عز وجل، ولكن هل حقًا أننا مطمئنون بحقيقة أن رزقنا بيده وحده، أم إن هناك شركاء خفيين يظهرون عندما يُختبر الواحد منا برزقه، إن زيد له فيه أو قُتر به عليه؟

وهذا سؤال جوهري لنعرف حدود فهمنا للرزق ومدى عمق علاقتنا بالرزاق؛ إمامنا المرتضى يجيب عنه بوصيته لإمامنا المجتبى (عليهما السلام) في هذه الفقرة: [واعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُه ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ؛ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِه أَتَاكَ؛ مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، والْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى](١).

نوعا الرزق

فقول الإمام (عليه السلام): [أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُه ورِزْقٌ يَطْلُبُكَ]، -كما يبدو- هو إما رزق أنتَ بجدِكَ واجتهادكَ وهمتكَ، ومقدمات تهيئها [لتطلبه] ممن بيده تقدير واعطاء الأرزاق، فتعطى إياه وفق المصلحة والحكمة الإلهية، وتكون عندئذ مستقبلاً وممتنًا أين كان مقدار الرزق أو نوع العطاء.

وإما إنه رزق [يَطلبك]، فهو ذاك الذي لم تطلبه وطلبت غيره، ولكنه الأفضل لك فأتاك تفضلاً منه سبحانه، أو كأن يكون ذاك الرزق الذي دعوت بشكل عام بأن تُحصله، فأتاك يطلبك بعنوانه الخاص، أو تلك الحاجة التي قضيتها لهذا، أو الكلمة الطيبة التي غرستها في قلب ذاك، أو الصدقة التي انفقتها ما طلبت في قبالها إلا وجه ربك الكريم، فتعود إليك برزق يطلبك منه جل وعلا.

ثمرة معرفة هذا التقسيم للرزق

ثم إن الإمام (عليه السلام) بقوله: [فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِه أَتَاكَ] يركز حقيقة في نفوسنا جميعٍا أننا بكل الأحوال علينا أن نطمئن أننا كلنا مرزوقون بل وأرزاقنا جارية، فلا يوجد شخص تعالى يغدق عليه بالعطاء وآخر يحرمه، حاشى فهو أكرم الأكرمين، وأوسع المعطين!.

وهذا من المفترض أن يجعل الإنسان المؤمن  يشعر بأنه مكفول فيعيش سعيدًا مرتاحا، وبالنتيجة ينعكس حتى على حيويته ونشاطه في طلبه للرزق، لأنه سيكون [مطمئنا] أنه لن تخيب مساعيه، ولن يعود خالي اليدين في أي محاولة أو جهد يبديه، فلابد أن يُجازى ويُعطى عليه، وإن كان في غير الموضع الذي جَد وسعى فيه، لكنه سينال حظه ورزقه طالما إنه سعى وطلب، هذا أولاً.

وثانيًا سيكون [مستغنيا نفسيًا]، فلا يمدن عينه على أرزاق غيره، بل عينه على ما أنعم عليه تعالى وفيما رزقه من رزقه الوافي الكافي، فكم من رزق ظاهره قليل لكنه الأعظم والأجمل والأحلى لأنه رزق لا شبهة ولا حرام في كسبه، قد وفق صاحبه إليه..

أثر عدم ترسيخ حقيقة أن الرزاق هو الله تعالى

ثم قال الإمام (عليه السلام): [مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، والْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى]، فالإنسان الذي يجعل لله تعالى شركاء في طلبه لرزقه؛ الإمام (عليه السلام) يعبر عن هذا الفعل بأنه فعل يجعل الإنسان [قبيحا]، لأنه سيخضع لإنسان مثله، ظنا منه أن هذا الخضوع سيبلغه نوال حاجته! بينما تعالى [جَمَلهُ] وأعزه بأن جعل رزقه بيده وحده، وما الخلق إلا وسائط مُسَخَرة لبعضها البعض بإذنه تعالى.

والأقبح من ذلك هو سوء تعامله مع الخلق متى ما بلغ حاجته واستغنى عنهم، واستهانته بمن لا يَرتجي منهم معونة أو يرى فيهم قدرة لتلبية حاجة من حاجياته، مع إن الصنفان هما مثله خلق ضعيف لا حول ولا قوة له ألا بالله تعالى.

لذا قد يُحرم الإنسان من أرزاق كثيرة مادية ومعنوية على أثر هذه النظرة - سواء الخضوع لمن مكنه تعالى، أو الإستعلاء لمن لا مكنة له- بينما المطلوب هو توجيه بوصلة القلب للرزاق ليكون صاحبه من أهل الخضوع للرازق وحده، ومن أهل التواضع والإحترام لجميع الخَلق، ليتذوق أرزاق الله تعالى، ويراها بقلبه قبل عينيه، ويستشعر بنزولها بوجدانه قبل أن يلمسها بكلتا يديه.

____

(١) شرح نهج البلاغة لبن أبي الحديد: ج ١٦، ص ١١٢

الامام علي
الامام الحسن
التاريخ
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    لماذا أصرت السيدة زينب أن تكون هي السباقة في نقل وقائع الطف؟

    النشر : الأربعاء 06 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    انا أُم عربية

    النشر : الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    رمضان.. كيف يمكن تعويض الامتناع عن الشرب طوال النهار؟

    النشر : الخميس 20 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الإمام الحسين.. فجر كل إنسان

    النشر : الأثنين 08 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الكمامة وحكاية الشهرة

    النشر : الأحد 01 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأمل.. غذاء المنفيين

    النشر : الأحد 25 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 848 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 761 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 442 مشاهدات

    ساعي بريد الحزن

    • 379 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1345 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1214 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1061 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 19 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 19 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 19 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة