يعرف الجميع الدور الإعلامي الكبير الذي لعبته السيدة زينب في نقل وقائع الطف إلى المجتمع آنذاك، فمع الوضع الصعب والمصيبة التي كانت فيها إلا أنها وضحت الحقائق في مجلس يزيد ومعاوية وبينت تفاصيل ما حدث أمام الملأ.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا السيدة أصرت أن تسبق الطرف الاخر في نقل الاحداث التي حصلت في كربلاء؟!
وذلك لأنها لو سمحت للعدو أن ينقل الوقائع لحرفها وغير فيها ونقلها إلى الناس بوجه آخر، ولو لم تؤدي السيدة زينب (عليها السلام) دورها الإعلامي بعد واقعة الطف لوصلت إلينا الحقائق بصورة مزيفة، ولشوهوا الحق ولبسوه رداء الباطل مثلما حصل مع اعلام معاوية عندما شوهوا الحقائق وأقنعوا الناس بأن علي (عليه السلام) لا يصلي!
فالخيبة التي شعر بها العالم آنذاك والندم الذي عاشوه بعد مقتل الإمام الحسين هو بسبب كلام السيدة زينب واعلامها واشهارها لما فعلوه بآل الرسول.
فلو لم يحصل ذلك لاستمرت الأمة في بطلانها وبقيت على جهلها ولما استقامت ولما بقي للدين أثرا.
ومن هنا نستنتج أهمية التبليغ والاعلام، وأهمية التسابق في هذا الأمر وأن لا نسمح للعدو بأن يسبقنا في نقل الأحداث لأنه بلا شك سيحرفها وسينقلها وفقا لما يتلاءم مع مصالحه الشخصية.
وهذا الأمر ليس بعيدا علينا، فبعد دخول داعش شاهدنا كيف حاول اعلام الباطل أن ينقل إلينا الأخبار الزائفة وكيف شوه وجه الحق ولقب الفئات الشبابية التي ذهبت إلى جبهات الحق تاركة أهلها ومالها من أجل الدين والوطن "بالميليشيات" وكيف حاولت أن تتهمهم بالسرقة والنهب!
هذا هو اعلام معاوية يكرر نفسه في كل زمان ومكان، لهذا السبب يجب أن نهتم جدا بنقل التفاصيل والأحداث في الكبيرة والصغيرة، ونخلد الوقائع بالصور والمقالات والفيديوهات والرسم... الخ.
فحتى هذه المسيرة المليونية الأربعينة ليست إلا صرخة حق في وجه الباطل من المهم جدا توثيقها ونشرها إلى الناس، لكي يتعرف العالم على هذا الإنسان الذي ضحى بنفسه وماله من أجل الدين ونبين الهدف السامي من هذا الزحف المليوني الذي يحصل في كل عام.
ولا نسمح لأي عدسة باطلة أن تشوه المفاهيم التي تبثها هذه الزيارة، ونتذكر بأننا في ماراثون مع الباطل، ويجب أن نبذل مسعانا في الوصول أولا، ونكتسح الساحة ولا نسمح للجمهور أن يلمحوا للباطل أثرا!
اضافةتعليق
التعليقات