هلعٌ سيطر على الناس في العراق منذ انتشار مرض الكورونا وللتلاعب بإسمه حكاية أخرى فمن اسم السيارة (الكرونا) إلى اسم باكونا تآلفا مع الوضع السياسي وغيرها من الأسماء التي ما انزل الله بها من سلطان، هذا المرض الذي أجج دخان الحرمل في البيوت العراقية فالنساء أشعلنه للتخلص من المرض ظنا بأنه يطرده وذلك قبل أن يكتشف له علاج أو مصل لمعالجته!.
ثم انتقلنا إلى حكاية الكمامة التي ارتفع سوقها مؤخرا ابتداءً من حكاية المزاح المستمر بين الشغب والشعب والغاز المسيل للدموع، وتكرار حكاية توم وجيري بين الفئتين والتي راح ضحيتها عدد من شباب البلد الغريق بالسرقات، بدأت الكمامة تظهر كبطل في ساحات الإعتصام وما إن يحدث هجوما حتى بدأ النداء إلى قاعدة الكمامة لتتأهب بأنواعها وتستعد، وللتحدث عن انواعها سيرة أخرى المفلترة منها وذات الاذنين وغيرها، ومواقع التواصل مُلِئت بالصور المرافقة للكمامات، وحصلت على مجموعة من الإعجابات والمشاركات.
وفي مرحلة انتشار المرض ارتفعت اسعارها وزاد الطلب عليها حتى نفذت من كل المذاخر التي احتفظت بها لسنوات من غير اهتمام بها، ومنهم من حافظ على تحديه للمرض أو شعر بالخجل تجاه ارتدائها، ومنهم من شعر بالتسليم وهذا الصنف الأخير من الناس هو الأكثر في العراق، حيث يردد عبارة: (اذا راد يصير بينة المرض تلزمة كمامة؟) هذه العبارة التي سمعتها في أحدى المركبات العامة ولا أدري هل هي اقرار بقوة الفايروس أو بضعف الكمامة!.
بعد ذلك علقتْ إحدى النساء كبيرات السن (كلمن يموت حد يومه) هذه العبارة التي أنزلت السكينة على جميع من في الباص، ثم أضاف أحد الذين ظهرت عليهم سيماء الثقافة هذا المرض هو حرب بايلوجية أطلقته دولة على دول خالفوها لذلك انتشر في دول دون أخرى كأن الكمامة فهمتْ الأحجية.
وفي قبال ذلك كانت هناك شخصيات قد حجرتْ نفسها في منزلها مع كمامات تُلبس ضد الكيماوي لا ضد الأمراض العادية، مع استخدام أنواع المعقمات، ولا تتعامل مع أي شخص من خارج العائلة، واني لأظنهم أول المصابين مستقبلا بالمرض.
في نهاية الحديث لا بد أن نؤمن بأن كل شي بيد الله مع ضرورة الالتزام بالتعليمات الطبية، وعدم الانخداع بالتهويل الاعلامي كون نسبة حالة الوفيات قليلة مقارنة بغيره من الأمراض الأخرى.
اضافةتعليق
التعليقات