طوال سنتين من التفكير والبحث والاطلاع كنت احاول الإجابة على تلك الأسئلة التي تشغل تفكيري والتي كانت متمثلة بالآتي:
١- لماذا نحن بهذا الإحباط؟
٢- لماذا المرأة أكثر نشاط وحيوية وفعالية من الرجل؟
٣- لماذا هذا الاستسلام القاتل؟
لماذا ولماذا ولماذا الواحدة تتبع الأخرى ولا توجد إجابات، إلى أن صدمت قبل سنة بطفل كان يعاني من مرض السرطان وقد اخبرتني والدته بأنه في آخر مراحل المرض ولم يبقَ له سوى أيام معدودات، فتحدثت معه وكانت ابتسامته ساحرة وسألته عن أمله وليس عن أحلامه المستقبلية لأن الأمل هو أكبر بكثير من الحلم، فأخبرني بأن أمله أن يمد الله في عمره لكي يدرس ويتفوق ويخترع علاج نهائي لمرض السرطان لأن جرعات الكيماوي مؤلمة جداً لا يستطيع أحد تحملها...
كان ذلك بمثابة الصعقة الكهربائية بالنسبة لي وتركته وعدت إلى عملي لكن عدت وانا خجلة من نفسي، وكان السؤال هنا ما الذي ينقصني كي اكون بتلك الطاقة، ما الذي ينقصني كي أحقق ذاتي، وما الذي ينقص الشباب كي يكونوا ناجحين وأصحاب فكر واع.
وعندما عدت إلى التاريخ والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وجدت أن الأنبياء هم أكثر البشرية الذين عاشوا مع الأمل ولم يفقدوه لأنه كان مقرون بقدرة الله عليهم... فنذكر قصة نبي الله يعقوب عليه السلام لأنها تبدو مألوفة ومعروفة لدى الجميع إلا أنه لم تعطى أهمية من قبل الشباب فقد اجتمع بنو إسرائيل على أن يوسف قد مات ولا أمل برجوعه لأن الأموات لا يعودوا ،لكن بقى ذلك الأب يدعو الله ليلا ونهارا وهو على يقين بقدرة الله، وأمله لم يمت برغم كثرة الأقاويل... وشاء الله وعاد يوسف وعادت معه الحياة لبنو اسرائيل.
وكما هو حال نبي الله أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله بالمرض وابعده عن أهله وأعماله إلا أنه لم يفقد الأمل وكان يدعو الله ان يكشف ذلك البلاء..
الكثير والكثير من الروايات والدروس والعبر التي تختلف من شخص لآخر ومن قصة لأخرى إلا أنهم جميعاً يدخلون تحت مظلة الأمل لحمايتهم من اليأس الهاطل عليهم كالمطر..
فالأمل هو ذلك البصيص الخافت من النور الواقع في نهاية النفق، هو تلك النجوم المضيئة وذلك القمر المنير في تلك العتمة، هو شروق الشمس في كل صباح ، هو البداية لكل شيء..
هو ذلك الانتظار الممزوج بالشوق واللهفة والمتعة والصبر والعمل المتواصل للوصول لشيء ما قد لا يحدث وقد يحدث أي أنه انتظار المجهول بلا تعب ولا ملل ولا كلل..
كما جاء في كتاب الله عز وجل، بسم الله الرحمن الرحيم، ((فإن مع العسر يسرا (٥) إن مع العسر يسرا (٦) )).
عندما يخبرنا الله جل جلاله أن اليسر يأتي مع العسر فيجب علينا أن لا نيأس في أن الغد سيكون أفضل من اليوم وأن الساعه التالية ستكون أفضل من الآن..
يحتاج كل منا إلى خلوة مع نفسه وأن ينظر إلى النص الممتلئ من الكأس ويسعى لجعل الكأس يمتلئ بالعمل والنجاح مهما كان بسيطا، وأن ينظر إلى نفسه وينحني لها تقديرا واعتزازا بعد كل عمل قامت به وأن يخبرها بأنه ينتظر منها الأفضل..
إن الطموح والإصرار والعزيمة والنجاح لا يقتلهم سوى الجلوس والاعتماد على الآخرين في إنجاز الأعمال.
لنبدأ من الغد بل من الآن ولنعمل ولنصنع لأنفسنا وللأجيال القادمة مستقبلاً أفضل يرضي الله سبحانه وتعالى..
الأمل لا يموت حتى وإن متنا فيبقى أملنا في الله تعالى أن يدخلنا الجنة..
اضافةتعليق
التعليقات