أبي انّ الحياة قاسية معي، لم اكن محظوظ كباقي اخوتي، ازداد حبا وشوقا لرؤياك كل يوم، يحنّ قلبي لك حين تذكر امي اسمك وهي تناغيني، فتهفو روحي إلى رؤياك، كل يوم تحضنني امي وترتّل على مسامعي ذكراك، تبكي بصمت لكن دمعتها تفصح عن الوجع المكتوم في داخلها، من يستمع الى صوت زوجة فقدت شريك حياتها واب اولادها، صوتها مبحوح ملتف بجروح ثقيلة، فقد كنت نعيم لحياتهم، ومصدر سعادتهم.
ولكن أين أنت يا ابي انا الوحيد الذي لم تترك له قبلة على جبينه، لم تمسك يدي كبقية اخوتي، لم تطعمني، تدثّرني، تلاعبني، تركتني وراءك اسمع نواعيك لا صوتك، والنظر إلى صورك لا وجهك، لطالما تمنيت يا ابي ان أعيش معك، وأقبّل وجنتيك، وأنعم بقربك، أبي هل تسمعني هل تراني، هل تشعر بوجودي...!
صغيرٌ جدا انا يا ابي حتى ان عدد ايام رحيلك تكبر سني، كم تعبت امي وهي تحاول ان تهدئني وتعوضني عن فقدك، وكم قبّلتني بدلا عنك، أماه لا تحسبيني صغيرا لا أشعر بحرارة قلبك، انما صرختي تزفر عني، تصبري واحتسبي، انفاسكِ تقيضها بين شهقة وزفرة..
روحي معلقة بين السماء والارض، اناجي النجوم لعلها تعرف عنك شيئا فتخبرني، ايتها النجوم العابرة في كل حين احملي دموع الشوق المتناثرة فانا يتيم صغير لا اقدر على حملها، ايتها النجوم اخبريه عن حالي وحال اخوتي، اخبريه عن امي و كيف تحفر الدموع في قلبها وتوكد الاحزان في قاع روحها، عبرت اقطان عمرها فكادت تقارن في الاربعين من عمرها، وقولي له اني ادركت انه لن يعود بعد، ابي تمنيت لو كنت في وداعك فلربما اقتطفت منك شيئا من حنانك، من علمك، من وسامة وجهك، اعلم انك تقرأ هذه الرسالة، وتسمع صوتي انا من ذخرته لفقدك، انا محمد باقر عمري الان تسعة أشهر..
اضافةتعليق
التعليقات