تحتوي كراسات الدراسة الخاصة على العديد من الرسومات والشخبطات وربما لوحات لها معنى قمنا برسمها خلال محاضرة طويلة أو مملة، هذا السلوك الإنساني لم يقتصر عليك أو على عدد محدود من الأشخاص ولكنه سلوك يكاد الجميع يقوم به وهو سلوك فطري يقوم به الجميع خلال ظروف معينة ومنها المحاضرات الطويلة.
أو قد تكون المحاضرة مملة لهم وقد يكون في أذهانهم أفكار أو هموم تشغل بالهم بعيداً عما يدور عنها، فيظهر ذلك باللجوء إلى الورق والقلم والشخبطة بالكراسة التي أمامه كنوع من الهروب أو تمثيل الإنتباه ولكن بطريقة مختلفة وهي مسك القلم والورقة والشخبطة برسومات كالوردة أو العين أو شجرة وهناك من يرسم دوائر متداخلة أو مربعات وقد تكون هناك خطوط أو زخارف مختلفة هي تبدو عشوائية ولكنها تحمل دلائل ومعان وخاصة عند علماء النفس.
فقد تكون هذه الشخبطة نابعة عن حادثة أو تأثير نفسي عميق في ذاته وبهذا الاجراء العفوي انسكبت على الورق بهذه الطريقة لتفصح عن مكنونات نفسية وسلوكية مهمة.
في الغرب بدأوا باستخدام الرسومات كدراسة للنفس البشرية وما تحمل من طيات مخفية واعتبروه اسلوب فطري يمكن قياس ما يصدر منه وليست مجرد وسيلة للهروب من شيء ما أو للتسلية
بل هي وسيلة مثبتة علمياً لراحة النفس وعلاج مشاكل الصحة النفسية ويبدو مصطلح العلاج النفسي بالفن له جذور عميقة عالمياً، وتستعين به العديد من مؤسسات الطب النفسي والصحة العقلية ومن المعروف أن الفن لا يحتاج إلى امكانية الوصول إلى أجزاء مختلفة من العقل ما يشمل استكشاف مجموعة كبيرة من القضايا تتراوح ما بين صدمة الطفولة أو الذكريات المكبوتة والصراعات المهنية والمشاكل العاطفية والاجتماعية.
ولكن الأمر في بداياته كان ينظر إليه نظرة ريبة وشك وخاصة أن بدايته كانت في عشرينات القرن الماضي.
كيف يمكن للفن أن يعالج النفس؟
على الرغم من أن فكرته شائعة منذ ذلك الوقت وساعدت الأدلة القصصية من المرضى وآراء الفلاسفة والفنانين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم على جعل هذا العلاج مشروعاً ونهجاً محترماً، ويتم تقديمه في الوقت الحاضر كنوع من العلاج بالفن على نطاق واسع في المستشفيات والعيادات النفسية في جميع أنحاء العالم بالاضافة إلى المرافق المعيشية العليا ومراكز التأهيل الخاصة بعلم النفس.
وتمتد الفوائد المحتملة لهذا العلاج من صغار السن إلى كبار السن ولا تقيدها الثقافة أو اللغة أو الدين أو الجنس ويعالج الأرق والاكتئاب، والتغلب على الصدمات، والتعامل مع التشخيص المرضي الصعب، وتحسين التواصل، وتعميق العلاقات الأسرية وكثير من الأمور الأيجابية.
ومن خلال هذا الشعور اللاإرادي والعفوي صغنا السؤال الآتي: "لو كنت في محاضرة وشعرت بالملل كيف ستحاربه هل بالرسم أو الكتابة أم ماذا؟
وقد وجدنا اجابات مختلفة، صدرت من مجموعة من المبدعات العراقيات:
رواء الجبوري قالت أنها ترسم في الغالب عيون وبعض من الأحيان تكتب بالخط الديواني.
وأما فاطمة السراي فقد ذكرت أنها تكتب تاريخ اليوم وزمان المحاضرة.
وأما عن الست مروة خالد ذكرت أنها تفكر لو أصابها الملل ففكرة أنها مجرد محاضرة وتنتهي ولكن هناك البعض من يعيش في ملل دائم وهذا شيء كئيب.
وأما الكاتبة الشابة طيبة كريم تقول: نقوم بكتابة ذكرى أنا وصديقتي، الاسم والتاريخ وموقف معين أو أكتب خواطر وكذلك أرسم عيون.
ومع أوراد من بابل فقد عرفناها بالابداع والأفكار الجميلة فقد أجابت أنها ترسُم عين أو أشكال هندسية أو باقة ورد.
وكانت كوثر الفهداوي لها تصرف آخر مع الملل فقد ذكرت أنها تنشغل بكتابة الشعر.
وللزخرفة وجود مع انتصار محمد وكذلك زينب عصام حيث تركتا لنا فرصة مشاهدة بعض من تلك الزخارف.
وأما جنان الحلي فقد ذكرت أنها دوما ترسم مربع داخل مربع حتى نهاية الصفحة بشكل مائل وعندما سألتها عما يعني ذلك، أجابت بأنه يشير إلى السلالم .
ومن رأي علم النفس فإن لكل زاوية يكون فيها رسم الشخبوطة لها دلالة معينة.
فإذا كانت الرسمة على اليمين فهي تشير إلى أن الشخص يفكر في الماضي كثيراً، أما إذا كانت على اليسار فهذه اشارة إلى أنه يفكر بالمستقبل.
أما إذا كانت في الوسط فمعناه أن الشخص بحاجة إلى الانتباه ويطلب الحرية، وإذا كانت في أعلى الصفحة فمعناه أنه خيالي وروحاني وفي حالة تحمس دائم.
وإذا كانت في نهاية الصفحة فمعناه أنه لديه كآبة ونظرة حرجة للحياة.
اضافةتعليق
التعليقات