انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العمليات القيصرية بشكل رهيب فتجد أغلب النساء تميل إلى اجراء العملية القيصرية ووتفضلها على الولادة الطبيعية حتى وإن كانت تستطيع الولادة بشكل طبيعي.
إن سهولة العملية القيصرية وقلة المعاناة التي تتعرض لها المرأة أثناء الطلق وما يواجهها من مشاكل في المستشفيات الحكومية والاعتداء بالكلام البذيء وعدم الاحترام وعدم وجود الأماكن التي تحفظ كرامة المرأة تجعل اللجوء إلى المستشفيات الخاصة لإجراء العملية القيصرية أكثر اقبالا حسب كلام بعض النساء ممن أجرين عمليات قيصرية وأما النسبة الأقل من النساء كانت لديهن أسباب حقيقية لاجراء العملية.
هناك بعض الحالات التي تكون فيها المرأة غير راغبة في العملية القيصرية لكن هناك بعض الطبيبات يدفعن بمراجعاتهن لاجراء العملية القيصرية لأن أجور العملية تكون أعلى بعض الشيء وتجرى بمستشفيات خاصة وما أكثر هذه الصفقات في وقتنا الحاضر وكل ذلك يصب في جيب كل من الطبيب والمستشفى.
مخاطر العملية القيصرية
خلال عملية الولادة العادية يتم تدليك الطفل عند مروره من عنق الرحم والمهبل وأثناء عملية الطرد، أما بالنسبة للعملية القيصرية فالطفل لا يمر من هذه المرحلة الطبيعية وهو ما ينتج عنه معاناة الطفل من مشاكل قد تكون خطيرة في الجهاز التنفسي وذلك مباشرة بعد ولادته.
وقد لوحظ أيضاً أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية معرضون أكثر من الأطفال الذين ولدوا بشكل طبيعي للحساسية، سواء حساسية من بعض الأطعمة أو الربو.
بالإضافة إلى المخاطر التي ذكرناها فالعملية القيصرية لها بعض المضاعفات النادرة كذلك ومن بينها تمزق الرحم الذي قد يؤدي إلى معاناة الأم من فقر دم شديد، بالإضافة إلى ذلك فقد تم ملاحظة حمى النفاس الخطيرة لدى 10 بالمئة من الحالات وجروح في المثانة لدى 8 بالمئة من الحالات فضلاً عن استئصال الرحم لدى 4 بالمئة من الحالات ومضاعفات جراحية عند 35 بالمئة من الحالات ووفاة الأطفال حديثي الولادة في 6 بالمئة من الحالات.
زيادة على كل هذه المضاعفات فإن تشوه المشيمة يمكن أن يكون خطيراً، كما أن الأم التي خضعت لعملية قيصرية مرة واحدة أو عدة مرات يمكنها أن تعاني ضعفين أو ثلاث أضعاف من خطر المشيمة المنزاحة، أما بالنسبة لخطر استئصال الرحم فهو يتحول من 0,7 بالمئة بعد ولادة قيصرية واحدة إلى 9 بالمئة بعد 6 عمليات قيصرية.
ما بعد القيصرية
• الشعور بالألم في منطقة الجرح الذي تمّ إخراج الطفل منه، حيث يحتاج هذا الجرح إلى شهر أو شهر ونصف حتى يشفى تماماً.
• الصعوبة في الحركة والمسير خلال أوّل يومين من إجراء العملية إلا بمساعدة الآخرين.
• قد تُصاب الأم ببعض الالتهابات في مكان الجرح أو الشق، أو في بطانة الرحم أو قد تحدث في مجاري البول.
• من الممكن حدوث بعض التقرّحات في الجهاز البولي.
• قد تحدث بعض المضاعفات مثل الجلطات الدموية خصوصاً لو لم تتحرّك أو تمشي المرأة بعد إجراء العملية، ويعني ذلك لا بدّ من الحركة والمشي الخفيف بعد إجراء العملية.
• خطر الالتصاق لأعضاء البطن الداخلية.
• بقاء آثار الجرح لمدة طويلة.
الاستخدام المفرط للعمليات
حتى فترة قريبة، كانت إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ارتفاع نسبة الجراحة القيصرية بين حالات الولادة عن 15 في المئة يُعد استخداماً مفرطاً للجراحة وهو الأمر الذي تؤكده أيضاً الدراسات الأخيرة، إذ أشارت إلى أن هناك اعتماداً أكثر من اللازم على الجراحة القيصرية، تلك التي من المفترض اللجوء إليها حال تعثّر الولادة الطبيعية، في أكثر من نصف دول العالم.
من جانب آخر، ثمة تفاوت كبير بين الدول الغنية والفقيرة في معدل استخدام هذا الأسلوب في الولادة ففي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، على سبيل المثال، لا تتوافر إمكانية إجراء الجراحة القيصرية عند وجود حاجة فعلية إليها.
أما في بلدان آسيا، فقد ارتفع معدل اللجوء إلى العمليات القيصرية إلى 6 في المئة سنوياً، حيث زادت هذه النسبة من 7.2 إلى 18.1 في المئة في الفترة ما بين 2000 و2015 كما بلغت هذه النسبة في أميركا الشمالية 32 في المئة في عام 2015، و26.9 في المئة في أوروبا الغربية.
ونتيجةً لذلك، حثّ تقرير "ذي لانسيت" مسؤولي الرعاية الصحية والنساء وأسرهم على اختيار الولادة القيصرية عندما تكون هناك حاجة إليها فقط، ولأسبابٍ طبية كما طالبت بمزيد من التعليم والتدريب من أجل التعامل مع المخاوف المتعلقة بعملية الولادة بصفة عامة.
ارتفاع العمليات القيصرية في المستشفيات الاهلية العراقية
ارتفعت العمليات القيصرية في العراق ارتفاعا غير طبيعي ومما لاشك فيه أن صحة المرأة العراقية تأثرت بشكل أو بآخر بالوضع الاقتصادي وظروف الحروب التي مرت على العراق لكن هذا ليس مبررا لإرتفاع نسبة العمليات القيصرية، بعد دراسة هذه الظاهرة وجدت أن 60% من من حالات الولادة هي عمليات قيصرية في المستشفيات الأهلية و14% فقط من الولادات قيصرية في المستشفيات الحكومية وتحجيم هذه الظاهرة مسؤولية وزارة الصحة لكن للأم الحامل دور أيضا في ذلك إذ عليها أن تدقق في قرار العملية القيصرية لأن فيها آثارا سلبية كثيرة.
وأكدت الممرضة الجامعية سناء صالح خميس في دائرة صحة كربلاء والحاصلة على بكلوريوس في علوم التمريض زيادة العمليات القيصرية من خلال دراسة أجرتها على 100 إمراة حامل وجدت فيها ارتفاعا في نسبة العمليات القيصرية إلى نسبة تصل 9% وأرجعت السبب إلى غياب الوعي لدى الأم الحامل في مراجعة المراكز الصحية عند تعرضها للإصابة بالأمراض إضافة إلى عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية في أحيان كثيرة وكذلك الخوف من الولادة الطبيعية. التوعية بمخاطر العملية القيصرية ووجود رعاية صحية كاملة للأم الحامل كفيل بالقضاء على ظاهرة العمليات القيصرية في العراق التي باتت تشكل عنفا تساهم المرأة باللجوء له بدون قصد.
اضافةتعليق
التعليقات