• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من يسرق بيضة

أفنان عادل الأسدي / السبت 13 آيار 2023 / تربية / 1828
شارك الموضوع :

كل هذا ستتعرض له دون مبالغة عند حدوث السرقة بل ستواجه أضعاف ذلك في حال تكرارها في فترات متقاربة

تخيل معي أن تعيش في مكان غير آمن، تخاف فيه على نفسك ومالك حين تفقد الثقة بأقرب الناس لك، لا يكف ذهنك عن التفكير في المجرم فيتحول دماغك بين يوم وليلة إلى دماغ محقق حديث العهد بمهنته، الغضب أو الإحباط يزورك كل ساعة بينما يرن الألم في رأسك وقد يمتد بشراسة إلى معدتك فتذوق ألوان العذاب النفسي والجسدي في الوقت الذي يجب أن تصرف فيه وقتك على التخطيط والابتكار وتنفيذ مخططاتك المستقبلية ومزاولة أعمالك بسكينة وسلامز

كل هذا ستتعرض له دون مبالغة عند حدوث السرقة بل ستواجه أضعاف ذلك في حال تكرارها في فترات متقاربة، حيث تستنفد طاقتك وتعيش قلقا متواصلا حتى تتبين لك هوية اللص، آنذاك لن يهنأ عيشك أو تصفو أوقاتك لأنك الآن في مرحلة حرجة أيضا لمواجهة شخص لا يملك أدنى وازع ديني أو قيم ومبادئ تردعه عن ارتكاب الجرائم.

من السهل جدا أن يقلب الطاولة عليك ويتهمك بالأباطيل إذا اكتشفت أمره ونزعت قناع براءته، فمن تسول له نفسه مد يده لا يؤمن مكره وبوائقه، فهو على أتم الاستعداد لهتك حرمة الشهور والأيام وحرمة القرآن فما أجرأه على الله ورسوله إذ يقسم بالكتاب الكريم كذبا وزورا، وما أقل عقله حين باع حظه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس!!

لا فرق في حرمة فعلته الشنيعة بين الكثرة والقلّة ولو كانت بمقدار إبرة أو خيط، ولقد أشارت رواية أمير المؤمنين عليه السلام إلى ذلك: "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين".

فنلاحظ أنَّه عليه السلام اعتبر سلب النملة ماتحمله من شعيرة عصيان، ولقبح عمل السرقة جعل الله تعالى للسارق والسارقة حدّاً وعقاباً دنيوياً إضافة إلى ما ينتظرهما من عقاب أخروي في دركات الجحيم فقال سبحانه: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾(المائدة:38).

فعندما خلق عز وجل الإنسان فرض على أعضاء جسده حقوقا وواجبات، ولليد كما لسائر الأعضاء حقا عظيما نجده مذكورا في رسالة الحقوق لمولانا زين العباد (عليه السلام): "وَأَمَّا حَقُّ يَدِكَ فَأَنْ لا تَبْسُطَهَا إلَى مَا لا يَحِلُّ لَكَ فَتَنَالَ بمَا تَبْسُطُهَا إلَيْهِ مِنَ اللهِ الْعُقُوبَةَ فِي الآجِلِ، وَمِنَ النَّاسِ بلِسَانِ اللائِمَةِ فِي الْعَـاجِلِ، وَلا تَقْبضَهَا مِمَّا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهَا وَلَكِنْ تُوقّرِهَا بقَبْضِهَا عَنْ كَثِير مِمَّا يَحِلُّ لَهَا وبَسْطِهَا إلَى كَثِير مِمَّا لَيسَ عَلَيْهَا، فَإذَا هِيَ قَدْ عُقِلَتْ وَشُرِّفَتْ فِي الْعَاجِلِ وَجَبَ لَهَا حُسْنُ الثَّوَاب فِي الآجِلِ".

وقد يستغرب البعض العقاب الشديد للسارق وعدم تساهل الشارع المقدس في هذا الفعل المشين لصاحبه المؤذي لمجتمعه، لكن المتتبع للآثار السلبية والنتائج الوخيمة سيدرك مدى ضرر السرقة مهما حاول الفاعل استصغارها أو تبريرها بذكر مسبباتها، فالتربية غير الصالحة للأبوين ولقمة الحرام التي يطعمانها لأطفالهما، وأصدقاء السوء والأمراض النفسية الناجمة من الاحتياجات غير المشبعة، ونقص الوعي الديني والثقافي، وأمن العقاب وتفشي الفساد في أغلب مفاصل الحياة كلها أسباب تقود بصاحبها لمزالق التعدي على أموال الناس، لكن يبقى الضمير والنفس اللوامة وحجج الله تعالى الظاهرة والباطنة رادعا وجدارا صلبا ضد إغواء الشيطان وكيده الضعيف، ولا بد من الإشارة إلى عدم اقتصار السرقة على الجانب المالي المادي فقط، بل هي تتوسع لتشمل السرقات العلمية والأدبية وحتى سلب الجهد والوقت والطاقة، ولا تنحصر بسرقات البنوك وكنوز الذهب والفضة، فمن يسرق بيضة... غدا يسرق جملا!!

الانسان
الاخلاق
السرقة
المجتمع
الدين
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    رمضان والخوف المقدّس: ماذا لو كنا نتقيّد بالأخلاق طوال العام؟

    النشر : الأربعاء 05 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    تصوير الصدر بالأشعة السينية: ما حدود التصوير الإشعاعي للمريض؟

    النشر : الأربعاء 27 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    النظافة الشخصية... ثقافة تعكس التربية الأسرية

    النشر : السبت 19 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    بين الزواج والطلاق.. مسافات من الألم والحرمان

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 459 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 346 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 671 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 11 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 11 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 11 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة