حين جمع الحطب لمدة أربعين صباحا لكي يحرق به سيدنا ابراهيم (عليه السلام) وكانت النار تحرق حتى الطير في السماء اتت نملة تحمل قطرة ماء لترميها على تلك النار العظيمة, سؤلت ما نفع هذه القطرة أمام هذه النار العاتية أجابت:
(هذه مقدرتي وهذا تكليفي وما استطيع على حمله وواجبي)
هذا رد النملة فكيف هو رد الإنسان لرفع ورقي مستقبل بلاد أنهكها الظلم والفساد.
اعمل لتكليفك الشرعي, اعمل ما باستطاعتك وغير, اعمل لأجل عراق جديد, صوتك هو ذات التكليف لتلك المخلوقة البسيطة فلا تكن اقل منها وانت سيد المخلوقات وميزك الله بالعقل والأحاسيس والإدراك, انت من يصنع مستقبلا لأبنائك وبصوتك ترسم عراقا جديدا..
كانت هذه قصة نشرتها إحدى الناشطات في مواقع التواصل الاجتماعي اذ تحث من خلالها الناخبين الى التوجه لمراكز الانتخاب للإدلاء بأصواتهم, وقد لاقت مواقع التواصل الاجتماعي نصيبا كبيرا في المعترك السياسي من الهاشتاكات بين المقاطعة والعزوف ومن جهة أخرى الحث والتشجيع, وقد نشرت ناشطة فيسبوكية اخرى هاشتاك بعنوان: (شاطئ الديمقراطية) قالت فيه: (الم نكن نترقب ان يأتي اليوم الذي نمارس به الديمقراطية الكاملة بحق من نختار ان يمثلنا تحت قبة البرلمان حتى وان كانت نسبة التغيير ٥٪ لهذه الدورة نأمل ان تزداد بالدورات القادمة, لكن اذهب وانتخب ولاتدع حقك الشرعي بالتصويت اذهب وشارك مازال هناك وقت).
لقد كان يوم التصويت أشبه بالكرنفال الانتخابي, ففي صباح الثاني عشر من شهر ايار مع أمطار الربيع لعام (2018) اتجه المواطنين للإدلاء بأصواتهم, إلا إن الهاشتاكات لم تكن كفيلة بجمع عدد اكبر من الناخبين, غير ان من خرجوا من بيوتهم متجهين صوب مراكز الانتخاب كانوا يحملون معهم أمل مرتقب رغم خوفهم من القادم ان يكون اسوء, إلا ان خدمة العملية السياسية لبناء البلاد والتغيير والأعمار والاستقرار هو هدفهم الرئيسي الذي تحدده أصابعهم للمرشحين في صناديق الاقتراع, وهو من دفع بهم الى الترجل من بيوتهم للتصويت.
لقد كان الاختيار عسيرا يشبه في أن تجد قطعة ذهب في تل كبير من الأحجار بالنسبة اليهم، فشعبنا هو شعب مظلوم نزف دمعاً ودماً كي يصل الى شاطئ الديمقراطية، فكم حاولوا جاهدين قتل روح الأمل وحب الوطن فيهم, إلا انه مازال هناك من يسعى لتغيير الواقع المرير, لكن العزوف المرعب عن الانتخاب كان يعبر عن مدى السخط الشعبي واليأس من إمكانية التغيير, فنسبة التصويت المتدنية تعني ثمة تذمر شعبي قد يتفاقم ويصل إلى ما لا يحمد عقباه, والمسؤول الأول هم مسؤولي الحكومات السابقة اذ اشتركوا في جريمة قتل الأمل العراقي الذي اوصلهم لهذه المرحلة فقد ازكمت الأنوف رائحة فسادهم بتقديمهم اتعس صور إدارة الدولة, ليس هنالك كلمات نصف بها حجم الألم على شعب مغلوب على أمره ولا كلمات تصف مدى المقت للفاسدين وعبيدهم.
علينا ان ننهض ببلادنا ونتخلى عن أنانيتنا وننعتق من حصار الرغبات الذاتية والمصالح الآنية والشخصية, إلى مصالح عامة ووطنية وأمنيات تخص بلادنا فهي بالنتيجة تصب في مصلحة الجميع ونحن جزء من الجميع, لنتمنى ان يكون الغد القريب بإذن الله أجمل.
اضافةتعليق
التعليقات