عندما تتبادر إلى اذهاننا كلمة (طفولة), لانفهم سوى تلك البراءة التي تُرتَسمُ على وجوه الاطفال, لهوّهم, ومرحهم, ألعابهم البسيطة التي تُحفّز أجسادهم قبل عقُولهم.
لـكن؛ كيف لمفهوم الطفولة ذلك أن يتغير!, ليصبح عبارة عن شاشاتٍ إلكترونية, تنخر عقول الصغار قبل أبصارهم... تسلب نشاطهم وتقتل عنفوانهم... ليغدوا كآلاتٍ تعمل على البطارية أو الشاحن؛ سرعان ما تضمُر طاقاتهم وتتثاقل حركاتهم.
أيادٍ صغيرة.. وعيون يأسرها وميض الشاشات المحمولة.. ساعات وساعات بات يمضيها الأطفال متسمرين في أماكنهم, غائبين في عالم مثير تحتويه الأجهزة الذكية, لكن هل تساءلنا يوماً عن تأثير هذه الساعات على أطفالنا؟.
نحن الآن, ورغم الإيجابيات التي جاءت بها تلك الأجهزة والسهولة التي إختصرنا بها الكثير من المعاملات اليومية, نعاني وبشدة تأثيرها السلبي وماتعرضهُ من برامج لها وقعٌ سيء في نفوس الأطفال... تلك التي أصبحت كـمرض خطيرٍ, وخبيثٍ إنتشر وبسرعةٍ فائقة في أجسادهم ليقضي على طاقاتهم وإبداعاتهم... فنظراً لعواقبها الوخيمة على الصغار, كضعف البصر, ناهيك عن الأمراض التي قد تسببها العزلة الناتجة عن كثرة تلك المشاهدات "كالتوحد" أو "التأخر في النطق" ...الـخ.
حذرت دراسة حديثة من تأثير الهواتف الذكية على صحة الأطفال, ويقول الأطباء إن الاستهلاك المفرط للأجهزة الذكية لدى الاطفال يبطىء تطور اللغة وله صلة بأضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط , بينما تحذر دراسات أخرى من تأثير الأجهزة الذكية على سلوك الصغار.
من الصداع ومشاكل السمع, الى وخز الجلد وفقدان الذاكرة والتركيز, وصولاً الى طنين الاذن والاضطرابات العصبية وحتى سرطان المخ.. لائحة لاتنتهي من التأثيرات السلبية والأمراض المحتملة الناجمة عن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول, تتنافس مواقع الصحة في نشرها.
ومع ذلك لايبدو أن هناك وعياً كافياً من قبل مستخدميه في مختلف أرجاء العالم بضرورة ترشيد استعماله, تفادياً لما يمكن أن يلحقه بالصحة من أضرار جسيمة.
الكثير من الدراسات الاخرى التي عملت في مجال تقييم المخاطر لألعاب الاطفال الالكترونية حذرت من تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تنبعث منها على الاطفال على المدى الطويل, وبينت تلك الدراسات أن لهذه الاشعة تأثير على حالاتهم النفسية والصحية والسلوكية, إذ يمكن ان تسبب مصاعب في قدراتهم على التعلم من خلال انخفاض مستوى التركيز ونقص القدرة على الاستيعاب والفهم بالاضافة الى نشوء بعض السلوكيات العدوانية غير المبررة.
إنتبهي عزيزتي الأم لأطفالكِ من ضرر هذه الأجهزة التي تسرق براءتهم..
اضافةتعليق
التعليقات