يعتقد مؤلفا الكتاب الأكثر مبيعاً عالمياً "الأطفال والمال"، الأميركيان كينيث ديفيز وتوم تايلور، أنه يجب البدء بتعريف الأطفال على بعض المصطلحات الهامة مثل:
- الاستهلاك: مع إدراك أن هناك اختلافاً في أسعار المنتجات المختلفة، وأن المال لا يكفي لشراء كل شيء، تتأكد حتمية الاختيار.
- الميزانية: القدرة على التخطيط، والتوقع للمستقبل.
- الادخار: أهمية وفوائد المكافآت المؤجلة.
- الدخل: القدرة على المخاطرة مع وضع المنافسة في الحسبان.
يبدأ الأطفال في تعلم مهارات تخطيط الإنفاق وترشيده مع بداية سن المراهقة، في هذه المرحلة العمرية، يجب أن تتغير استراتيجية إعطاء مصروف الجيب وكذلك قيمته.
إذ تقول إيرينا خامينكا إنه يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أمرين: قدرتكم المالية كآباء، وكذلك احتياجات ولدكم.
اسألوه كم من المال يكفيه، وإذا كانت احتياجاته مرتفعة جداً، اعملوا معه على تكييفها مع القدر الذي سيناله من المال، لا تستشيروا جيرانكم أو زملاء الطفل في الدراسة، فلكل أسرة قدرة مختلفة، وهذا سبب آخر للحديث حول هذا الموضوع.
وبالنسبة للمراهق، فإنه يمكن إعطاؤه مصروفاً شهرياً وليس أسبوعياً. وبطبيعة الحال، فإن حصول الطفل على مبلغ كبير دفعة واحدة يُعدُّ أمراً مغرياً كي ينفق المال كله مرة واحدة، فإذا أنفق المال الذي حصل عليه كله، فتكلموا معه حول الأمر: لماذا حصل هذا؟ وما الذي لم يأخذه في اعتباره حين أقدم على إنفاق المال كله مرة واحدة؟.
فيما تقول إيرينا خامينكا: "اشرحوا له كيف كان يجب التصرف، أو كيف كنتم ستتصرفون في المال لو كنتم مكانه، ولماذا. لكن، لا تعطوه أبداً المزيد من المال، فقط تعاملوا معه نفسياً، واسوه وأخبروه بأن الذكي هو من يتعلم من أخطائه، وأن من يخطئ هو من يجب أن يدفع ثمن الخطأ".
لماذا لديهم أموال أكثر منا؟
لا يهم كم كنتم تكسبون من المال، تأتي على الطفل لحظة يرى فيها من لديه مال أكثر، ثم يسأل لماذا؟
تقول الإخصائية النفسية أنَّا فينكو إنه لا توجد سن معينة للحديث حول هذا الموضوع، جاوبوا عن السؤال في اللحظة نفسها التي يسأل فيها، اشرحوا له كيف أن هناك العديد من الأشياء الجيدة بما في ذلك الثروة المادية، لديها أيضاً جوانبها السلبية.
على سبيل المثال، أخبروه بأن الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة مع سائق وحارس شخصي، يتحدثون طول الطريق مع السائق والحارس وليس مع الأب والأم، ثم دعوا الطفل يفكر بنفسه أيهما أفضل.
كونوا صادقين: لا داعي للإحراج إذا كنتم مرتاحين في وضعكم الحالي، أنتم اخترتم وظيفتكم وراضون بذلك، ومن المفيد مناقشة ميزانية الأسرة مع الطفل.
ولا تشعروا بالذنب عندما تقولون له إنكم لا تستطيعون شراء شيء أراده، ليس هذا ضرورياً فقط، لكنه يكون بمثابة تجربة مفيدة للطفل، إذا أدرك ما الذي تستطيع الأسرة توفيره وما الذي لا تستطيع توفيره، إذ سيكون أكثر هدوءً.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه يجب للطفل أن يعلم أن أباه وأمه يحبان عملهما، خاصةً إذا كان ذلك صحيحاً، "نحن نعمل كثيراً ونحاول أن نوفر لك كل ما تحتاج، أنت أيضاً يجب أن تحاول، الأمر في يدك".
لا تربطوا الثواب والعقاب بالمال
يوضح جوليان غودفري أن استخدام المال كوسيلة للثواب أو العقاب، من الطرق الأكثر شيوعاً عند الآباء.
إذ إن الأُسرة هي المكان حيث يلتزم أفرادها بما عليهم من واجبات ويتمتعون بما لهم من حقوق، لذا يقوم الآباء الذين يدفعون مكافأة لقاء غسل أحد الأطفال الصحون مثلاً، وترتيب الألعاب، وأشياء أخرى.
إذا كان الآباء يعتقدون ضرورة دفع مكافأة مالية للطفل على عمله بالبيت، يجب حينها أن يختاروا عملاً غير تلك الأعمال التي تعتبر من واجبات الطفل، على سبيل المثال: تنظيف البيت، أو تنظيف أحذية أفراد الأسرة كلهم، أو غرس الأشجار بالحديقة، أو تهيئة الأرض للزراعة.
وللأسباب نفسها، فإنه لا يجب منع المصروف عن الطفل كعقاب له على علاماته السيئة في المدرسة مثلاً، أو لعصيان الأوامر، فلا تكون هذه هي بداية دائرة ربط المشاعر بالمال.
إحدى الأمهات تقول: "قمنا بفتح حساب مصرفي والحصول على بطاقات ائتمان لكل من ولديّ -أرتيوم (14 عاماً)، ودينيس (15 عاماً)، كل شهر نضع في حساباتهم المصرفية مصروفهم الشهري، ويستعمل كل منهما مصروفه في الذهاب إلى السينما والمقهى، كما أنهما يحاولان ترشيد نفقاتهما؛ حتى يتسنى لهما شراء ملابس أنيقة".
من المثير للدهشة، أن الولد الأصغر يدخر من مصروفه، بينما الأكبر ينفقه كله في أول أسبوع، لكنه يذهب عادةً إلى البنك بعدها رغم معرفته أنه أنفق كل ما لديه في حسابه؛ آملاً أن نكون قد أضفنا إلى رصيد حسابه شيئاً.
حتى لو كان المراهق يرتكب مثل تلك الأخطاء في إدارته ميزانيته الشخصية، فإنه يتعلم على أي حال.
تبادل الخبرات
تشاوروا مع طفلكم أثناء شرائكما شيئاً معاً، ناقشوا معه خياراتكم، وستلاحظون حينها كيف يفكر، وكيف يختار مشترياته؛ هل يختار ما يختاره الجميع؟، أم يختار ما لا يختاره أحد؟، هل يختار الأرخص؟، أم الأجمل؟، أم الأغلى؟، أخبروه بخياراتكم وشكوككم، وبأخطائكم ونجاحاتكم أيضاً، وبالشجاعة التي يُحتاج إليها من أجل كسب المال، سيساعده هذا في طريقه لكسب المال في المستقبل. حسب عربي بوست.
اضافةتعليق
التعليقات