الخوف كالمطرقة الهائلة تهدم قصورا من الأحلام وأكداسٍ من الأمنيات، وللخوف مهارة غزل خيوط التردد فترتبك الخطى وتتوه بدايات الدروب المنشودة، فيميت همم الروح المتقدة تحت غطاء التأجيل، وتبقى الأفكار حبيسة في قفص الانتظار لتنتصر وفي الغالب تموت!.
لا أحاول خوفا من الفشل، خوفا من الرفض، خوفا من الخسارة، خوفا من الندم، أو من تكرار تجربة حُسم أمرها في الماضي، إحساس ينتاب الكثير في مخاض الفكرة أو حين يضع حجر الأساس لهدف ما.
يقول علماء النفس إن ما يقارب 50% أو أكثر، من الخوف هو مجرد وهم، فلماذا نخاف من الوهم وهو عكس الحقيقة، وكيف يؤثر علينا؟.
الوهم يولد الوسوسة والشك ويتمسك الذهن به، فيطرد الفرص قبل بلوغها ويعدم الإبداع، بتصورات وتخيلات لا وجود لأدلة عليها.
في كتاب قوة التركيز للدكتور إبراهيم الفقه يشرح سبل تكوين الهدف قبل الشروع فيه، تتكون اللبنة الأولى (الفكرة)، لتترجمها الكلمات وكل ما كانت الكلمات واضحة ودقيقة أعطت حافزا كبيرا ليتبناها الفعل ويعمل عليها، ومن تشبث بأفعاله ولاقت له نتائجها تحولت إلى عادات والعادات الصحيحة هي من تحدد ملامح الإنسان وتكون شخصيته وتثبت خطواته نحو التقدم وتحدد نسب النجاح، إذا فالفكرة ستحدد المصير.
وإن رفع الخوف مطرقته بوجه الفكرة حين ولادتها تهشمت لشذرات منسية على الوسادة، وإذا بلغت الكلمات لتجسدها تشوهت وتبخرت من لسان قائلها، والخوف يجعل الأفعال مرتبكة مترددة متذبذبة.
من أمثالنا الشعبية التحفيزية مثالا يقول: (فاز باللذات من كان جسورا)، الجسور هو الشجاع المقدام وهو الجريء الذي يمضي وينفذ، والملذات هي متع الحياة أو ما يثير الإنسان من أحاسيس المتعة بعد العمل.
ورب الأرباب يقول (إِذَا عزمْتَ فتوَكّل عَلَى اللَّهِ إِن اللَّه يُحبُ الْمتوكلِين) وهو تشجيع للفكرة الناضجة الصالحة ليكون الإنسان جسورا ويمضي، ويقول سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم (أنا عند حسن ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء) كي تظن ظنا حسنا بربٍ سميعٍ قادرٍ معين كريم يعطي ويبارك ويزيد لعباده المتوكلين.
فلماذا نترك اليقين والدليل الواضح والدعامة الصلدة التي وعد الله بها ووعده حق، وبثها في روح مخلوقه لتقوي غشاء القلب وتلقح خاطره من الأوهام وتثبت قدمه على جرف الحقيقة الآمنة، ونبحر صوب الشك والوسوسة والنفس المترددة؟، لما لا نتهيب للفرص ونكن جسورين ونتحاشى فخ تحريض النفس على الخوف، ويقطن الإيمان أعماقنا بقول رب يرشدنا لنحسن الظن به ونتوكل عليه وهو يحب المتوكلين؟.
اضافةتعليق
التعليقات