كثرت ديونه ولم يعرف ماذا يفعل وكيف يتخلص من مأساته فكر مليا وعزم ليذهب إلى مولاه و يطلب منه الرحمة وكشف الغمة، في طريقه إلى بيت امامه زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام) رأى منافقا يستهزأ منه:
أين تذهب؟ رد قائلا إلى سيدي ومولاي ليكشف غمي ويصلح حالي، قهقه الرجل بصوت عال وقال علي بن الحسين لا يملك شيئا ماذا تريد أن تأخذ منه؟!
لم يهتم به وأكمل طريقه بعد وصوله إلى بيت الامام (عليه السلام) بعد التحية والسلام قال يا بن رسول الله، بلغني عن فلان كذا وكذا، وكان ذلك أغلظ علي من محنتي. فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): فقد أذن الله في فرجك، يا فلانة احملي سحوري وفطوري.
فحملت قرصتين، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام) للرجل: خذهما فليس عندنا غيرهما، فإن الله يكشف عنك بهما، وينيلك خيرا واسعا منهما.
فأخذهما الرجل، ودخل السوق لا يدري ما يصنع بهما، يتفكر في ثقل دينه وسوء حال عياله، ويوسوس إليه الشيطان: أين موقع هاتين من حاجتك؟ فمر بسماك قد بارت عليه سمكة قد أراحت فقال له: سمكتك هذه بائرة عليك، وإحدى قرصتي هاتين بائرة علي، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة، وتأخذ قرصتي هذه البائرة؟ فقال: نعم. فأعطاه السمكة وأخذ القرصة، ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها؟.
قال: نعم. ففعل، فجاء الرجل بالسمكة والملح، فقال: أصلح هذه بهذا، فلما شق بطن السمكة وجد فيها لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله عليهما، فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه، فخرج ينظر من بالباب، فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد جاءا، يقول كل واحد منهما له: يا عبد الله، جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص، فلم تعمل فيه أسناننا، وما نظنك إلا وقد تناهيت في سوء الحال، ومرنت على الشقاء، قد رددنا إليك هذا الخبز، وطيبنا لك ما أخذته منا. فأخذ القرصتين منهما.
فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه، فإذا رسول علي بن الحسين (عليهما السلام)، فدخل فقال: إنه يقول لك: إن الله قد أتاك بالفرج، فأردد إلينا طعامنا، فإنه لا يأكله غيرنا، وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه.
ببركة الامام السجاد (عليه السلام) ودعائه كشف الله همه وأعطاه من خيرات الدنيا بأبهى صورة.
ماذا لو عند الشدائد نلتجأ إلى إمامنا الغريب الطريد الشريد الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، الذي لولا دعاءه لم نكن ولم يكن لنا أي أثر من سوء أعمالنا وأفعالنا، ماذا لو ندرك إن كل ما كان ومايكون بنظرة سيتغير بإذنه وهذا الأمر يحتاج إلى صدق وثبات كما ورد عن مولانا الإمام زين العابدين (عليه السلام): من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد، مثل شهداء بدر واحد.
اضافةتعليق
التعليقات