• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخلايا المرآتية: أعماق النفس وجوهر الوجود الإنساني

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 18 كانون الأول 2024 / تربية / 619
شارك الموضوع :

تنشط لدى رؤية الآخرين في أفعالهم أو مشاعرهم، تمثل شكلاً من أشكال الإدراك البدائي العميق

في داخل هذا الكيان البشري الغارق في تناقضاته، حيث تُحاك أعقد المشاعر وتشتبك الأهواء، تنبض الخلايا المرآتية كأنها نافذة على أسرار الروح. ليست هذه الخلايا سوى مرآة مخفية، ترى الآخر وترى فيه ذاتها، تلقي ظلالًا عميقة على طبيعة الإنسان ككائن قادر على فهم المعاناة والفرح، وكأن شيئًا ما يسكن فيه يشده نحو كل ما هو خارج عنه.

ما هي الخلايا المرآتية؟

الخلايا المرآتية ليست مجرد أعصاب خافتة في الدماغ، بل هي مجسات للوجود ذاته، تتخذ من العقل مأوى لها، وتعيد صياغة عوالم الآخرين داخل كياننا. عندما ينظر أحدهم إلى وجهٍ مبتسم أو عيون تفيض حزناً، تتقد هذه الخلايا وكأنها تستدعي تلك الأحاسيس من باطنها، فتُحيي بداخلنا نفس المشاعر المتأججة التي يعيشها من حولنا، وكأننا نشاهد نسخة من أنفسنا في أعينهم.

كيف تعمل الخلايا المرآتية؟

هذه الخلايا، إذ تنشط لدى رؤية الآخرين في أفعالهم أو مشاعرهم، تمثل شكلاً من أشكال الإدراك البدائي العميق؛ إدراك ينأى عن اللغة والكلمات. تعمل الخلايا المرآتية على إعادة صياغة هذا العالم المحيط بنا بلغة تكتنزها أعماقنا، فتُترجم أفعال الآخر إلى تجارب حية داخل أنفسنا، لا تسمح لنا أن نكون محايدين أو غافلين، بل تصرّ أن تجعلنا نُحسّ ونتألم ونتلذذ بما يمر به الآخر.

الخلايا المرآتية وعذابات التقمص العاطفي

كأن هذه الخلايا لم تُخلق إلا لتربطنا بغيرنا في مأساة التقمص العاطفي. فبفضلها، لا يستطيع الإنسان أن يقف على الحياد؛ هي لعنة ونعمة في آن، تسلبك الشعور بالاستقلال وتجبرك أن تنساق مع الآخر في عذابه وسعادته. إنها تُذكرنا بأننا كائنات مقيدة في نسج معقد من المشاعر والألم، وأن معاناة الآخرين هي، بشكل ما، جزء من معاناتنا الشخصية.

الخلايا المرآتية وتفسير الوجود

في عالمٍ يهرع نحو التجرد من العواطف والانغماس في العزلة، تبدو الخلايا المرآتية كنداء خفي؛ إنها توثقنا بروح الآخر، تجبرنا أن نشعر بوجوده في كياننا، وتُصالحنا مع فكرة أننا لسنا وحدنا. إنها القوة التي تمنعنا من الهروب الكامل، تدفعنا لنرى ذواتنا في عيون الآخرين، وتجعل من وجودنا انعكاسًا غير متناهٍ لبعضنا البعض.

يبقى أن نتساءل: هل نحن بفضل هذه الخلايا قادرون على تحرير أرواحنا أم نغرق في صمت آلامنا التي تكمن في انعكاس الآخر؟ الخلايا المرآتية، هي مرآة لا تعكس الصورة فحسب، بل تعكس صراع الإنسان مع ذاته والآخر، وتجعل من الفهم بوابة للرحمة، ومن التعاطف تجربة وجودية تصل بين القلوب والأرواح برباط لا يفهمه سوى من عانق الآخر كأنه ذاته، ومن لمس بشعره في لحظة ما حقيقة أن جميع الأرواح تنبض كواحدة.

النفس
البشرية
السلوك
الوعي
التفكير
علم النفس
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    الغدير وحديث الكتب

    النشر : الثلاثاء 20 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أسوةً بالحوراء زينب.. كيف تجد نساء لبنان لذّة ثمار الصبر على موائد الحرب؟

    النشر : السبت 09 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لماذا الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسرطان أكثر من النساء؟

    النشر : الثلاثاء 16 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    النعاس لا يقل خطورة عن الخمر أثناء قيادة السيارة

    النشر : السبت 10 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الابداع الحقيقي: بين قوة الخيال والتصور

    النشر : الأثنين 11 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    الذكاء الاصطناعي يمنح الأطراف التعويضية شعورا حركيا

    النشر : الأحد 27 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 48 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 442 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 422 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 343 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 332 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 330 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 303 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2321 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1317 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1187 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 848 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 845 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 8 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 8 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 8 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة