• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخلايا المرآتية: أعماق النفس وجوهر الوجود الإنساني

سجى عبد الأمير الركابي / الأربعاء 18 كانون الأول 2024 / تربية / 714
شارك الموضوع :

تنشط لدى رؤية الآخرين في أفعالهم أو مشاعرهم، تمثل شكلاً من أشكال الإدراك البدائي العميق

في داخل هذا الكيان البشري الغارق في تناقضاته، حيث تُحاك أعقد المشاعر وتشتبك الأهواء، تنبض الخلايا المرآتية كأنها نافذة على أسرار الروح. ليست هذه الخلايا سوى مرآة مخفية، ترى الآخر وترى فيه ذاتها، تلقي ظلالًا عميقة على طبيعة الإنسان ككائن قادر على فهم المعاناة والفرح، وكأن شيئًا ما يسكن فيه يشده نحو كل ما هو خارج عنه.

ما هي الخلايا المرآتية؟

الخلايا المرآتية ليست مجرد أعصاب خافتة في الدماغ، بل هي مجسات للوجود ذاته، تتخذ من العقل مأوى لها، وتعيد صياغة عوالم الآخرين داخل كياننا. عندما ينظر أحدهم إلى وجهٍ مبتسم أو عيون تفيض حزناً، تتقد هذه الخلايا وكأنها تستدعي تلك الأحاسيس من باطنها، فتُحيي بداخلنا نفس المشاعر المتأججة التي يعيشها من حولنا، وكأننا نشاهد نسخة من أنفسنا في أعينهم.

كيف تعمل الخلايا المرآتية؟

هذه الخلايا، إذ تنشط لدى رؤية الآخرين في أفعالهم أو مشاعرهم، تمثل شكلاً من أشكال الإدراك البدائي العميق؛ إدراك ينأى عن اللغة والكلمات. تعمل الخلايا المرآتية على إعادة صياغة هذا العالم المحيط بنا بلغة تكتنزها أعماقنا، فتُترجم أفعال الآخر إلى تجارب حية داخل أنفسنا، لا تسمح لنا أن نكون محايدين أو غافلين، بل تصرّ أن تجعلنا نُحسّ ونتألم ونتلذذ بما يمر به الآخر.

الخلايا المرآتية وعذابات التقمص العاطفي

كأن هذه الخلايا لم تُخلق إلا لتربطنا بغيرنا في مأساة التقمص العاطفي. فبفضلها، لا يستطيع الإنسان أن يقف على الحياد؛ هي لعنة ونعمة في آن، تسلبك الشعور بالاستقلال وتجبرك أن تنساق مع الآخر في عذابه وسعادته. إنها تُذكرنا بأننا كائنات مقيدة في نسج معقد من المشاعر والألم، وأن معاناة الآخرين هي، بشكل ما، جزء من معاناتنا الشخصية.

الخلايا المرآتية وتفسير الوجود

في عالمٍ يهرع نحو التجرد من العواطف والانغماس في العزلة، تبدو الخلايا المرآتية كنداء خفي؛ إنها توثقنا بروح الآخر، تجبرنا أن نشعر بوجوده في كياننا، وتُصالحنا مع فكرة أننا لسنا وحدنا. إنها القوة التي تمنعنا من الهروب الكامل، تدفعنا لنرى ذواتنا في عيون الآخرين، وتجعل من وجودنا انعكاسًا غير متناهٍ لبعضنا البعض.

يبقى أن نتساءل: هل نحن بفضل هذه الخلايا قادرون على تحرير أرواحنا أم نغرق في صمت آلامنا التي تكمن في انعكاس الآخر؟ الخلايا المرآتية، هي مرآة لا تعكس الصورة فحسب، بل تعكس صراع الإنسان مع ذاته والآخر، وتجعل من الفهم بوابة للرحمة، ومن التعاطف تجربة وجودية تصل بين القلوب والأرواح برباط لا يفهمه سوى من عانق الآخر كأنه ذاته، ومن لمس بشعره في لحظة ما حقيقة أن جميع الأرواح تنبض كواحدة.

النفس
البشرية
السلوك
الوعي
التفكير
علم النفس
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ثقافة السلم والسلام عند الحسين بن علي

    النشر : الأحد 07 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    نظرية تأثير الفراشة ودورها في حياتنا

    النشر : الأربعاء 07 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    أيهما أفضل.. البرتقالة أم عصير البرتقال؟

    النشر : الأربعاء 02 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    صفات تجعل المرأة قياديّاً سياسيّاً ناجحاً

    النشر : الأثنين 26 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    روح الاندماج في ثقافة القرآن الكريم

    النشر : الأربعاء 16 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    في رياض الأطفال.. حفلات التخرج أول نجاح يمنحهم الثقة

    النشر : الأحد 18 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1188 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 426 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 390 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 362 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1529 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1313 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1188 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 2 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 2 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 2 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة