لقد عُرف الشيعة بحبهم وعقيدتهم بآل البيت (عليهم السلام) والتمسك التام بهم هذا مايجعل الأغلب يتساءلون عن سبب ارتباطهم الوثيق ذاك وأسبابه وبالرغم من أن يقيننا وحبنا بهم لايسمح اصلا أن نتطرق لهكذا أمور سطحية ولكن بذات الوقت من واجبنا الإجابة على تلك الاسئلة ليس مناظرةً أو نقاش ولكنها إجابات واضحة بدلائل كاشفة ومُثبتة. ان السؤال الأساسي الذي يولد الشكوك لديهم هو– لماذا هذا التعلق التام بهم وجعلهم وسيلة إلى الباري عز شأنه ؟ وقد طُرح هذا السؤال قبل عشرات السنين مِن قِبل الحافظ على العلامة السيد محمد الموسوي الشيرازي . ويُضمن ذاك الحوار كتاب ليالي بيشاور صفحة 45 وهُنا نُدرك إن في كل زمان هناك من يعترض على الحب الذي نحمله في قلوبنا للأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وهنا من واجب الإعلامي والكاتب والشاعر والخطيب وكل من يحمل رسالة مسموعة أو مقروئة ان يُجيب على هذهِ الاسئلة. علينا أن نُدرك ونعترف أنهم الوحيدين الذين تجلت اسماء الله عزوجل بشخصياتهم وأسلوبهم من الرحمة واللطف والكرم والكبرياء والالآء والنور الخ وقد أكد ذلك الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حينما قال: ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها فقال نحنُ والله الأسماء الحُسنى. يعني إذا توجهتم إليهم توجهتم إلى الله وإذا دعوتموهم دعوتم الله. فحريٌ بِنا أن نتمسك بهم ونعي عظمة النعمة التي نحنُ فيها فمقدار هذهِ المكانة عالي جدًا وكافي لمحبتهم وجعلهم باب وقدوة لنا. فهنا هم الادلاء على الله ولايعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم ومن يكون دليلا ومعرفًا لله عزوجل أحرى أن يصدق عليه أنّه اسم من أسمائه، إذ أنّ فائدة الأسماء هي الدلالة والتعريف بالله عزّ وجلّ، وهذا الأمر متحقّق عندهم، هذا من جهة. ومن جهة ثانية: فإنّ الأسماء الحسنى يدعا الله تعالى بها فيجيب، كما ورد في القرآن الكريم: (( وَلِلَّهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا )) ، والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) قد جعل الله تعالى لهم هذه المزيّة، فهم أبواب إجابة الدعاء، فمن يدعو الله ويتوسّل بهم إليه عزّ وجلّ تقضى حاجته، فشابهوا الأسماء الحسنى في هذه الصفة. ومن جهة ثالثة: هم مظاهر رحمة الله تعالى وقدرته، وقد تجلّى الله عزّ وجلّ لعباده بهم، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو مظهر الرحمة الإلهية، وقد تجلّت فيه صفة الرحمة وصار مظهراً لاسم الرحمن، قال الله عزّ وجلّ: (( وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلَّا رَحمَةً لِّلعَالَمِينَ )) (الأنبياء:107)، وتلك هي صفة واحدة من جملة صفات أُخرى تجلّت فيه، وهكذا سائر الأئمّة. من الحلم والكرم والصبر واللُطف وقس على ذلك من بقية الأسماء العظيمة والمقدسة تلك فهل وجدنا مَن هم بمستواهم من التجلي ؟ هل وجدنا مَن لهم هذه العظمة والمكانة ؟ أن يكونوا أبواب للمولى عز وجل بعد إن بينا جزءا بسيطا من كرامتهم ومكانتهم العالية التي لاتُحصى ولاتُعد هل يُستكثر ذلك بهم؟ قطعًا لا فحاشا للعاقل الواعي أن يُشكك بهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لو اطلع على سيرتهم وعرفهم حق معرفتهم.
اضافةتعليق
التعليقات