• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الرضا والتخطيط المضاد

خديجة الصحاف / الثلاثاء 19 آذار 2024 / ثقافة / 1244
شارك الموضوع :

فليس في تاريخ البشرية، كلها أسرة شُرّدت وجُرّدت، وذاقت العذاب والاسترهاب، مثل أهل بيت النبي

منذ أن انقلبت الأمة على أعقابها، وخالفت أمر بارئها، ووصية رسولها في استخلاف من اختاره الله لقيادة الأمة وأهل البيت يتعرّضون لصنوف الأذى من اضطهاد وتشريد وسجن وقتل .

يقول الكاتب عبد الحليم الجندي في كتابه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

"فليس في تاريخ البشرية، كلها أسرة شُرّدت وجُرّدت، وذاقت العذاب والاسترهاب، مثل أهل بيت النبي صلى اللّه عليه وسلم".

كل هذا الظلم الفادح لا لذنب اقترفوه سوى كونهم عترة النبي (صلى الله عليه وآله) .

ومن أوجه الظلم الذي مورس ضد أهل البيت (عليهم السلام) هو الإبعاد والتهجير عن وطنهم، ومسقط رأسهم؛ فأغلب ائمتنا (عليهم السلام) تعرّضوا لهذا الإجراء التعسّفي من قبل الحكّام الظلمة، بأشكال متعددة وتحت مسمّيات وتبريرات مختلفة .

فقد حُمل الإمام الباقر (عليه السلام) إلى دمشق من قبل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، واستدعى المنصور العباسي الإمام الصادق (عليه السلام) إلى العراق عدة مرّات، وكذلك فعل هارون اللارشيد مع الإمام الكاظم (عليه السلام) حتى كانت خاتمة حياته الشريفة في أحد سجونه، والمتوكل حمل الإمام الهادي (عليه السلام) قسرا إلى سامراء ليقضي فيها نصف عمره المبارك ويُقتل فيها ويكون مثواه الأخير في تربتها .

وأما مع الإمام الرضا (عليه السلام)، فكان السيناريو مختلفا تماما، وكان الموضوع ينطوي على خطة خبيثة من المأمون الذي كتب رسالة للإمام الرضا (عليه السلام) يدعوه للقدوم إلى خراسان، ليجبره فيما بعد على قبول ولاية العهد، بعد أن رفض الإمام (عليه السلام) عرضه الأول بقبول الخلافة !

وهنا ينطلق سؤال مهم: ما السبب الذي دفع المأمون للتنازل عن الخلافة، وهو الذي خاض الحرب الضارية، وقتل أخاه وآلاف الجنود والقادة، وأوغر قلوب العباسيين بالعداء له من أجل الاستيلاء عليها؟

وهل يعقل أن يسلّمها لخصمه بهذه السهولة؟

لقد كان وراء هذا الإجراء لعبة سياسية خطيرة ضرب المأمون من خلالها ليس فقط عصفورين بحجر واحد، بل سرباً من العصافير !

نعم كان المأمون بمأزق حرج، وكان محاطا بالمشاكل من الجهات كلها فقاده دهاؤه السياسي، وذكاؤه الشيطاني لهذه الخطة التي استطاع من خلالها أن ينسلّ من أزماته السياسية بهدوء وبأدنى الخسائر كما تنسلّ الشعرة من العجين !

لقد كانت الثورات - خصوصا ثورات العلويين- تلهب الأقطار الإسلامية من الجهات كلها، فأراد المأمون تهدئة الأوضاع من خلال تقريب الإمام الرضا (عليه السلام) وجعله وليا لعهده وبذلك يكسب ودّ القاعدة الشعبية العريضة المرتبطة بالإمام عقائديا وعاطفيا.

وكذلك وجود الإمام في السلك السياسي كوليّ للعهد سيضفي الشرعية على حكمه، وسيضمن دعاءه له؛ لأن ولي العهد يدعو للخليفة ثم لنفسه، وهذا ما صرّح به المأمون عندما قال:

"فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا" .

ومن أهداف المأمون إبعاد الإمام عن شيعته وقواعده الشعبية، ومحاصرته؛ فحمله إلى تلك الديار البعيدة النائية، ووضعه تحت المراقبة وعيّن عليه حاجبا ينقل إليه أخباره، ويمنع الناس من الوصول إليه .

ومع علم الإمام الرضا (عليه السلام) بخطة المأمون ودوافعه الشيطانية إلا إنه اضطر للقبول تحت التهديد بالقتل حيث يقول (عليه السلام): "قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خُيّرتُ بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل" .

وإذا كان المأمون ذكيا فالإمام (عليه السلام) أشد منه ذكاء وأهدى سبيلا؛ فقد أفسد على المأمون خطته، وطوّقها بشروطه الذي اشترطها للقبول: "وأنا أقبل ذلك على إني لا أولّي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر من بعيد مشيرا".

فقبل المأمون شرط الإمام وتمّت البيعة في شهر رمضان سنة ٢٠١ هجرية .

وبذلك الشرط سحب الإمام (عليه السلام) البساط من تحت قدمي المأمون، وفوّت عليه الفرصة لإستغلاله أو تشويه سمعته، بل على العكس استغل الإمام وضعه الجديد، واستثمر الظرف المناسب لإقامة الدين، ونشر أحاديث آبائه الطاهرين، وعلومهم الإلهية، حيث أُثنيت له الوسادة في مجالس العلم والمناظرة التي كانت تُعقد له؛  فساعد المأمون - من حيث يعلم أو لا يعلم- في بيان فضل العترة الطاهرة، ومنهجهم القويم، ودورهم الريادي في الأمة؛ فسطعت بذلك أنوارهم في بلاطه ورغم أنفه، وتغنّت الشعراء بحبهم وفضائلهم، ومقاماتهم الشامخة التي طُمست وكادت أن تندثر بفعل الإعلام المعادي؛ فكان من بركات التخطيط الرضوي المضادّ أن وصلتنا تائية دعبل الخزاعي الرائعة التي أنشدها في حضرة الإمام الرضا (عليه السلام) والتي تستعرض تأريخ أهل البيت ومظالمهم ومناقبهم، ومن جميل ما جاء فيها قوله:

هُمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُوا

وهم خيرُ ساداتٍ وخيرُ حماةٍ

إذا لم نناج الله في صلواتنا بأسمائهم لم يقـبل الصلوات

فسلام على من لا تُقبل الصلاة إلا بالصلاة عليهم .

الإمام الرضا
الدين
اهل البيت
الظلم
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    آخر القراءات

    ماعلاقة بكتيريا الفم بسرطان الرئة؟

    النشر : الأحد 20 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استخدامك لهاتفك المحمول داخل دورة المياه يعرض حياتك للخطر.. لهذه الأسباب

    النشر : الأربعاء 29 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الحزن الشامخ!

    النشر : السبت 08 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    متلازمة البحر الأبيض المتوسط".. تمييز في الطب وحكم مسبق؟

    النشر : السبت 26 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    من النظام إلى الفوضى

    النشر : الأحد 23 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    المرأة تحكم العالم في 2016.. إليك قائمة برئيسات قادمات إلى السلطة

    النشر : الأثنين 26 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 597 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 470 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 418 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 407 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 399 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 386 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3627 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1478 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1290 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1158 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1098 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 931 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محرّم في زمن التحول
    • منذ 16 ساعة
    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع
    • منذ 16 ساعة
    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟
    • منذ 16 ساعة
    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • الأثنين 30 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة