• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الرضا والتخطيط المضاد

خديجة الصحاف / الثلاثاء 19 آذار 2024 / ثقافة / 1268
شارك الموضوع :

فليس في تاريخ البشرية، كلها أسرة شُرّدت وجُرّدت، وذاقت العذاب والاسترهاب، مثل أهل بيت النبي

منذ أن انقلبت الأمة على أعقابها، وخالفت أمر بارئها، ووصية رسولها في استخلاف من اختاره الله لقيادة الأمة وأهل البيت يتعرّضون لصنوف الأذى من اضطهاد وتشريد وسجن وقتل .

يقول الكاتب عبد الحليم الجندي في كتابه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

"فليس في تاريخ البشرية، كلها أسرة شُرّدت وجُرّدت، وذاقت العذاب والاسترهاب، مثل أهل بيت النبي صلى اللّه عليه وسلم".

كل هذا الظلم الفادح لا لذنب اقترفوه سوى كونهم عترة النبي (صلى الله عليه وآله) .

ومن أوجه الظلم الذي مورس ضد أهل البيت (عليهم السلام) هو الإبعاد والتهجير عن وطنهم، ومسقط رأسهم؛ فأغلب ائمتنا (عليهم السلام) تعرّضوا لهذا الإجراء التعسّفي من قبل الحكّام الظلمة، بأشكال متعددة وتحت مسمّيات وتبريرات مختلفة .

فقد حُمل الإمام الباقر (عليه السلام) إلى دمشق من قبل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، واستدعى المنصور العباسي الإمام الصادق (عليه السلام) إلى العراق عدة مرّات، وكذلك فعل هارون اللارشيد مع الإمام الكاظم (عليه السلام) حتى كانت خاتمة حياته الشريفة في أحد سجونه، والمتوكل حمل الإمام الهادي (عليه السلام) قسرا إلى سامراء ليقضي فيها نصف عمره المبارك ويُقتل فيها ويكون مثواه الأخير في تربتها .

وأما مع الإمام الرضا (عليه السلام)، فكان السيناريو مختلفا تماما، وكان الموضوع ينطوي على خطة خبيثة من المأمون الذي كتب رسالة للإمام الرضا (عليه السلام) يدعوه للقدوم إلى خراسان، ليجبره فيما بعد على قبول ولاية العهد، بعد أن رفض الإمام (عليه السلام) عرضه الأول بقبول الخلافة !

وهنا ينطلق سؤال مهم: ما السبب الذي دفع المأمون للتنازل عن الخلافة، وهو الذي خاض الحرب الضارية، وقتل أخاه وآلاف الجنود والقادة، وأوغر قلوب العباسيين بالعداء له من أجل الاستيلاء عليها؟

وهل يعقل أن يسلّمها لخصمه بهذه السهولة؟

لقد كان وراء هذا الإجراء لعبة سياسية خطيرة ضرب المأمون من خلالها ليس فقط عصفورين بحجر واحد، بل سرباً من العصافير !

نعم كان المأمون بمأزق حرج، وكان محاطا بالمشاكل من الجهات كلها فقاده دهاؤه السياسي، وذكاؤه الشيطاني لهذه الخطة التي استطاع من خلالها أن ينسلّ من أزماته السياسية بهدوء وبأدنى الخسائر كما تنسلّ الشعرة من العجين !

لقد كانت الثورات - خصوصا ثورات العلويين- تلهب الأقطار الإسلامية من الجهات كلها، فأراد المأمون تهدئة الأوضاع من خلال تقريب الإمام الرضا (عليه السلام) وجعله وليا لعهده وبذلك يكسب ودّ القاعدة الشعبية العريضة المرتبطة بالإمام عقائديا وعاطفيا.

وكذلك وجود الإمام في السلك السياسي كوليّ للعهد سيضفي الشرعية على حكمه، وسيضمن دعاءه له؛ لأن ولي العهد يدعو للخليفة ثم لنفسه، وهذا ما صرّح به المأمون عندما قال:

"فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا" .

ومن أهداف المأمون إبعاد الإمام عن شيعته وقواعده الشعبية، ومحاصرته؛ فحمله إلى تلك الديار البعيدة النائية، ووضعه تحت المراقبة وعيّن عليه حاجبا ينقل إليه أخباره، ويمنع الناس من الوصول إليه .

ومع علم الإمام الرضا (عليه السلام) بخطة المأمون ودوافعه الشيطانية إلا إنه اضطر للقبول تحت التهديد بالقتل حيث يقول (عليه السلام): "قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خُيّرتُ بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل" .

وإذا كان المأمون ذكيا فالإمام (عليه السلام) أشد منه ذكاء وأهدى سبيلا؛ فقد أفسد على المأمون خطته، وطوّقها بشروطه الذي اشترطها للقبول: "وأنا أقبل ذلك على إني لا أولّي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في الأمر من بعيد مشيرا".

فقبل المأمون شرط الإمام وتمّت البيعة في شهر رمضان سنة ٢٠١ هجرية .

وبذلك الشرط سحب الإمام (عليه السلام) البساط من تحت قدمي المأمون، وفوّت عليه الفرصة لإستغلاله أو تشويه سمعته، بل على العكس استغل الإمام وضعه الجديد، واستثمر الظرف المناسب لإقامة الدين، ونشر أحاديث آبائه الطاهرين، وعلومهم الإلهية، حيث أُثنيت له الوسادة في مجالس العلم والمناظرة التي كانت تُعقد له؛  فساعد المأمون - من حيث يعلم أو لا يعلم- في بيان فضل العترة الطاهرة، ومنهجهم القويم، ودورهم الريادي في الأمة؛ فسطعت بذلك أنوارهم في بلاطه ورغم أنفه، وتغنّت الشعراء بحبهم وفضائلهم، ومقاماتهم الشامخة التي طُمست وكادت أن تندثر بفعل الإعلام المعادي؛ فكان من بركات التخطيط الرضوي المضادّ أن وصلتنا تائية دعبل الخزاعي الرائعة التي أنشدها في حضرة الإمام الرضا (عليه السلام) والتي تستعرض تأريخ أهل البيت ومظالمهم ومناقبهم، ومن جميل ما جاء فيها قوله:

هُمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُوا

وهم خيرُ ساداتٍ وخيرُ حماةٍ

إذا لم نناج الله في صلواتنا بأسمائهم لم يقـبل الصلوات

فسلام على من لا تُقبل الصلاة إلا بالصلاة عليهم .

الإمام الرضا
الدين
اهل البيت
الظلم
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي

    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    آخر القراءات

    ويحذركم الشيطان نفسه

    النشر : الأثنين 18 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    متى ينجح الإعلان؟

    النشر : الأحد 22 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الخط التربوي للإمام الصادق

    النشر : السبت 21 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    مشاركون في "عالم الذكاء الاصطناعي 2025": AI ثورة علمية شاملة

    النشر : الأثنين 17 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الفراسة ...اكتشفي الماكر الخبيث والجاهل...!؟

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    نحو صياغة سياسات للنهوض بالمرأة اجتماعياً

    النشر : الأحد 10 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 469 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 405 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 396 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 374 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1284 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 701 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 681 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 659 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 620 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وعي العباءة الزينبية ٢
    • منذ 16 ساعة
    الامام الحسين.. صياغة ربّانية
    • منذ 16 ساعة
    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي
    • منذ 17 ساعة
    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة