• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نداء يُجلجِلُ في سَمعِ الأنامِ

هدى المفرجي / الأثنين 26 شباط 2024 / ثقافة / 1118
شارك الموضوع :

ولكن ذاك بصيص الامل الذي تسلل الى قلوبنا جعل النفوس تترقب فيض شعاع يبحث عن أمل لعدالة

هل يعقل أن يحبك يوما من لا يعرف عنكَ شيئاً؟

سؤال طرحه عقلي محتجاً باجابته على شغاف قلبي تلك اللحظة، فاجاب ذلك القلب بسرعة ومنطقية غير معتادة منه: هو الأمل الجميل الذي يمنح العاشق فسحة يمارس فيها روحانية العشق الطاهر بعيدا عن رغبات النفس ويملأ حياته بمشاعر سامية، قالها قلبي ثم اتجه نحو السماء يبصر نورها الذي يشابه نور الموعود المنتظر، ذلك الشخص الذي حطم قواعد الوجود واكتسح ابواب القلوب دونما سبب في الوقت الذي داهمت شياطين البشر بيض ايامنا بانتصاراتها المصبوغة بدماء الأبرياء مطلقين العنان لجنون أنفسهم وأعطوها حق انتهاك الكرامات لتورث الأجيال المتعاقبة قصص الخوف وتجعل الظلم الموحش هو الذي يسود المجتمع فتهـجره العدالة.

ولكن ذاك بصيص الامل الذي تسلل الى قلوبنا جعل النفوس تترقب فيض شعاع يبحث عن أمل لعدالة قد تكون غائبة لفترة ما ، وعيوننا ما تزال معلّقة بالسماء، نترقب حدثا هاماً ، وها قد قارب شهر شعبان على الانتصاف، وفيه تحفل الليالي والأيام بالعبادة وبالذكر والصلاة والقيام، ايام نستعيد فيها الاستبشار وقد امتد بنا الشوق إلى حصول الفرج الذي بات وشيكاً بالظهور متحدياً لكل أشكال الظلم المعلنة، فقد فزعت القلوب من الاتّهامات، وضجت النفوس من ألوان القمع والتنكيل ، وكما نضع رؤوسنا في حجر امهاتنا متأكدين من ان لمسة يديها ستشفي جراح الجسد هكذا نحن على يقين انه سيظهر ويشفي جروح ارواحنا الملتهبة، فهو نور يُهتدى به و سفينة النجاة وعين الحياة.

هو الموعود بالنصر وظهور الأمر و الموسوم بالفرج، هو الحجة المهدي عجل الله له فرجه وهو المالئ لها عدلاً وقسطاً بعد أن امتلأت جوراً وظلما، سيأتي قارئاً للقرآن ناطقاً بالإيمان والشهادة، سيأتي ساجداً داعياً لله، خاضعاً حامداً له، شاكراً، وها نحن نعيش ذكرى موُلد الإمام الذي حصل في جو من الكتمان والخفاء ، وفي وقت السحر من ليلة النصف من شعبان، قُبيل الفجر بلحظات وفي بيت أبيه الإمام العسكري عليه السلام الذي كان عامراً بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن، وفي شهر له شأن ومنزلة خاصة عند الله فيه غفران ورحمة وفيه نور وكرامة كما فيه فوز بالأمان.

ولدَ حين كانت شياطين بنّي العباس يغطّون في نومهم الإثم وينسجون من أحلامهم فصولاً جديدة لأيام مضمّخة بدماء الأحرار.

نعم، وُلد الإمام واحتفلت الكائنات بولادته المباركة، وأشرقت على الدنيا شمس ولايته التي لن تغيب وعاد الأمل يرفرف من جديد ويزفّ أطياف الفرح في قلوب المحبّين، ولد الإمام بالرغم من تعدد الأقاويل في شأنه، فمنهم من قال لم يولد، ومنهم قال سيولد آخر الزمان، ومنهم من صدّق به وتيقّن وآمن وهكذا كانت درجات الإيمان هي التي وزّعت الأدوار بين الناس فغابت أطياف الحكاية إلا عند أصحاب اليقين.

اولئك الذين يرون ان المهدي ليس تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري أدركه الناس من خلاله على الرغم من تنوّع عقائدهم ولكنهم يوقنون ان للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض، تحقق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير، وهدفها النهائي وان تعددت واختلفت، بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبل المنتظر على المؤمنين دينياً بالغيب، وهكذا نجد أن التجربة النفسية لهذا الشعور التي مارسته الإنسانية على مر الزمن، من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموماً بين أفراد الإنسان.

وحينما يدعم الدين هذا الشعور النفسي العام، ويؤكد أن الأرض في نهاية المطاف ستمتلىء قسطاً وعدلاً، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعية، ويحوله إلى إيمان حاسم بمستقبل المسيرة الإنسانية، وهذا الإيمان مصدر عطاء وقوة لأن الإيمان بالمهدي إيمان برفض الظلم والجور، فهو بصيص نور يقاوم اليأس في نفس الإنسان، ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمت الخطوب وتعملق الظلم وامتد في أرجاء العالم وسيطر، فها نحن نراه قريبٌ سيطل اليوم او غداً ذلك العشق الالهي الذي قيل في انتظاره :

نُراقِبُ أَخبارَ السماءِ تَشَوُّقاً

لتُنبِئَنا أنَّ المؤمَّلَ جاءا

وأنَّ صَدَى الحقِّ المُقيمِ عدالةً

يُجلجِلُ في سَمعِ الأنامِ نِداءا

وأنَّ تغاريدَ الصباحِ تهَللَّتْ

بِنُورِ الهُدَى فَابْنُ البشيرِ أضاءا.

الامام المهدي
الحب
التاريخ
الدين
الايمان
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي

    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟

    آخر القراءات

    جمعية المودة والإزدهار تقيم ورشة بعنوان: مواقع التواصل الإجتماعي سلاح ذو حدين

    النشر : الأربعاء 08 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أساسيات التغيير في شهر محرم الحرام

    النشر : السبت 13 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أثر العدالة الأسرية في التنشئة الاجتماعية

    النشر : الخميس 17 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    وجودك هنا فرصة!

    النشر : السبت 19 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    قنديل من النور

    النشر : السبت 09 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    جهاز مبتكر يجدد الأمل لأطفال السكري

    النشر : الأحد 23 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 469 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 405 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 396 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 374 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 371 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1284 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 897 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 701 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 681 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 659 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 620 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وعي العباءة الزينبية ٢
    • منذ 16 ساعة
    الامام الحسين.. صياغة ربّانية
    • منذ 16 ساعة
    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي
    • منذ 17 ساعة
    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة