لم تكن قد اهتمت بوضع الحجاب على رأسها، لم تكن تحبه من الأساس كانت تعتبره غطاء يحجب جمالها ورونق شعرها المموج!، كان يؤرقها كلما وضعته على رأسها خارج المنزل كخرقة بالية تتلاعب بها تيارات الهواء!.
أما تلك فكانت الفتاة المعتادة على الحجاب وتحسبه الجزء الأهم في شخصيتها وكونها "محجبة" ستجد نفسها دوما في ميدان الدفاع عن الحجاب وقد تتعدى مرحلة الدفاع لتهتف إلى الوقار والالتزام بما يغلف قشرة النساء.
ولكن في وقتنا الراهن بدأنا نرى نصف الحجاب على فتياتنا وعلامات استياءهن واضحة على وجوههن وكأنهن اجبرن على ارتداءه وكأن الحجاب يخطف ملذات الدنيا..
إن للحجاب قيمة لا يمكن حصرها بكلمة "كبيرة" فقيمته لا تقيم، لذا الحفاظ على ارتداءه بالطريقة الصحيحة هي واجب على جميع الفتيات المكلفات والنساء وكل من يقول عكس ذلك ويحاول دحره أو يحاول برهنة أن الحجاب ليس من ضروريات الاحتشام فهو يدعي إلى المعصية ويتحمل ذنبه وذنب من يتبعه.
فاليوم وهن يرتدين الحجاب كاشفات عن نصف شعرهن بلباس ضيق وقصير وواضعات مساحيق التجميل بوفرة يعلمن في سرهن أن عدم التزامهن هو اختراقهن لما جاء في الآية الكريمة: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ" (سورة الأحزاب 59).
ومحاولات برهنة أن ما ذكر بهذه الآية لا علاقة له بالحجاب هو خاطئ ففي الحقيقة هو فريضة شرعية وعلى سائر النساء المواظبة عليه وعدم ادراجه من ضمن الأمور العصرية.
فستر المرأة يكمن في حجابها وصوتها وأخلاقها وقربها من تعاليم ديننا الاسلامي، وجميعنا ندرك أن لا فائدة من المقارنة بين النساء المحجبات وغير المحجبات وهذا ما نلاحظه حيث صارت الكلمات الشهيرة والمترددة على آذاننا هي ليس كل محجبة ملتزمة وليست كل غير محجبة غير ملتزمة وبهذا يحاولون خلق الفتنة بين طرفينا فلا يمكن أن تكون المقارنة بين الشخصيتين عادية ومهما فعل المجتمع اليوم لن تكون يوما المقارنة عادية وسيكون الفارق بينهن كبيرا جدا ولا يمكن دحره بكلمات مقنعة.
الحياة رحلة خاصة نخوضها بمفردنا ونجاحها غير مضمون فالرسالة التي خلقنا من أجلها هي أمانة عميقة علينا محاولة تداركها طوال العمر لنحظى بما وعدنا به الله تعالى.
لذا في كل يوم تتسلل خيوط الفجر الأولى تحمل لنا فجرا جديدا يتسلل الحجاب ليجدد لنا ضمانة حفظنا من الأنظار وكل ما هو سيء في هذا العالم السيء الذي صار لا يحجبه شيء وهذا لا يشمل الحجاب فقط وإنما كل ما يتعلق بالحفاظ على ظاهر وباطن المرأة..
فالفتاة التي لا ترغب بالحجاب اليوم وتحسبه زيادة، عليها اعادة النظر جيدا حين خروجها من المنزل وكيف تأكلها عيون المارة.
ففي الواقع مجتمعنا اليوم لا يُطمئن والحفاظ على النفس من كل ما نراه بالملذات هو جهاد تثاب عليه، فلا نجعل من غير العادي عاديا فقط لنندمج في العصر الجديد فكل الأشياء لا يرغب بها إن كانت أنصافا فإما نلتزم اليوم لنكون من الرابحين غدا وإما العكس وهذا ما ستحدده المؤمنة المسلمة لتعلم مسبقا أين سيكون فناؤها الأخير.
اضافةتعليق
التعليقات